احتفل برنامج الفن جميل للفنون والحرف التقليدية بتخرج جيل جديد من الفنانين والحرفين بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط.
ومن بين السبعة عشر طالبًا الذين تخرجوا في الاحتفال الذي أقيم في 25 أغسطس، ثمانية متخصصون في الخزف، وستة في الأشغال الخشبية، وثلاثة في الأشغال المعدنية.
قامت مبادرة "الفن جميل"، وهي إحدى مبادرات مجتمع جميل، بتأسيس برنامج الفن جميل للفنون والحرف التقليدية في 2008 بالشراكة مع مدرسة الأمير للفنون التقليدية ووزارة الثقافة المصرية، ويهدف البرنامج إلى تدريب الشباب في مجالات الفنون التقليدية، بما في ذلك الرسوم الهندسية والأشغال الخشبية والخزف والجبس والزجاج المعشق ولحام النحاس والعديد من الحرف اليدوية الأخرى.
علا سعيد هي إحدى الطالبات المتخصصات في الخزف، ويعد مشروع تخرجها- وهو سبيل تقليدي لمياه الشرب قطعة عملية تمامًا مبنية من الخزف والحجر الصناعي – من أكثر المشاريع الطموحة هذا العام. تقول علا: "أكثر شيء استفدت منه هو منهج التصميم؛ فقد كان حقا ممتازًا. كان لدينا على مدار العام عدة ورش مكثفة تستغرق كل ورشة أسبوعا كاملا، يديرها مدربون متخصصون من المملكة المتحدة. كان منهج الحرف اليدوية ممتازًا أيضًا، وتلقينا دعمًا هائلاً".
أقيم حفل التخرج في حضور أصدقاء الطلاب وعائلاتهم، وخريجين من النسخ السابقة من البرنامج، بالإضافة إلى العديد من الضيوف المميزين من الساحة الثقافية في مصر، بما في ذلك الدكتورة نيفين الكيلاني، رئيسة صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية.
بعد جولة في المعرض الذي يقدم أعمال الطلاب، ألقى كل من ممدوح صقر مدير البرنامج، والدكتور خالد عزام مدير مدرسة الأمير للفنون التقليدية، خطابي ترحيب، تبعهما تسليم الشهادات والتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية. وسيستمر عرض أعمال الطلاب الخريجين من 28 أغسطس إلى 1 سبتمبر من 10 صباحًا حتى 4 عصرًا بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط.
وقال مدير البرنامج ممدوح صقر :"نحن في هذا العام فخوريين للغاية بتحسن نوعية القطع الفنية، وقد أظهر الطلاب تفانيًا وحماسًا، وانعكس هذا في أعمالهم".
كما كان بين الحضور أيضًا المدير العام لمبادرة الفن جميل الدولية ريناتا بابش، بينما حضر عن "مجتمع جميل"، السيد ’جورج ريتشاردز‘، مدير التنمية الاستراتيجيةوهي المنظمة الاجتماعية التي تشمل مبادرة الفن جميل من بين مبادرات أخرى.
وتماشيًا مع تركيز مبادرة الفن جميل على الحفاظ على التراث الثقافي، بما في ذلك الفنون التقليدية في مصر، فإن هذا البرنامج الذي يمتد لسنتين يطور قدرات الطلاب لتطبيق المهارات الأساسية التي تعلموها خلال البرنامج عن التصميمات المعاصرة وترميم الآثار القديمة.
كما يركز البرنامج على تأمين فرص عمل لطلابه داخل مجالات الفن والتصميم، وقد قام بعض من الطلبة المتخرجين منه والذي يزيد عددهم عن 55 خريجًا، بالتدريس في مؤسسات أكاديمية، واقتحموا عالم تصميم الأثاث، وأقاموا معارض ناجحة لأعمالهم.
من جهتها قالت ريناتا بابش: "في هذا العام قام المجلس البريطاني ولأول مرة باستضافة معرض يمكن للطلاب والخريجين تقديم أعمالهم فيه وبيعها. ومن المزمع إقامة العرض التالي في يناير 2017 ونأمل أن تكون لدينا المزيد من مثل هذه الفعاليات في السنوات القادمة".
تقول علا سعيد: "حضرنا ورشة أيضًا حول كيفية تسويق أعمالنا. وهذه بداية جيدة جدًا بالنسبة لنا جميعًا، لكن علينا مواصلة بذل الجهد كي نستطيع النجاح بمفردنا".
في هذا العام، ركز البرنامج تركيزًا كبيرًا على البيئة المعمارية للقاهرة الإسلامية، وقد تفاعل الطلاب بنشاط مع الآثار التاريخية. وبينما ينمو ويتطور البرنامج في السنوات القادمة، يتطلع الطلاب والمنظمون لما قد يجلبه المستقبل.
وقالت بابش: "نحن نتطور طبيعيًا بمرور الوقت، وعدد طلبات الالتحاق التي نتلقاها كل عام في زيادة مستمرة. وليس هذا فحسب، بل إننا نشعر أن الجودة تزداد أيضًا. وحتى الآن تخرج 55 طالبًا بنجاح ونحن فخورون للغاية بهم".
برنامج الفن جميل للفنون والحرف التقليدية هو جزء من شبكة تنمية لمشاريع "الفن جميل" التي تركز على الحفاظ على التراث الثقافي. ويشمل هذا شراكات أخرى مع مدرسة الأمير للفنون التقليدية في بيت الفنون التراثيةفي جدة بالمملكة العربية السعودية، وبيت الجميل للفنون التقليدية وبناء المهارات، وهو حاليًا تحت الإنشاء في اسكوتلندا.