هي سيدة الخير والعطاء ، وصاحبة اليد البيضاء ، هي نجلاء سعد رئيسة المركز الوطني للعيون والتي من خلاله أعادت النظر لأشخاص فقدوا هذه النعمة ، وهي التي لها بصماتها في أعمال الخير في أماكن كثيرة .
سعد أطلت في حفل تكريمها كعادتها متألقة ، والذي أقامته جمعية "صحة وحماية" قبل ظهر يوم الجمعة الماضي في مطعم "برج الحمام" في برمانا .
قدّمت الحفل الزميلة فاطمة الطفيلي قنديل التي قالت :"من صيدا قلعة البر والبحر ، وبوابة الجنوب ، وحاضنة جبال المقاومة الشامخة ، صيدا معروف سعد والصيادين ، التي إنتفضت في وجه الاحتلال الصهيوني ، وكانت واحة الوحدة الوطنية ، في تاريخها القديم والحديث ولا تزال".
وأضافت :"إبنة صيدا ورفيقة مصطفى سعد البطلِ الذي تحدى الاحتلال وقاد المقاومة في عاصمة الجنوب وحمى الوحدة الوطنية على خطوط الوصل بين أبناء صيدا وحارتها وشرقيها ومخيماتها رمزاً وطنياً يلتقي عنده الجميع ، تحدى الغزاة والعملاء فإستهدفوه فكانت نجلاءُ عينيه اللتين يرى بهما البحر والشمس والأحبة والرفاق".
وتابعت فاطمة :"جعلت نجلاء من قضية رفيقها وحبيبها محركاً الى المدى الأوسع لتداوي عيون الناس بروحِ وعيني مصطفى سعد. البداية دائما فكرة وهكذا كان ، والحصيلة مؤسسة إجتماعية ناشطة هي المركز الوطني للعيون وجمهور كبير من الداعمين والمحبين والنشطاء، لأنها هي العنوانُ ورمزُ الثقة والمثابرة..".
رئيسة جمعية "صحة وحماية" السيدة سلوى أبي صابر أثنت في كلمتها على عطاءات سعد ، ومن جهتها سعد شكرت الجمعية على هذا التكريم وأهدته لكل العاملين معها في المركز الوطني للعيون .
وكانت كلمة لرئيس التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث أنطوان أبو جودة الذي قال :"أحيي الجمعية التي تكرمك وهي اليوم تكرمنا كلنا ، رسالتك الإنسانية لم تبهت يوماً ، ونحن رافقناك على مدى سنوات طويلة ، وهذا الأمر ربنا باركه وهو في قلبك وروحك وفي هذا العطاء والتفاني ، أتمنى لو أن سيدات البلد يقتدين بك ويقمن بإنجاز واحد من إنجازاتك ، ونحن العبيد لا يمكننا أن نكافئ بعضنا ، فربنا هو من يجازيك".
موقع "الفن" كان حاضراً وإلتقينا رئيسة جمعية "صحة وحماية" السيدة سلوى أبي صابر خطار في هذا الحوار .
لماذا إخترتم نجلاء سعد لتكريمها هذا العام ؟
لأنها سيدة فاضلة وتقوم بمشاريع خيرية ومهمة جداً بالنسبة للعيون ، فالمركز الوطني للعيون هو الوحيد الذي يساعد الناس الذين هم بحاجة إلى قرنية أو إلى عمليات كبيرة للعيون ، والوزيرة ليلى الصلح حماده هي التي جهزت لها المركز وهي دائماً إلى جانبها لتدعمها ، ونحن جميعاً إلى جانب السيدة نجلاء وإلى جانب كل النساء".
هذا حفل التكريم الثالث الذي تقيمه جمعيتكم ؟
نعم ، ففي العام الماضي أنتم كنتم حاضرين في حفل تكريم الأميرة زينة أرسلان ، وفي العام 2014 كرمنا السيدة سيلفيا دعيبس وهي عضو فاعل في بلدية الحازمية ولديها جمعيات ونشاطات مهمة ، أتمنى أن نقيم العام المقبل حفل عشاء فلربما يحضر عدد أكبر من الناس لأنه في الصبحيات الناس لديهم أشغالهم وإرتباطاتهم .
