هو واحد ممن أتقنوا الواقعية السحرية في الأداء التمثيلي، فهو فنان سوري يليق بكل الأدوار سواء التاريخية أو الشر أو الدراما الشامية أو الاعمال المصرية وكذلك الأعمال العالمية، فلقد شارك في الكثير من الأعمال التي تركت بصمة في مشواره الفني أهمها "مملكة الجنة" بدور صلاح الدين إلى جانب الكاهن الفرعوني بفيلم "خروج آلهة وملوك" وشخصية الصحابي الجليل أبو بكر الصديق في مسلسل "عُمر".
هو الممثل غسان مسعود الذي يتحدث لـ"الفن" عن مشواره الفني والعالمي، وما لديه من أعمال جديدة، وما يرفضه في الفن وسبب إبتعاده عن الإعلام، ويكشف كواليس الشائعة السخيفة التي إنطلقت ضده منذ شهور بإصابته بمرض خطير ويؤكد أنه يعلم مصدرها ويكشف في حواره معنا .
بداية، ما الجديد لديك من أعمال؟
إنتهيت من تصوير فيلم بعنوان "كتابة على الثلج" مع المخرج الكبير رشيد مشهراوي ويشارك في بطولته عمرو واكد وعدد من الأبطال إلى جانب عمل سينمائي آخر في اوزباكستان، والحقيقة أنني إستمتعت للغاية بهذين العملين ومن المقرر عرضهما قريباً.
لكن لماذا قلة ظهورك الإعلامي ومشاركتك بالمهرجانات والفعاليات السينمائية العربية؟
دعنا نختصر ونقول إنني كسول في الظهور بشكل عام، فأنا لا أظهر حتى بالإعلام وأنا أظهر في السنة ربما مرة أو إثنتين وقد يكون هذا الأمر غير صحيح لأنه ربما على الفنان أن يقوم بعمل إعلام حوله ودعاية وقد يكون جزءاً من حياة الفنان أن يكون حاضراً في الإعلام وأمام الرأي العام والجمهور في كل الأحداث والتظاهرات الفنية التي تحدث في المنطقة وفي العالم، وبالنسبة للأمر لم يكن مُهماً لسبب لا أعرف ما هو.. فلو سألتني ما هو؟ .. فحقيقة لا أعرف بخاصة انني أحب أن أعمل وأعود للبيت.
وما الذي تحب أن تفعله في أوقات فراغك؟
أنا أحب كثيراً السياحة الريفية وأحب أن أذهب إلى الجبل والقرى، لنقل إن هناك ميولاً شخصية تجاه العزلة وفي الآخر قد يكون ذلك خطأ.
وما الذي كان وراء الشائعة السخيفة حول إصابتك بمرض خطير؟
إعتذاري عن حضور مهرجانات دولية سينمائية كان وراء هذه الشائعة حتى أن ذلك دفعهم لإطلاق هذه الشائعة ضدي وتناقلتها بعض محطات التليفزيون العربية وهي أنني مريض بمرض خطير، وهذا الأمر مناسب أن أقول إنها كانت إشاعة غير لطيفة على الإطلاق وإستغربت لماذا تم إطلاق هذه الشائعة، لكن المهم أن مصدر الإشاعة من داخل اروقة مهرجان وهران بخاصة أن الأمر كان مزعجاً بالنسبة لأسرتي وجمهوري.
قاطعته قائلاً: قد يكون ذلك الأمر أظهر لك حُب الناس والجمهور .
إبتسم وقال: "الحمد لله.. عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، لكن أريد أن أوضح شيئاً وهو أنني لا أريد أن أتهم إدارة مهرجان وهران فأنا أحترمهم وشعب الجزائر شقيق وعلى العين والرأس، لكن الإشاعة ظهرت في أروقة مهرجان وهران".
