البداية في حلقة هذا الاسبوع من "بلا طول سيرة" كانت مع الكاتب والمخرج المسرحي يحيى جابر ليشارك في مناقشة الحلقة، ومع الممثلة انجو ريحان التي اجتمع واياها في مسرحية "اسمي جوليا" التي تعرض في 25 ايلول الجاري على مسرح "تياترو فردان"، وتؤدي فيها انجو دور جوليا، اضافة الى عدد من الشخصيات الاخرى بالصوت او بالكلام عنها.
تحدث جابر وريحان عن المسرحية، فشرحا ان جوليا امرأة من الجنوب، تسكن في برج البراجنة، وتحكي في المسرحية قصصها مع الحياة والعائلة والمجتمع والحب وصولا الى المعاناة مع مرض سرطان الثدي. وقال يحيى جابر انه لمح مرات عدة لانجو على المسرحية لكنها لم تكن جاهزة، واختارها لانها تملك قدرات تمثيلية تمكنها من تجسيد هذا الدور، ولديها شغف بالمسرح والتمثيل وتستطيع ان تلعب شخصيات متناقضة. واشارت انجو الى ان المسرح يحتاج الى جهد وتعب وانها كانت مترددة في العودة اليه، لكنها لما قرأت شخصية جوليا قررت ان تقوم بالدور.
قصة عبد المنعم عوض بدأت من خلال فيديو أرسله عبر الواتس اب يطلب فيه المساعدة على لقاء ابنه الموجود في المانيا والذي لم يره منذ 22 سنة. وحضر عبد المنعم الى استديو "بلا طول سيرة" حيث اخبر قصته منذ اضطر للرحيل الى المانيا حيث تزوج سيدة المانية ورزقا بحمود، وعاش معهما لفترة اربع سنوات قبل ان يتم ترحيله الى لبنان. ورفضت زوجته ان تأتي معه. وبقي طيلة هذه السنوات يتواصل مع ابنه عبر ارسال رسائل خطية، ولم يكن الابن يستلمها الى ان تواصل معه قبل سنتين عبر الفايس بوك والواتس آب.
عبد المنعم عاش حياة قاسية في لبنان ودخل السجن لغير مرة. فريق "بلا طول سيرة" زاره في عكار واطلع على تفاصيل حياته.
وبعد التواصل مع حمود او همود، كانت زيارة زافين لألمانيا للتأكد من وضع الابن ورغبته في لقاء والده. في اقاصي المانيا، ترعرع همود في كنف زوج أمه المدمن... اكتشف وهو في الثالثة عشرة من عمره ان زوج امه ليس والده الفعلي، وبأن له اباً اخر في الشرق البعيد. لم يكمل تعليمه، وكان يعمل حارسا في احد المحلات التجارية، وهو حاليا عاطل عن العمل. لديه ابن في الثانية من عمره، ولد عام 2014، وهي السنة نفسها التي وجد فيها والده في لبنان، ولهذا السبب رسم وشماً على يده، عبارة عن كلمة "امل" ، مع تاريخ ولادة ابنه وظهور والده. فقصة والده كانت عقدة اساسية في حياته.
بعدما وجد والده صدفةً من خلال رسالة عبر الفايس بوك، قطع علاقته مع والدته، وهي الآن تعيش في منطقة بعيدة عنه. وبدأ يتواصل مع والده الموجود في سجن رومية عبر الواتس اب، وكان دائما يتعجب كيف ان بحوزة والده هاتفاً في السجن. واخذ يتعمق في البحث عن لبنان، واعتنق الاسلام احتراما لوالده، وسمى ابنه ميلو خالد، تيمّناً باسم جده الحاج خالد الذي تواصل معه ايضا عبر الواتس اب. همود هو الماني، ولا يملك الجنسية اللبنانية، وليس مسجلا على خانة والده في لبنان.
عبد المنعم لديه ايضا بنتان من ام تركية وهما تعيشان في هولندا، وكان من المقرر ان يتوجه احد مراسلي البرنامج الى تركيا للقائهما، لكن نزولا عند رغبة عبد المنعم الذي قال ان هناك خصوصية للموضوع، لم تتم متابعة المسألة.
وبعد تحضير الزيارة وحجز بطاقة السفر والاقامة في فندق "سمول فيل"، والاتفاق مع المترجم الالماني فريدريك جابر، اصبح كل شيء جاهزا لاستقبال حمود في بيروت. وكان اللقاء هدية البرنامج لعبد المنعم وحمود في عيد الاضحى.
في المطار، افتعل عبد المنعم مشكلة مع فريق البرنامج وغادر قبل ان يلتقي الابن الذي سأل عنه فور وصوله. ومن المطار الى الفندق، كان همود يسأل لماذا غادر والده قبل اللقاء به. وحاول عبد المنعم عبر احد الاشخاص ان يأخذ ابنه من الفندق، ولم ينجح. وأمضى همود ليلته وحيدا في الفندق. وفي اليوم التالي، حضر العم والعمة وتواصلا مع البرنامج. وقد رافقهما همود الى استديو "بلا طول سيرة" للاعتذار عما حصل، خصوصا ان الاب كان ينتظر اللقاء ولم ينم طيلة خمس ليال في انتظار حمود، الا انه فقد اعصابه ولم يستطع ان يلتقي ابنه في المطار، وضاعت لحظة اللقاء المنتظر.
بعد الاستديو الى عكار في غياب فريق البرنامج، حيث كان الاستقبال واللقاء بين الاب وابنه في تكريت. ونشر الابن فيديو وصور اللقاء على صفحته على الفايسبوك، اضافةً الى لافتة وضعتها بلدة تكريت ترحيبا: "تكريت عريقة باصالتها، تستقبل الابناء والاباء ليحنوا ويعودوا اليها. حمود عوض جونيور، بين اهله وبلدته وناسه وسط استقبال يليق بشيبها وشبابها".
قالت المعالجة النفسية الدكتورة رندا شليطا ان القصة تصلح لان تكون فيلما او مسرحية بعناصرها المتكاملة، مشيرة الى ان ما حصل هو نقيض مفهوم العائلة. وتحدثت عن شخصية الاب المركبة، معتبرة ان بعض اللقاءات من الافضل الا تتحقق لكي تبقى الاحلام كبيرة.
وحلل الكاتب والمخرج يحيى جابر شخصية الاب الميليشيوية وكيف حاول التلاعب بالجميع واستغلال التلفزيون، لافتاً الى انه امر متوقع وطبيعي من قبل جيل عاش مرحلة حرب وفوضى الثمانينات وبقي فيها.
وكان نقاش في صناعة الاحلام المستحيلة ودور التلفزيون في التدخل في حياة المشاهدين.