بيت مسك، 29 أيلول 2016 - في زمن يسود فيه عدم الاستقرار، هذا الزمنالذي يتخبّط فيه لبنان وسط موجة من التجاذبات والاضطرابات، نرىوطننا رغم كلّ الصعاب وهو يمضي قدمًاويُحرز تقدّمًا تلو الآخر بفضل شعبه وشغفه للفن والثقافة. في 29 أيلول، برعاية وحضور وزير الثقافة روني عريجي، وزير التربية والتعليم إلياس بو صعب ووزير السياحة ميشال فرعون، اجتمع عدد من السفراء وكبار الشخصيات ونخبة من المجتمع في بيت مسك للمشاركة في مؤتمر صحفي وحفل كوكتيل بمناسبة إطلاق"حوار الأبجديات"وهو كناية عن مشروع ثقافيّ نحن بأمسّ الحاجة إليه اليوم. وقد أبصر هذا المشروع النور بفضل تعاون بين مؤسسة جورج زرد أبو جودة ومنتدى الحوار الوطني، المبادرة التابعة لمؤسسة مخزومي، وبدعم من "ERGA".
يستجيب"حوار الأبجديات" لنداء يتخطّى حدود هذا الوطن، نداء يدعو إلى إعادة إحياءالثقافة. ففي زمن تُعتبر فيه قناعات الآخر مجهولة، أو حتّى أنّها باتت تشكّل تهديدًا في الوقت الراهن، لا بد من دعممشروع واحد يجمع تقاليد العالم ضمن وحدة متماسكة؛ هذه الوحدةالتي تحتفل بالأبجدية كعنصر يربط بين كافة أقطارالعالم. في الواقع، يسمح "حوار الأبجديات" بإنشاء منصة يمكن من خلالها أن يعبّر فنانون من مختلف أنحاء العالم عن أفكارهم بواسطة أحرف لها تفسيرات فنية مختلفة. هذه الفكرة هي ثمرة تعاون بين منتدى الحوار الوطني ومؤسسة جورج زرد أبو جودة، حيث تشكل تحديًا لمجتمعنا كي يستعيد قيمه الثقافية والفنية من خلال العودة إلى جذور حضارتنا، الأبجدية. مع "حوار الأبجديات"، تصبح حروف الأبجدية مثالاً للتسامح والتضامن والاحترام المتبادل المتجسّد من خلال تواصلنا في حياتنا اليومية.
لطالما عملت كل من مؤسسة جورج زرد أبو جودة ومنتدى الحوار الوطني من أجل تحقيق المصلحة الفضلى للاقتصاد اللبناني ومصلحة المجتمع حيث تتواجدان. ومن خلال اطلاق مشاريع واعدة، وخلق فرص العمل في مختلف المجالات، تهدف المؤسستان على حد سواء إلى تطوير بيئة تتميّز بالابتكار مما يعزّز الوحدة وتقبّل الآخر، بالإضافة إلى سلسلة من التواصل المنفتح بين الثقافات المختلفة. وفي هذه المناسبة، قال السيد جورج زرد أبو جودة، رئيس مؤسسة جورج زرد أبو جودة :"قد يبدو هذاالمشروع عند استغلال إمكاناته الكاملة طموحًاومثاليًاإلىحدما، إنّما أنا أؤمن دائمًا بقوةالأفكار،وبهذا البلد وبمستقبله. وأنا أدرك ما هي الصعوبات التي تواجه اللبنانيين،ولكنني أعرف أيضًا ما الذي يمكن تحقيقه بفضل الإبداع والابتكار، ولا سيّما حين يخدمان أهدافاً ساميةمثل الحوار والسلام." أمّا السيّد مخزومي، رئيس مؤسسة منتدى الحوار الوطني فقال: "منذ أكثر من 20 عامًا وأنا أستثمر في الأجيال القادمة التي تجسّد القوة المحفزة لبناء لبنان موحد ومستقل وعصريّ ومزدهر اقتصاديًا ... وأعتقد أن لبناننا الأفضل يمكن أن يُصبح مثالًا يقتدي به العالم".
الأبجدية هي كنز كان في ما مضى أساس كل حوار وتفاهم، وقد أصبحت الآن تهديدًا للإنسان ونظيره الأجنبي. فما من توقيت أفضل من هذا التوقيت لإطلاق "حوار الأبجديات"، في هذا الزمن المتعطّش للتغيير يسعى "حوار الأبجديات" إلى تمهيد الطريق للثورة الثقافية التي تحتفل بالأبجدية وتدعمها قوى الفن، والتنوع، والتواصل.