هو ليس ممثلاً أو كوميدياً، ليس منتجاً أو مخرجاً، هو خليط من الأفكار ينظمها ويرتبها بذكائه الكبير، ليعود ويقدمها ضمن قالب تحرري ترفيهي يهدف من خلاله الى التغيير.
سلام الزعتري هو هذه الظاهرة التي دخلت على الإعلام اللبناني فقدمت نوعاً جديداً من البرامج لأول مرة في العالم العربي، أضحكنا، كشف فسادنا، وانتقد الطبقة السياسية الحاكمة، فإنطلقت من خلال برنامجه، برامج مماثلة في العالم العربي، ولعل أبرزها برنامج "البرنامج" للإعلامي باسم يوسف الذي صارح الجميع في بيت الدين أنه إستوحاه من خلال شي أن أن.
اليوم يخوض سلام الزعتري وفريق عمله تجربة جديدة من خلال برنامج "بي بي شي" على قناة الـLBCI فماذا يقول عن التجربة، وكيف سيكون البرنامج وما خفايا إنتقاله ؟ أسئلة طرحناها على الزعتري في مقابلة خاصة دار فيها الحوار الآتي .
بعد ما حدث مع الجديد ومرحلة الأخذ والرد لماذا إخترتم الإنتقال الى شاشة الـlbci؟
لم أختر الـ LBCI لقد اخترت الشيخ بيار الضاهر، الـLBCI محطة لا تشبهنا كثيراً، لكنها قناة "راكزة" والمبدأ أن الشيخ بيار لديه نظرة للأمام عن هكذا نوع برامج ويريد أن يقدم تغييراً في برامج القناة، كما بدّل في الأخبار عندما أتى بالإعلامي خالد صاغية، MTV تشبهنا أكثر الى حد ما.
بعد ما حصل مع الجديد، تواصلوا معنا وقالوا لنا ضعوا كل الشروط التي تريدونها، لكننا نحن تعبنا كثيراً عملنا 6 سنوات معهم وفي آخر سنتين أو ثلاث سنوات لم تكن الأمور كما يجب.
أنت صرحت قبل مقابلتك الشهيرة في الـMTV والتي أحدثت اللغط الكبير مع الجديد بأن البرنامج سيتوقف مع نهاية موسمه، فلماذا غضبوا منك في الجديد؟
بالضبط، نحن قلنا حينها أن هذا آخر موسم لنا، هم لم يصدقونا واعتبروا أننا سنتفاوض وسنقدم موسماً جديداً، وعندما ظهرت في تلك المقابلة كنت مقتنعاً وحاسماً بأننا سنكمل الموسم ونترك الجديد، وسبب ذلك أنهم كل مرة كانوا يقدمون لنا وعوداً بأشياء لم تحصل، وفي نفس الوقت قدمنا كل الموسم ولم نحصل على "ليرة" واحدة من أتعابنا، وحتى الآن أصبحنا في قناة ثانية ولم نحصل على إيراداتنا.
وللتوضيح أنه ليس لي أي إشكال مع "آل الخياط"، هم أصدقائي لكن حصل بعض الأمور التي جعلتنا لا نتفق معهم.
قلت سابقاً إن هدف الـ"شي ان ان" لم يكن ترفيهياً بل حث الناس على التظاهر والخروج من الإصطفافات الطائفية السياسية؟ اليوم ما هو هدف "بي بي شي" بظل قناة الـ lbci المتبنية خطاب المجتمع المدني؟
لا يزال هدفنا ذاته، أنا من العام 2008 عندما بدأنا بالفكرة وكان اسمها "النشرة" عبر قناة المستقبل كنت أنتظر الإنتخابات، وكل مشروعنا هو التأثير على الناخب الشاب حتى يشارك في الانتخابات بخاصة "اللي اخد البلد اوتيل وما بينتخب وما بيهتم، يصير ينتخب"، هذا الصوت الشبابي الذي درس وعمل في الخارج ولا يتفاعل مع القضايا الداخلية وعندما عاد الى لبنان وجد أن الحياة الطائفية السياسية لا تمثله، فأصبح غير ممثلاً بالحياة السياسية، والتغيير الوحيد الذي من الممكن على إثره أن يسمع الزعيم أن هناك شيئاً تبدل وتغير عند الشباب هو بالإنتخابات وبنسبة المشاركة العالية، لكن للأسف أصبحنا في العام 2016 ولم تجر الإنتخابات.
