هو محمد عبد الله فقيه الجنوبي المتجذّر بأرضه الغالية، والمغامر الذي استطاع بذكائه وطموحه ترك بصمة مهمة في عالم الاعمال وتحديداً –المطاعم- في بلاد التفوق فيها سعي ومجازفة، كندا، التي توج فيها رجل العام وإحدى الشخصيات المؤثرة في الاقتصاد الكندي الى الكثير من الالقاب التي إن دلّت على شيء فعلى تفوّق اللبناني في أي مضمار خاضه وفي أي بلد هاجر الى أرضه.
"الفن" إلتقى فقيه في هذا الحوار .
بداية، مبارك لك تتويجك "أفضل رجل أعمال في كندا للعام 2016" وبالتالي مبروك للبنان الذي تحمل جنسيته هذا الحدث الهام.
شكراً لك، بالفعل تعتبر هذه الجائزة من أهم الجوائز التي تقدم في كندا وسوف يتم التتويج رسمياً في شهر نوفمبر المقبل وسأستلمها من رئيس غرفة التجارة والصناعة الكندية. اما السبب وراء هذه الجائزة فهو بالطبع مسيرتي الناجحة في ادارة اعمالي وتوسع شبكة مطاعمي التي وصلت لما يفوق الخمسين فرعاً ما أثّر وبشكل واضح في الاقتصاد الكندي.
سبق ان اخترت بين افضل 16 شخصية مؤثرة في الاقتصاد الكندي في بداية هذا العام، برأيك هل ما حصدته اليوم هو استكمال لما بدأته؟ ولماذا محمد فقيه تحديداً؟
في الواقع جاء اختياري بين افضل 16 شخصية مؤثرة في الاقتصاد الكندي صدمة لكنها مفرحة بالنسبة لي، كوني العربي لا بل اللبناني الوحيد الموجود فيما بينهم، فكان ذلك حافزاً لي للتقدم اكثر والمثابرة، وتأكيداً على عطاءاتي فقد تم مؤخرا اختياري من اهم 5 شخصيات تركت بصمة واضحة في عالم الاطعمة على انواعها في شمالي اميركا ككل.
وهذا النجاح الذي أحققه كلبناني في بلاد الاغتراب ما هو الا دليل على تفوقنا كلبنانيين اينما كنا وبأي مضمار قررنا خوض غماره.
اتيت من عالم الاحجار الكريمة الى عالم المطاعم والمأكولات، ما الجامع بين هذين الاختصاصين؟ وبالتالي كيف استطعت تحقيق هذا النجاح في عالم تجهله؟
في الحقيقة، أنا احمل اجازة في الجمولوجيا أي دراسة الاحجار الكريمة حصلت عليها من إحدى جامعات ايطاليا، لكن الصدفة هي التي قادتني الى عالم المطاعم في كندا التي انتقلت اليها بسبب الاوضاع الامنية في بلدنا لبنان، إثر تعرفي إلى احد أصحاب محلات الحلوى اللبنانية الذي كنت أشتري من عنده البقلاوة لعائلتي، فطلب مني أن أقرضه المال لتسديد ديونه، ولما لم يستطع الايفاء بما استدان، كان البديل محله الذي حولته الى Paramount fine food ومنه كانت البداية، ومن مطعم صغير في مدينة صناعية الى شبكة مطاعم تخطت الخمسين موزعة ما بين كندا، اميركا ولبنان على أمل أن يصل العدد الى الستين أواخر هذا العام وفي بلدان عديدة.
لنتحدث قليلاً عن بدايات عملك، موظفيك،عن الانطلاقة الاولى في عالمك الجديد؟
في الفترة التي افتتحنا فيها البارامونت، كان المطعم اللبناني في كندا المثال السيئ لناحية النظافة، الخدمة والتقديمات وان بطعم ونكهة لا يضاهيان، فقررت العمل على تحسين الوضع من خلال دراسة أعددتها حول تكلفة المشروع قبل المضي في افتتاح مشروعي الخاص.
وفي الحقيقة، أعتبر نفسي من المحظوظين اذ تبين لي أن موظفي العمل الاساسيين غالبيتهم من العرب واللبنانيين كانوا يعملون خارج نطاق اختصاصاتهم، فكانت المبادرة الاولى، الاجتماع بهم ومن ثم التعرف الى طاقاتهم وخبراتهم، وبعدها عملنا على وضع الانسان المناسب في المكان المناسب، كما استعنّا بالعديد من اللبنانيين المقيمين في كندا باسناد اليهم مهمة تأسيس مكتب ومطبخ رئيس في البلاد اضافة الى تعاوننا مع الاجانب ذوي الخبرات العالمية.
