لا بدّ أنك كالجميع قد اختبرت هذا الموقف سابقًا، تكون في مكان ما وتشعر وكأنك قد وجدت فيه سابقًا، أم تسمع أمرًا ويتهيّأ لك أنك قد سمعته من قبل وحتى ترى أشخاصًا يبدون مألوفين لك. إنها ظاهرة الديجافو او "Déjà vu" بالفرنسية أو ما يعرف بألفة الأمور. وعمل العلماء كثيرًا على تحليلها وإيجاد أسباب وجيهة لها.
وفي الوقت الذي تكثر فيه الإحتمالات التي تتراوح بين الإضطرابات النفسية ومرض الصرع وغيرها من المسبّبات لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية، تمّ تحليل هذه الظاهرة لدى الناس الطبيعيين والذين لا يعانون أي اضطراب لكي يتوصل الباحثون الى فرضيتين، واحدة تبنّاها المحلّلون النفسيون والأخرى الأطباء.
فالمحلّلون النفسيون يرون في هذه الظاهرة تعبيرًا عن رغبة الشخص القوية لتكرار تجربة ماضية. أما من جهتهم، فيفسّر الأطباء هذه الظاهرة على أنها تحدث جراء عدم تطابق يحصل في دماغ الإنسان، يجعل هذا الأخير يخلط بين الإحساس بالحاضر والماضي. والتفسير العلمي الأكثر دقة لها هي أنّ ذاكرة الإنسان تعطي مشاعر خاطئة للدماغ تجعله يعتقد أنه سبق وعاش هذا الموقف من قبل لكنه لا يستطيع تذكر تفاصيلها.
ويمكن تفسيرها أيضًا بشكل عام بقول إن هناك عدم توافق زمني في تسجيل الأحداث في نصفي الدماغ الأيمن والأيسر.