ربما بعدما شاهدناه بالأمس علينا أن نستذكر أولاً وقبل الدخول في التفاصيل من هن النساء اللبنانيات، ونرى الكوب كما هو بما ينقصه وما يملؤه، اللبنانيات لسن هن فقط 30 فتاة شاركن بالأمس في حلقة برنامج "نقشت Take me out" مع فؤاد يمين، اللبنانيات الى جانب هذه القلة هن السيدة فيروز في الفن، ومي زيادة ومي المر في الأدب، وراي باسيل في الرياضة.. وغيرهن الكثيرات من النساء اللواتي ليس لهن بالضرورة أسماء كبيرة، بل يجلسن خلف مكاتبهن، يداومن في أعمالهن ويحققن نجاحاتهن في العمل والمنزل ويؤسسن أسراً لمستقبل أفضل بصمت.
هؤلاء هن اللبنانيات، ولسن فقط من إستضافهن يمين في برنامجه، هؤلاء اللواتي استقبلهن يمين بقالب من السذاجة، بمحاولة ترويج لهن كي يتزوجن من رجل مفتول العضلات، جذبهن فيه "تاتو" أو "تقسيم عضلات معدته"، وآخر بماله، أو بنكاته.
الطامة الكبرى ليست بوقوف يمين متفرجاً على كل هذه السذاجة التي أظهرت نساء لبنان على أن أكبر أحلامهن الزواج من شاب جميل الشكل، أو ثري، بل بإضافة أجواء من الفكاهة المبتذلة والفاقدة لحبكتها التمثيلية من "قط المشتركة، الى تحت التنورة..." كلها نكات جعلت من البرنامج خلطة من السطحية بقالب كوميدي مبتذل.
بالأمس تعرفنا على "new version" من معايير إختيار الشريك، فالسوشي، والتاتو، والطاووق، والجسم الرياضي، وتصميم الأزياء، والتكلم بأكثر من لغة، حلت جميعها مكان المرتبة العلمية، والثقافة، والأدب، والخلفية العائلية، والإقتناع بالشكل الخارجي.
عذراً ربما أنا مخطئ جداً والبرنامج على حق، ففي نهاية البرنامج سيختار المشترك إحدى الفتيات اللواتي أبدين رغبتهن بالإرتباط به ليخرج معها من الستديو ليمضيا يوماً سوياً في شوارع مليئة بأكياس من النفايات، أو سيهربان الى بلد مجاور ليتزوجا مدنياً ببلد لا يعترف بحق من الحقوق الإنسانية.
ربما نحن لم نفهم بعد كل هذه السطحية، وربما الهواء أصبح أكثر تلوثاً...