ومتى كانت بداية الانطلاقة الاساس؟
في العام 2006 كانت الانطلاقة ومن مطعم صغير اتكلنا فيه على من تبقّى من زبائن محل الحلوى الى شبكة مطاعم موزعة في العديد من الدول منها كندا، اميركا، لبنان اضافة الى بعض الاسواق العربية مثل الكويت، العراق، قطر، السعودية، الامارات، عمان وايران التي سيكون تواجده فيها على شكل Franchise وذلك بعد المفاوضات التي تُجرى مع مستثمرين في هذه الدول.
على ماذا تعتمدون في خطة التوسيع هذه؟ ألا تخافون الاستثمار في لبنان في ظل الأوضاع السائدة على أرضه؟
نحن نعتمد خطة توسع محكمة ومدروسة جداً وتقوم على تجانس مطلق فيما بين الفروع لناحية النوعية، المذاق، الديكور و... وتجربتنا في هذا المجال خير دليل على نجاحاتنا التي نعوّل الفضل فيها الى رب العالمين وجهودنا المتواصلة في سبيل الافضل. اما بالنسبة الى لبنان، فلست بخائف من الاستثمار على أرضه، وان كنت اعمل على تأسيس مركز تدريبي فيه يهدف الى جعله مرجعاً أساسياً للمستثمرين العرب الذين يعتزمون افتتاح فروع للبارامونت على أراضيهم كما أعمل وبشكل دؤوب على افتتاح 4 فروع هذا العام في لبنان ونحو 20 فرعاً في غضون الثلاث سنوات المقبلة حيث سيلبّي البارامونت حاجات الناس في مختلف المناطق اللبنانية. أما قرار التوسع في لبنان فيحتاج بالطبع الى شجاعة كبرى، فإمّا التعايش مع الوضع القائم والتحدّي والصمود وإما الهروب والبحث عن الاعذار، ولأني مغامر بطبعي سأتحدّى وأعمل على اضافة نجاح جديد الى مسيرتي العملية.
الى نجاحاتك العملية، لديك العديد من النشاطات الانسانية، لنتحدث عن بعض منها؟
العمل الانساني هدف مهم جداً في حياتي اليومية، له أخصّص الوقت والجهد والمال لأني مؤمن بأن سعادتي في هذه الحياة لا تكتمل الا بمد يد العون لمن هم بحاجة الى دعمي، من هنا، نحن نهتم بدفع تكاليف عمليات التشوه الخلقي في الوجه لكل طفل يحتاجها، كما قمنا وبالتنسيق مع البوليس الكندي بتنظيم رحلة سير لـ 5 كيلومترات جمعنا على أثرها التبرعات التي قدمناها الى جمعيات تُعنى بمكافحة مرض السرطان لاسيما سرطان الثدي عند السيدات.
انتم من أهم الداعمين للمرأة ولحقوقها. حدثنا عن وجهة نظرك حول هذا الموضوع؟
المرأة هي أمي، أختي، إبنتي... هي نصف المجتمع ونصفه الآخر هي، ولأنها حياة ودنيا علينا حمايتها ورعايتها والاهتمام بها. لذا، كانت لي مساهمة خاصة في إنشاء بيت يقدم الدفء والأمان للنساء المعنّفات الهاربات من أزواجهن ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى شاركت بتحدّ لافت يهدف الى جمع مبلغ 45 الف دولار لمساعدة النساء المصابات بسرطان الثدي وذلك بقيام ملكة جمال اميركا بحلق شعر رجلين وثلاثة من كبار ضباط اونتاريو وقد نجحنا في تحدينا هذا الذي بامكانه اعادة الحياة والسعادة لمن كادت تفقدها.
تقدمون المساعدات على أنواعها في بلادكم الثانية كندا، ماذا عن لبنان؟
لدينا العديد من المساهمات والمحصورة دائماً بالاطار المؤسساتي المعترف به عالمياً.
ألم تتعبك سنوات الغربة؟ وبالتالي هل من عودة الى لبنان؟
اعتدت الغربة وباتت كندا بلدي الثاني، في ربوعها أعيش إنساناً محترماً، فيها لا فضل لأحد على أحد، الكل يصل ويحقق النجاحات بدون وساطات أو ما شابه، حالياً لا افكر بالعودة والاستقرار في ربوع الوطن، وان كنت متحمساً للاستثمار والتوسع اكثر حيث بإستطاعتي أن أخدم بلدي حيث أنا أكثر من الاستقرار على أرضه.
كلمة أخيرة.
أتمنى عودة الاستقرار الى ربوع الوطن الحبيب ليعود كل المغتربين الى أهلهم وأرضهم وأحبائهم.
