ضمن معرض «المكان والاتحاد» يستضيف مركز مرايا للفنون مجموعة مختارة من المقتنيات الفنية الخاصة بـ«مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» التي تشمل أكثر من 80 عملاً لفنانين إماراتيين وآخرين عرب من أجيال مختلفة، ويتضمن المعرض أعمالاً لأربعة عشر فناناً إماراتياً ومقيماً في الدولة، منها العمل الفني «شانغهاي 2008» للفنان التشكيلي الإماراتي حسن شريف الذي يُعدُّ أحد أبرز رموز الساحة الفنية الإماراتية والذي توفي في 18 سبتمبر الماضي، إضافة إلى عمل جديد للفنانة رند عبد الجبار بعنوان «فوريستاسوميرسا»يستعرض تجربتها العميقة مع مدينة فينيسيا (البندقية). وكانت «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» أرسلت المهندسة المعمارية والمصممة رند عبدالجبار في بعثة للإقامة بمدينة البندقية لمدة شهر في ربيع 2016.ويجمع هذا العمل التركيبي بين الصوت والضوء والزجاج ويجسّد الوقت الذي أمضته رند بمدينة البندقية حيث عملت هناك تحت إشراف وتدريب الفنّان وخبير الفنون البصرية الإيطالي فابريتسيو بليسي. ومن الأعمال المعروضة أيضاً «تصادُم الساحل 2016» للفنانة الإماراتية زينب الهاشمي، و«سدو-بيكسل 2016» للفنانة الإماراتية هند بن دميثان، ويفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور في الفترة من 31 أكتوبر 2016 إلى 31 يناير 2017.
ويهدف معرض «المكان والاتحاد» إلى تثقيف وتعريف الجمهور بالحركة الإبداعية بالمنطقة وتعبر الأعمال المختارة المشاركة بالمعرض عن قضايا تشمل الوطن والهوية والتواصل مع الآخر وغيرها مستشهدة ببلدان ومدن عدّة من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى فلسطين إلى جنيف إلى شانغهاي. ويرصد المعرض ما يوّحد الأفراد المقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة اليوم من أعراق مختلفة، حيث يطرح معرض «المكان والاتحاد» أسئلة عن الثقافة والهوية وحسّ الانتماء إلى مكان أو موقع محدد، سواء كان روحانياً أو مادياً أو فلسفياً.
وبهذه المناسبة، قال يوسف موسكاتيلو، مدير إدارة «مركز مرايا للفنون»: "فنانون كثيرون عبروا من خلال أعمالهم عن قضايا الوطن والهوية والقواسم المشتركة بين الشعوب. ويسرنا أن نتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في هذا المعرض المهم الذي يتضمن أعمال فنانين إماراتيين وآخرين مقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تُبرز المفاهيم الذاتية والأبدية عن الهوية والعلاقة العضوية بالأرض والوطن. ونحن ملتزمون بتوفير سبل الدعم والإرشاد للفنانين والمصممين الإماراتيين والمقيمين، ونسعى دائماً للتعاون والشراكة مع المؤسسات المهتمة التي تشاطرنا الرؤية كمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون".
أما هدى الخميس-كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون فقالت: "إنّ المجموعة تعتز بشراكاتها الاستراتيجية الثقافية عالمياً ومحلياً، ومنها تعاوننا مع مركز مرايا للفنون، لما لهذه الشراكات من أثر في الارتقاء بمستوى التعبير الفني والثقافي في الدولة والعالم العربي، في خدمة النهضة الثقافية وتطوير المنجز التشكيلي الإماراتي والتعريف به عالمياً والاحتفاء بمنجز الفنانين التشكيليين الإماراتيين وتجاربهم الرائدة".
وتابعت السيدة هدى: "تمثل الأعمال الفنية ضمن مقتنيات مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، طيفاً واسعاً من أشكال التعبير الفني التشكيلي الإماراتي، وتعكس عُمق الإلهام المستمد من جماليات المكان الإماراتي وخصوصية الانتماء والتلاحم الوطني والتكاتف المجتمعي، كما توثّق لمرحلة تزيد على الثلاثين عاماً وتمتد عبر ثلاثة أجيال من فناني دولة الإمارات، إلى جانب أعمال رواد الفنانين من العالم العربي".
وختمت بالقول: "نبذل في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أقصى الجهود لتقديم منجز التشكيل الإماراتي والعربي في صورة مشرقة تليق بعالميته وإبداعه، ونعمل في إطار مبادراتنا العديدة للمنح والتكليف بالأعمال الحصرية وغيرها، ويعكس معرض "المكان والإتحاد" التزامنا بتحفيز الإبداع وترسيخ الحراك الثقافي والفني في دولة الإمارات العربية المتحدة".