بعد الضجة الإعلامية والجماهيرية التي حقّقتها نسخته الناطقة بالإنكليزية، باتت النسخة الناطقة بالعربية من الإنتاج السينمائي العربي الأضخم "بلال" على وشك أن ترى النور بأصوات نخبة من النجوم والفنانين العرب.
وبذلك يعود "بلال" ليخاطب المشاهد العربي بلغته الأم، بعد إيصال رسائله إلى ضمائر المشاهدين حول العالم بأصوات عدد من نجوم هوليوود.
وتعقيباً على قرب إطلاق النسخة العربية من "بلال" في الصالات، يقول أيمن طارق جمال منتج الفيلم ومخرجه: "في زمنٍ بات فيه التكفير والتطرّف والسَّبي صفات إجرامية بغيضة يحاول البعض، عن قصد أو عن جهل، إلصاقها بديننا الحنيف وثقافتنا، جاءت النسخة الناطقة بالإنكليزية من "بلال" لتُساهم في وضع النقاط على الحروف في ذهنية المُشاهد الأجنبي، وتوضح حقيقة الصورة الناصعة لثقافتنا وقيمنا النبيلة." وأضاف أيمن: "أثار بعض النقاد قضية عرض الفيلم ناطقاً باللغة الإنكليزية في الصالات العربية قبل عرضه ناطقاً بالعربية. واليوم يجيب الفيلم بنفسه عن تلك التساؤلات من خلال نيليه تقييم 9.2 على موقع IMDb العالمي المتخصص بصناعة السينما والتلفزيون متصدراً بذلك لائحة أفلام الأنيميشين المسجلة على الموقع حتى تاريخه والتي تقارب 682 فيلماً مصنفاً. واليوم تمنح النسخة العربية من "بلال" الجمهور خَيار مُشاهَدة إضافي، وترسم طريقاً أقصر إلى قلبه وعقله عبر مخاطبته بلغته الأم." وختم أيمن: "في جعبتنا العديد من خيارات الدبلجة إلى عدة لغات عالمية في المرحلة المقبلة."
من جانبه يرى الممثل جمال سليمان، الذي يقدمّ صوت أمية بن خلف، أن فيلم "بلال" الذي رُصِدَت لإنتاجه إمكانات عالمية هو خطوة جديدة من نوعها في السينما العربية، وأن أهمية هذه الخطوة لا تنبع من الجانب الفني فحسب، بل من الناحية الفكرية أيضاً. ويضيف سليمان: "لعلّها المرة الأولى التي نصنع فيها فيلماً سينمائياً يحكي عن تاريخنا ويُعرّف بإسلامنا السمح الذي جاء لتحرير الإنسان من العبودية والظلم، بِلغة سينمائية عالمية توصله إلى ملايين الناس في كل مكان، سيّما وأن الدبلجة ستكون بعدد من اللغات التي يتكلمها مئات الملايين من البشر حول العالم." وحول تجربته في مجال الدبلجة، قال سليمان: "هذه هي تجربتي الثانية في الدوبلاج، ولكنني لم أتردد في إعطاء صوتي لشخصية أمية بن خلف، ولقد أمضينا أوقاتاً ممتعة في الأستوديو حيث كنّا نطابق بين التعبيرات الصوتية وتعبيرات الشخصية كما رسمها وحرّكها فنانون بارعون سبق لهم أن أبدعوا عدداً من الشخصيات المؤثرة في أفلام أنيميشن عالمية معروفة. وأنا أنتظر بشوق الافتتاح العربي للفيلم."
أما قصي، الذي قدّم صوت بلال بن رباح، فوصف إطلاق الفيلم باللغة العربية بـ: "الخطوة المرتقبة والضرورية"، وأضاف: الرسائل التي لطالما أردنا في المشرق أن نوصلها إلى الغرب حول قيمنا النبيلة وعاداتنا الأصيلة وتصدّينا للظلم ومحبّتنا للحرية والعدالة... كل تلك الرسائل تلقّفها المُشاهد الغربي بكل بساطة وبشكل مؤثّر وبعيداً عن أسلوب التلقين المُباشر، وذلك من خلال شخصية بلال والخطوط الدرامية الهادفة التي قام عليها جوهر الفيلم." وأضاف قصي: "ما كان ذلك لينجح إلا عبر مخاطبة الجمهور الغربي باللغة العالمية الأولى وهي الإنكليزية وبأصوات نجوم هوليوود." وختم قصي: "اليوم يمكن للمشاهد العربي أن يستمتع بشخصيات الفيلم بأصوات نجوم الدراما والفن في عالمنا العربي.. لتصبح بذلك مسألة اللغة خياراً شخصياً للمُشاهد، أما محتوى الفيلم ورسائله، فلا تتغير مع اللغة، بل تزداد رسوخاً في عقول وضمائر المشاهدين. وسعادتي لا توصف لأنني كنت جزءاً من هذا العمل الأسطوري بحقّ."
أخيراً وليس آخراً، اعتبرت الإعلامية علا الفارس مشاركتها في الفيلم من خلال صوتَي الشخصيتيْن النسائيّتين الوحيدتيْن، بمثابة "خدمة للإعلام الهادف". وأضافت علا: "بكيتُ أكثر من مرّة أثناء التسجيل لشدة تأثري بالمَشاهد وبشخصية بلال، والفيلم هو من أقوى إنتاجات الأنيميشن العالمية على الإطلاق." وحول دَورَيها اللذيْن أدتهما في الفيلم قالت علا: "قدّمت صوتَي شخصّيتين مؤثّرتين في العمل على الرغم من خطّهما الدرامي القصير نسبياً، وهما غُفيرة وحمامة." وختمت علا: "إن شخصية بلال في الفيلم تمثّل قدوة للشباب واليافعين في العالم العربي وفي كل مكان في العالم، وأنا على يقين من مقدار الأثر الذي ستتركه في نفوس المشاهدين، سواءً كانوا من الأطفال واليافعين، أو من الأكبر سناً."