كم تتلقون من دعم من الجهات الرسمية التي من المفترض أن تدعمكم ؟
من المفروض أن تدعمنا وزارة الشؤون الإجتماعية أكثر لأن عمرنا أصبح ثلاث سنوات ، وهم الآن يساعدوننا في تجهيز مركز من خلال لجنة التنمية في وزارة الشؤون الإجتماعية ، ولكنهم حالياً غير قادرين على دعمنا في تجهير المركز لأنه غير موجود ، عندما نحصل على المركز يجهزونه لنا ومثلما يجب .
بالنسبة لدعم الناس ، أنت تعلم أننا نكتفي ب برانش مرة في كل صيف ، ونحن نقوم بتوأمة مع جمعيات كبيرة لتدعمنا ومنها الليونز .
وليت الجميع جميعاً يكونون إلى جانبنا ليدعمونا ، لدينا الكثير من الأشخاص الذين هم بحاجة إلى مساعدة ، ولكننا نساعد قدر الإمكان .
كما إلتقينا المكرّمة السيدة نجلاء سعد وكان هذا الحوار .
ما هو شعورك اليوم بتكريمك ؟
أنا لا أشعر بأن التكريم هو لشخصي ، بل هو للعمل ، وأنا طبعاً لدي فريق كبير ، وما شجعني على هذا الشيء هو زوجي النائب الراحل مصطفى سعد والذي هو أدرى بهذه الحاجات ، وكل تكريم يقام لي أشعر بأنه تكريم لكل الجمعية ولكل اللبنانيين ، ويكون مثالاً للناس ليعملوا ويعطوا لأن هذا البلد يستأهل أن نعطيه ، ويجب أن نعطيه لآخر يوم في حياتنا .
كما أهدي التكريم لكل الجمعيات التي تعمل ، فأنا لا أعمل وحدي في لبنان ، فهناك الكثير من الجمعيات التي سبقتنا وربما علمتنا كيف أن يجب أن نكون في هذه الحياة ، وأتمنى أن نستمر وأن نكون قدوة لأولادنا وللأجيال التي ستأتي .
هل من فروع للمركز الوطني للعيون خارج صيدا ؟
فتحنا فرعاً جديداً في الشياح-عين الرمانة ، ولدينا فرع في عاليه ، ونحن نحب أن نتواجد في كل لبنان لأنه يأتينا أشخاص من مختلف المناطق اللبنانية ، ومنذ أيام كان لدينا حملة بحيث أن مرض السكري له علاقة بالعيون وبشبكة العين ، فكان لدينا فحص دم ولمخزون السكري وفحص عيون لـ 355 شخص ، وكانت الحملة برعاية ليلى الصلح حماده وأنا أشد على يدها لأنها تعطي أكثر مما تعطي الدولة وتساعدنا لنستمر ، وكان هناك حملات توعية وحصلوا على نظارات شبه مجانية ، ومنهم من أخذ أدوية السكري مجاناً .
أنت مع تطور صيدا وداعمة لحضور الفن والثقافة فيها ، ولكن اليوم هناك حملة "صيدا لن ترقص" ، ماذا تقولين لأصحاب هذه الحملة ؟
في العام 1990 أحضر مصطفى سعد فرقة كركلا إلى صيدا ، ومنذ 50 عاماً أحضر معروف سعد صباح ووديع الصافي إلى صيدا ، وكان هناك مسرح عائم في صيدا على البحر ، هؤلاء الصبايا اللواتي يبلغ عددهن 12 صبية وهن ينتمين إلى المجتمع المدني في صيدا ، ومن بينهن إبنتي وهن من يقمن مهرجانات لإحياء صيدا وليجعلوا الناس يقولون إن صيدا هي مدينة للحياة ولكل الناس وللتعايش المشترك ، صيدا لم تكن يوماً مقفلة ، والناس الذين يقولون إن صيدا لن ترقص لم يقولوا من هم لنعرفهم ، ولكن كل الناس والسياسيين والوجهاء في صيدا يدعمون هذا المشروع ، وإذا كان هناك أحد لا يريده يمكنه البقاء في منزله ، ولكن نحن سنحضر المهرجان وندعو الجميع إلى حضوره لأنه سيعطي فرحاً للصغار والكبار وللجميع ، أكيد صيدا سترقص .
يذكر أن الحفل إختتم بفقرة فنية مع الفنانة سيرا والعازفين إيزابيل وهراش إسحاقيان .
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .