في ظل زمن تجرد فيه الكثير من الناس من إنسانيتهم، نجد في المقابل أناساً ملتصقين بإنسانيتهم ويسعون إلى تعميق معانيها السامية أكثر وأكثر فتمتد اياديهم الخيرة إلى الأوجاع الموجودة في مجتمعنا وتحتاج لمن يسمع صوت مناداتها ، ويشهد على ذلك حدث خيري أقيم يوم أمس في الجامعة الأميركية في بيروت لدعم مركز سرطان الأطفال st jude.
فقد نظم حفل أقيم في مسرح Assembly Hall يحمل عنوان Live Your Dream الممثل مازن معضم بالتعاون مع الناشطة الإجتماعية وعازفة البيانو ثريا البابا وبرعاية وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي يعود ريعه لمركز سرطان الاطفال للمساعدة في علاجات الملائكة الصغار من الشفاء من أوجاعهم المؤلمة .
أحيا الحفل الذي يدل على جمالية مزج الفن بالإنسانية كل من الفنان سعد رمضان والفنان مارك رعيدي والفنانة ماريتا الحلاني .
إنطلق الحفل بالنشيد الوطني، لتطل بعدها الإعلامية ديانا فاخوري التي قدمت الحفل و جاء حضورها ليضفي الكثير على الحدث حيث أنها الوجه الإعلامي المحبوب لدى الناس على شاشة الـmtv.
وقدمت مجموعة من الأطفال الموهوبين مقطوعات موسيقية على البيانو وهم كريم وهبي وسيلين شهاب وماهر زروي ولانا بيبي ويارا زروي.
كما عرض تقريرُ عن زيارة الممثل مازن معضم والممثلة ستيفاني صليبا لمركز سرطان الأطفال في شهر تموز الفائت في سبيل دعوة الجميع للتبرع للمركز .
وكانت بعدها كلمات لكل من مازن معضم وثريا البابا وممثلة عن مركز سرطان الاطفال .
وزير الثقافة ريمون عريجي أدلى بكلمته أيضاً حيث قال :"رائع ان نقحم الفنون وتحديداً الموسيقى والغناء في خدمة الحياة ومحاولة إسعاد الآخر أو تخفيف أوجاعه ".
وتابع :"نعيش أزمنة يطغى عليها التوحش وانعدام الحس الإنساني وصحوة مخيفة للذئب فيها نتطلع حولنا إلى مآسي الحروب ونزاعات الشرق وتعذيب وإلغاء الإنسان بسادية مخيفة ، هذه النزعة قد تكون متأصلة في بعض البشر السيئين ".
واستدرك :"إن المرض حق على أجسادنا وكلنا معرضون للأوجاع والنكسات والعلل وما يعزي هو الإندافاع الرائع لنجدة الآخر في محنته وصعاب الحياة . صحيح أن الحروب والجريمة تملأ الأرض لكن العالم يختزن الكثير من النوايا الطيبة أنتم اليوم على مستوى جمعيات المجتمع المدني تؤدون خدمة جليلة لمساعدة الطفولة البريئة المعذبة ".
وأضاف:"كان لي الشرف أن أرافق نشاة هذا المركز في وزارة الصحة سنة 1996 ".
وفي تصريح خاص لموقعنا قال الوزير:"الحدث يجمع العمل الخيري والتعاضد الإنساني وبنفس الوقت الفن، وهو دليل على ما يؤول إليه الفن حين يضع نفسه في خدمة المساهمة الإنسانية ، حيث أن st jude الذي يؤمن الطبابة للأطفال المصابين بالسرطان يتعاون مع ناشطين إجتماعيين مثل الممثل مازن معضم والناشطة وعازفة البيانو ثريا البابا".
وأضاف أنه يرى أن الثقافة لها دور في المجال الإنساني أيضاً كما الفن، ودائماً وزارة الثقافة داعمة لتلك الاعمال وهو كوزير ثقافة دائماً حاضر من الناحية الإنسانية
وبدأ الحدث الفني بعد ذلك مع التينور مارك رعيدي الذي أسرنا بصوته الرائع وقدراته الغنائية المتمرسة والمثقلة بالدراسة الموسيقية والموهبة العميقة .
بعدها أطلت الفنانة ماريتا الحلاني فغنت je suis jaloux ونسختها العربية بحبك وبغار، ويا ناسيني، ويا ستي يا ختيارة، كما غنت أغنيتها "شو بدك" وهي أول اغنية عربية لها وi will survive.
وحضرت كوليت الحلاني التي كانت تصفق لإبنتها ماريتا وتردد معها أغانيها .
الختام كان مسكًا مع الفنان سعد رمضان الذي انطلق باغنيته "مين قدك" وبعض الأغاني المتنوعة مثل "قومي تنرقص" و"يا عنتر" وموال "يا ابني" .
وأظهر سعد كعادته ديناميكية كبيرة على المسرح حيث دعا فتيات من الحضور لمشاركته الدبكة على المسرح، كما حرص على معرفة ما يريده الجمهور ان يغنيه .
المزاح وخفة الظل حضرا بقوة مع سعد رمضان ،ودعا مازن إلى المسرح لمشاركته الغناء.
ومن بين الحاضرين في الحدث أيضاً كان كل من المنتج مروان حداد والمنتج زياد شويري والأستاذ جيسكار أبي نادر والممثلة داليدا خليل .
وخلال لقائنا مع الممثل مازن معضم قال إنه والناشطة الإجتماعية السيدة ثريا البابا كان لديهما حماس القيام بعمل خيري، فاختارا مركز سرطان الأطفال لأنه يعالج 300 طفل في السنة مجاناً من حديثي الولادة حتى عمر 18 سنة، من دون أي مقابل.
