مرة جديدة يجتمع عدد من أهل الفن والإعلام لمشاهدة ولادة مسرحية جديدة على خشبة مسرح مونو، مع مخرج سجل هدفاً مهماً في مرمى النجاح خلال العامين الماضيين من خلال مسرحيتي "فينوس" و "كعب عالي"، والرهان معه كان كبيراً هذا العام بمسرحية "فرضاً إنّو" مع الممثلين المخضرمين غبريال يمين وطلال الجردي.
تروي المسرحية قصة رجلين لا يعرف ﺃحدهما الآخر، وظفتهما جهة مجهولة، ويلتقيان في مكان لا نعرف أين يقع بغية تسلم شحنة لا نعرف محتواها بهدف القيام بعمل لا يَعرفان شيئاً عنه. المسرحية اقتبسها غبريال يمّين عن نصّ لآلن ﺁركن.
أبدع يمين والجردي بأداء دوريهما، لم يفلت منهما المسرح لثوانٍ.. أقل ما يُقال إنهما وحشان يقفان على خشبة مسرح مونو، أدخلا الواقع بالوهم، تبدو القصة ناقصة قليلاً لكنها ممتعة أهم ما فيها أنّها تجعلك تفكر لساعات بعد انتهاء العرض.. هل نعيش بالوهم أم بالواقع؟
موقع "الفن" إلتقى أبطال العمل وكانت لنا هذه اللقاءات:
غبريال يمين: "المسرح يجب أن يصل إلى كل الناس، منذ أن ولِد المسرح توجد أعمال توصل الفكرة للمشاهدين وأعمال أخرى الناس ينتبهون لها، وهذه وظيفة المسرح يستطيعون الشعور بها وربما قد يفوتهم منها شيئ وهذا ليس خطأ. عادةً عندما يكون ممثل واحد أو ممثلان على خشبة المسرح فقط تصبح الأمور أكثر صعوبةً لأنهما يجب أن يملآ الفضاء المسرحي بكامله وأن يجذبا الناس طيلة فترة العرض. هذا ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، وأتمنى أن تلقى المسرحية النجاح الذي تستحقه".
طلال الجردي: "المسرحية قائمة على فرضية، أقوم بالعمل في مكان غير معروف ما هو هذا المكان ليعمل عملاً غير معروف ما هو وإذا يعلق هذه العلقة، وإنت فيك تدير مثل ما بدك ويدخل مثلما تريد وتصبح عند المتلقي، واسمح لي بأن أترك مساحة للجمهور لكي يتخيل وهو جزء من هذه اللعبة، الذكاء في النص هو أنّه يستطيع أن يتلاعب بمشاعرنا نحن الناس، وهذا الإنسجام بيني وبين غبريال لم يأتِ بسهولة لأنّ النص معقد جداً والتمرينات كانت في غاية الصعوبة".
جاك مارون: هذه المسرحية ليست موجهة لشريحة معينة من الناس، بل لكل الناس باختلاف ثقافاتهم. لكن نعم البعض قد يفضل مشاهدتها أكثر من مرة لكي يفهم الرسالة أكثر. هي مسرحية افتراضية وتسلي الناس، وأقول للجمهور أن لا يتأخر لمشاهدتها لأنّ فترة العرض ليست طويلة.
كما كانت لنا لقاءات مع بعض الفنانين الذين حضروا، وقالوا لنا:
ريتا حايك: "هذه أول مرة أشاهد مسرحية لجاك مارون أكون فيها مشاهدة لا على المسرح، مسرحية خيالية، بدك تروح فيها لمحلات براسك ما كنت مفتكر بحياتك أنّها كانت موجودة، ويمكننا أن نختصر المسرحية بجملة واحدة هي أنّ الحقيقة أحياناً تكون وهماً والوهم فيه حقيقة".
ماغي بو غصن: المسرحية رائعة أحببتها كثيراً واستمتعت بها أنا تلميذة مسرح واستطيع تقدير هذا النوع من المسرح، المسرحية فيها عمق كبير لكن هذا لا يعني أنّها لا تصل بسهولة وفيها كوميدي وكل فئات الناس يمكنها أن تحضرها وكل إنسان في يروح فيها لمطرح ما بدو، المخرج ترك للمشاهد أن يأخذه خياله إلى المكان الذي يريده وهذا الرائع في المسرحية.
نيكولا معوض: المسرحية جميلة جداً ليس لأنّ طلال الجردي وغبريال يمين على خشبة المسرح، بل كل ما في المسرحية جميل، طيلة عرض المسرحية ونحن متحمسون ومشغولون بالأحداث. العمل عميق جداً وممثلان فقط على المسرح واستطاعا أن يشدونا بشكل كبير وأطلب من الجميع أن يأتي ليشاهدها.
برناديت حديب: أنا متابعة دائمة للمخرج جاك مارون، وهذه السنة كان العنصر النسائي غائباً في المسرحية، لكنني مبهورة بأداء غبريال وطلال، فعلاً كانا وحشين على المسرح. برافو جاك أعماله تستحق الإنتظار، وهذا النوع من المسرح له عشاقه، وهو مسرح أكاديمي نوعاً ما، وأدعو الناس لمشاهدة المسرحية وأنا متأكدة أنّها ستعجبهم.