بعض الإعلام الفاسد يروج لشائعات لمجرد مصالح معينة، وقد يكون ذلك هو ما دعاك لتقليل الظهور الإعلامي؟
عدم النزاهة الموجودة لدى الكثير من الإعلاميين قد تجعلك تنطوي عن الإعلام كله، وهذا برأيي أنا غير صحيح وقد أكون مخطئاً لأنه لا يعني إذا كان هُناك شخص فاسد بمجال معين فلا يعني أن كل الآخرين فاسدون، فقد يكون تقييم خاطئ مني بل نقل إن هناك حساسية بالغة تجعلني أقول لنفسي: "خليني بعيد أفضل"، وأعود لأقول لك قد يكون التقصير مني والحق علي وأنا اليوم أقول لك بعد هذا العمر لم أفهم مهنة الفنان كي ينبغي أن تكون، ووارد جداً ما فهمت الفن للآن كيف يجب أن يكون؟
قد يكون ذلك لأنك غير متعمق مع الوسط الفني وجلساته وسهراته؟
أنا رجل معروف عني في العالم العربي أنني أميل للعزلة وغير مختلط أبداً بالوسط الفني، فلا أسهر سهراتهم ولا أذهب معهم ونادراً ما يحدث أن يكون هُناك بيني وبين فنان تليفون لسبب ما حيث نلتقي لنشرب القهوة، وينطبق علي القول إنني فنان أحب العزلة.
وما الذي لا تسمح به في عملك بالفن؟
هناك شيء بحياتك العملية له علاقة بكرامتك الشخصية، وكرامتك الشخصية غير معرضة للإغتيال، وأنا لا أسمح بإغتيال كرامتي الشخصية كفنان لأن كرامتي الشخصية من شخصيتي كلها، ومن يغتال كرامتي فهو يغتالني كلياً، وأنا أرى أن قيمتي الفنية والمادية مطروحة كما هي، فإما أن تتعامل معي كما أنا أو لا تتعامل معي، فلا تتخيل أنني جئت من بلد بها حرب، فإذا كان بها حرب لا بد أن تتعاطف معي من دون أن تقص لي أجنحتي أو تغتال كرامتي.
وهل عُرضت عليك أعمال تاريخية بعد المُشاركة بمُسلسل "عُمر"؟
قدمت أعمالاً تاريخية شامية وهي "أبواب الريح" و "ياسمين عتيق" و "المصابيح الزُرق" وقدمت "توق" مخيال شعبي تشعر أحياناً بأنه قديس وأحياناً أخرى بأنه ساحر ، وهي شخصية من وحي الصحراء وكتب هذا العمل الأمير بدر بن عبد المحسن وأخرجه شوقي الماجري.
وما هي طموحاتك، وهل ما زالت لديك طموحات جديدة في حياتك العملية؟
أنا غير معني بالقصة كلها ولا تهمني، فلو أن العمل يأتي أقول أهلا وسهلا ولو لم يأت لا يهمني، فأعود لأقول هوليوود جاءت مرة إلى دمشق وستأتي مرة أخرى، فأنا قدمت ثلاثة أفلام في هوليوود وأعمالاً أخرى بدول أخرى، فالعمل الذي يناسبني أقوم به وأرفض مالا أراه مناسباً، وهُناك أعمال كثيرة عالمية إعتذرت عنها لأنها كانت من النوع المُسيء، فالموضوع لم يمثل هاجساً بالنسبة لي وأنا مثل الطليان ومفهوم العائلة عندي أعلى من مهنتي، فعائلتي هي أولا وفي المقام الثاني الفن وهناك فنانون يقولون إنهم تزوجوا الفن لكن أنا لست كذلك.
ولماذا لم تُقدم أعمالاً كوميدية خلال مسيرتك الفنية؟
أحب مشاهدة الكوميديا وأراها كثيراً وأستمتع بمشاهدتها وأحب نجوم الكوميديا لكنني شخصياً لا يستهويني تقديم هذه الأعمال.
وفي النهاية ، بما أنك صاحب باع كبير في المسرح، فهل شاهدت تجارب المسرح التلفزيوني بمصر مثل "مسرح مصر"؟
لم أشاهدها لكنني شاهدت الإعلان الخاص بها.