وتابع مازن :"لقد علمنا أن هذا المركز ليس لديه أي مدخول سوى التبرعات لذلك قررنا أن نساعده، فنظمنا حفلاً ليأتي الناس فيقضون وقتاً مسلياً وفي الوقت نفسه نقوم بعمل خيري، كما أننا نتمكن من قيام بروباغاندا إعلامية كبيرة نوصل من خلالها ما يقوم به هذا المركز".
وعن تجاوب الفنانين للمشاركة في الحفل قال مازن إنه بحكم صداقته مع الفنان سعد رمضان اتصل به أولاً فوافق على الفور، ونفس الأمر ينطبق على الفنانة ماريتا الحلاني والفنان مارك رعيدي صديقه.
أما عن حاجتنا لتولي الفنانين قضايا إنسانية قال :"كل شخص في المجتمع يجب أن يلعب دوراً في هذا الموضوع، لكن الفنان يمكن أن يكون فعالاً أكثر كون صوته مسموعاً من خلال الناس والإطلالات الإعلامية.
وشكر مازن مركز سرطان الأطفال الذي وضع ثقته فيه، والجامعة الاميركية التي قدمت قاعة Assembly Hall، وكل من ساعده في هذا الحدث، والصحافة.
وختم برسالته: "حياة طفل عم يتوجع ومريض وعم ينشك إبرة، هيدي شغلة بتسوى كل المال الموجود على الأرض" داعياً كل شخص إلى أن يتبرع لو بالقليل من مدخوله في سبيل مساعدة هؤلاء الأطفال ونتكاتف سوياً وندعم تلك الجمعيات.
وكانت لنا لقاءات خاصة مع الفنانين المشاركين في الحفل :
الفنان سعد رمضان قال إنه سعيد جداً لوجوده في هذه المناسبة، آملاً أن يتمكن من زرع البسمة ويستمر في العطاء للأشخاص المحتاجين لتلك المساعدة بخاصة مرضى السرطان.
وتابع أنه على كل إنسان أن يخصص وقتاً من أجل رؤية إبتسامة الآخر التي تساوي مال الدنيا كله.
من ناحية أخرى قال إن هناك الكثير من الفنانين في الوسط يقومون بهذه الأعمال الخيرية الجميلة بينهم الممثل مازن معضم، الذي جمع الناس من أجل هذا الإحتفال .
وللمصابين بالسرطان قال سعد، إن المرض يجب التغلب عليه وعدم الإستسلام له آملاً أن تحصل معجزة كبيرة ويشفى الجميع من هذا المرض.
أما الفنانة ماريتا الحلاني فقالت لنا إنها منذ صغرها وهي تغني في حفلات خيرية، وتشعر بأن كل فنان يجب أن يبدو كمثال لحث الجميع على المشاركة في الأعمال الخيرية والمساعدة.
وتابعت أنها بدورها هي تساعد على طريقتها من خلال مهنتها وهي الغناء.
وأضافت أنها عضو مجلس إدارة بجمعية طفولة، التي تساعد الأطفال المصابين بالسرطان أيضاً.
وتشعر ماريتا بمسؤولية تجاه مساعدة الآخرين موجهةً رسالة للذين يعانون من السرطان أن يبقوا أقوياء لأننا إلى جانبهم والله أيضاً.
الفنان مارك رعيدي قال لنا إنه حين تلقى اتصالاً من صديقه مازن معضم أبدى استعداده الفوري والسبب أنه يرى أن الإنسان يجب أن يقدم كل ما يمكنه ليحسّن أوضاع الكثير من الناس.
وتابع أن كل شخص لديه مسؤولية عليه القيام بها تجاه الآخر سواء كان فناناً أو غير فنان من منطلق أن الإنسان عليه أن ينظر للآخر بعين المساعدة .
وللأطفال الذي يعانون من مرض السرطان قال مارك إن الرسالة تكمن فيما سيحصلون عليه من خلال هذا الحفل مما يساعدهم على تطوير علاجاتهم وتأمين راحة بال أهلهم كون الأهل يعيشون المزيد من المعاناة معهم .
الإعلامية ديانا فاخوري التي حرصت على الحضور لتقديم الحفل الخيري رغم انها كانت قد اتخذت قراراً سابقاً ان لا تقدم الحفلات ، خصتنا بهذا اللقاء حيث قالت أنها لم تتمكن من رفض تقديم حفل خيري يساهم في علاج اطفال مصابين بالسرطان ، هم ليس لديهم ذنب ولا يوجد جمعيات تساعدهم في حين ان علاجهم يكلف الكثير من المال ، معتبرةً أنها من الجيد أن تتمكن تلك الجمعيات من دعم هؤلاء الأطفال في ظل الأوضاع الحالية .
وتابعت ديانا ان حضورها مساهمة معنوية صغيرة منها لهؤلاء الأطفال ، آملةً أن يتشجع الناس لمساعدتم .
وللاطفال الذي يعانوا من هذا المرض تمنت ديانا لهم الشفاء داعيةً إياهم أن لا ييأسوا فهناك الكثير منهم يشفون والامل دائماً موجود وقد يصبحون شخصيات مهمة في المستقبل.
من ناحية أخرى فقد تواجدت في الحفل الممثلة داليدا خليل التي قالت لنا إنها تتواجد في الجامعة الأميركية للمرة الأولى لسبب إنساني ، وعبرت عن سعادتها لتواجد زملائها الفنانين والفنانات في هذا الحدث، وشددت على ضرورة تسليط الضوء على المراكز الإنسانية مثل مركز سرطان الأطفال .
وترى داليدا أن الفنان لا يكتمل هدفه إلى إذا كان لديه عمل إنساني.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .