استضاف متحف الشارقة للحضارة الإسلامية طلاباً من مختلف أرجاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذين حضروا للمرة الثانية للمشاركة في مدرسة "سوا" الصيفية متعددة الثقافات، والمخصصة للطلاب في مجال دراسات المتاحف في منطقة الخليج.

وتمثل هذه المبادرة التي استمرت من 3 إلى 8 سبتمبر تعاونًا ما بين إدارة متاحف الشارقة، ومعهد غوتة في منطقة الخليج، والمتحف الوطني في برلين، ومؤسسة التراث الثقافي البروسي، وجامعة العلوم التطبيقية في برلين. كما يشكل الحدث استمرارًا للنجاح الذي شهدته مدرسة "سوا" الصيفية متعددة الثقافات، والتي نظمت للمرة الأولى في الشارقة وبرلين خلال عامي 2015 و2016 على التوالي.

وانطلاقًا من مبدأ التميز، استقبلت مدرسة "سوا" أو (معاً باللغة العربية الفصحى) طلابًا من ألمانيا والإمارات، و من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمرة الأولى، والذين يهتمون بإدارة المتاحف وعلم المتاحف للدراسة معاً والتعلم من تجاربهم وتبادل خبراتهم. واستمرارًا للنهج ذاته مع تعدد الثقافات، تولى فريق جمع عدد من الخبراء الأوروبيين والمقيمين في الإمارات لتقديم الدروس في مدرسة "سوا" الصيفية.

وتوضح الدكتورة جابريلا لاندفير، المدير العام لمعهد غوتة منطقة الخليج: تقام مدرسة "سوا" بهدف تبادل الخبرات والأفكار حول الدراسات المتحفية المعتمدة عبر القارات والثقافات، وتهدف لتشجيع التعلم المشترك.

كما تحدثت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة بقولها: "تشكل مدرسة "سوا" الصيفية حلقة جديدة من التعاون المستمر ما بين إدارة متاحف الشارقة ومتاحف برلين الحكومية ومعهد غوتة منطقة الخليج. ومع تنظيم الدورة الثانية من مدرسة "سوا" الصيفية في 2016، فإننا نسعى لتوسيع نطاقها مع استقبال الطلاب من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذين حضروا إلى جانب الطلاب الإماراتيين في الشارقة للتعلم معًا من خلال مبادرة تهدف لتأسيس برنامج متواصل لمدرسة "سوا" الصيفية في كل من الشارقة وبرلين".

وأضافت: "تقدم مدرسة سوا لطلاب العلوم المتحفية في الإمارات وكافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرصة بالغة الأهمية لتبادل المعلومات والمعرفة فيما بينهم، ما يساهم في تطوير خبراتهم المهنية. ونحن سعداء لتمكننا من استضافة هذا البرنامج الدولي لنشر المعرفة، كما أننا نتطلع قدمًا لمزيد من التعاون في المستقبل".

أما على صعيد المحتوى والمعارف التي تقدمها مدرسة سوا الصيفية لطلابها، فتوضح الدكتورة سوزان كامل التي تقوم بالتدريس في جامعة العلوم التطبيقية ببرلين وتتولى مسؤولية البرمجة الأكاديمية للمدرسة: "نقدم في هذه الدورة ثلاثة نماذج تعالج مواضيع مختلفة حول الدراسات المتحفية المعتمدة مثل "الاستراتيجيات التشاورية في جمع بيانات من الوقت الحالي وتوثيقيها"، و"استراتيجيات تنظيم المعارض"، و"ووضع خطط واضحة لتنظيم المعارض". وقد عملنا على استضافة خبراء من مختلف التخصصات وأكاديميين وممارسين لتعليم الطلاب والمحترفين الشباب".

من جانبها قالت الدكتورة الريكا الخميس التي ساعدت في تقديم الاستشارة والتنسيق في المدرسة الصيفية مع الزملاء الألمان نيابة عن إدارة متاحف الشارقة: "تهدف هذه المدرسة الصيفية الرائدة إلى تشجيع المعرفة والتبادل الثقافي ونشر الوعي في مجال العلوم المتحفية المعتمدة، إضافة إلى مواصلة العمل على تعزيز التطوير المهني مع فهم عميق وشامل للخصوصيات التي تتميز بها الثقافات المختلفة".