نحن لم نكن نعمل من أجل المال، ومع الوقت ارتبطت الأمور ببعضها وأصبحنا قادرين على التمييز بين الحياة والعمل، والآن ننتظر استحقاقات جديدة كقانون الإنتخاب الجديد، والحراك المدني –بغض النظر عن نجاحه أو فشله- فقد أدخل الى الحياة السياسية هؤلاء الشبان الذين لا يعلمون نشيد وطنهم، هؤلاء أصبحوا مهتمين بالقضايا الداخلية وأصبحوا يتابعون الأخبار من خلال التحركات وريبورتاجات "شي ان ان" الساخرة، واليوم الشباب لا يمكنه السفر خارج لبنان بسبب "التضييق" من الخليج وأميركا وأوروبا بسبب الارهاب والعلاقات المتأزمة وغيرها، هؤلاء بقوا في لبنان ولديهم عقول كبيرة ويحاولون تقديم نفسهم في الحياة الاجتماعية والسياسية، وهذا كل مبدئنا وهو التأثير على منطق التفكير لنصل الى التغيير.
ما الفرق بين الشي ان ان والبي بي شي، وما هي الأشياء التي تطبق في الجديد ولا تطبق بالـLBCI؟
LBCI سقفها أعلى، وحالياً الأمور أصبحت أنضج، وما زال نوع البرنامج كما هو، لكن التركيبة تغيرت.
كم نضجت شخصياً عندما قدمت بي بي شي، وكم تعلمت من خبرتك في شي ان ان؟
في فترة "شي ان ان" كان هناك شعور بالعنفوان، أن هناك طرحاً كبيراً هو كيف تحلم بالبلد، اليوم أصبح هناك شعور بالبراغماتية، وكم يوجد حلول براغماتية تصل الى نتيجة وهذه النتيجة تبني عليها لتصل الى ما تريد، مثلا "بيروت مدينتي" في الانتخابات البلدية رغم خسارتها فقد أظهرت أن هناك شيئاً تغير ويوجد حلول بدأت تثمر.
حلقات شي ان ان كانت تشاهد على اليوتيوب أكثر من التلفزيون هل الـlbci ستساعدك أن تتخطى الموضوع؟
LBCI جمهورها مختلط، وديموغرافيا تنقسم المحطات في لبنان، والـlbci باستطاعتها أن تضم الجميع كما الجديد، لكنها مصبوغة أكثر بالصبغة المارونية، وبالتأكيد اليوم التركيز لدينا على "الأونلاين" لأن الأمور في العالم خارج التلفزيون والجميع يتوجه الى "الاونلاين" ومن لا يمتلك "Digital Platform" لن يواكب المرحلة، وأنا شعرت بأن الشيخ بيار الضاهر يعي ذلك جيداً ويحاول فعل شيء في هذا الإتجاه، والمال اليوم الذي نجنيه من "الأونلاين" أكثر من المال الذي تحصده المحطات، وهذه مصلحة مشتركة بحيث المحطات تحصد الكثير من المال من خلال "Digital Platform".
سيغيب "أبو طلال" عن "بي بي شي" لماذا؟
للتوضيح هنا نحن لم نتخل عن ابو طلال، نحن كنا مجموعة واحدة نعمل للانتقال سويا وتقديم برنامج جميعاً، لكن في يوم من الأيام أتى الينا أبو طلال ورفض الإنتقال معنا كمجموعة وأخبرنا أن الجديد عرضوا عليه تقديم برنامج وهو اقتنع بالفكرة وأحب أن يجربها، فكان ردنا "الله يوفقك"، وما زلنا أصدقاء حتى الآن ونتمنى له كل الخير بالبرنامج الجديد.
تكلمت بصراحة عن الجديد فزعلوا وإعتذرت، وقمت بنفس الأمر مع زين العمر.. هذه الإعتذارات كم تقلل من ثقة الناس بكلامك بخاصة أنك تطمح للتغيير ببرنامجك؟
اليوم ليست القضية تكبير راس، اليوم تلافياً للمشاكل أعتذر، واليوم أحضر وثائقي بعنوان "كبرياء فنان" وما حدث خدمني من هذه الناحية.
تربطك علاقة قوية بباسم يوسف وقلت إنك كنت تستطيع أن تستضيفه في حلقة من شي ان ان بس لكنك رفضت.. هل سنراه معك في بي بي شي؟
باسم يوسف إعلامي مصري وفي مصر هناك صناعة، وفي الصناعة يكون وقت الإعلامي ثمنه مالاً، وعندما يطل في مقابلة يجب أن يكون هناك بدل مادي، في "شي ان ان" كان سبب عدم ظهوره معي أن الجديد لا يدفعون ثمن مشاركته وأنا لا أحب أن أطلب، أما اليوم ممكن.
باسم يوسف قال في بيت الدين إنه استوحى فكرة برنامجه من برنامجنا "شي ان ان" وهو الأول في العالم العربي، لكن في لبنان لم نلق التقدير الكافي كما وجد باسم يوسف في "البرنامج"، حيث برهن توقيف البرنامج أن الأمور لم تعد ثورة.
قدمت الكثير من البرامج كـ "TOP 10" هل ستنتقل معك من الجديد الى LBCI؟
عملي موزع، أنا أعمل مع محطات خليجية ونصنع برامج واليوم عملي الأساسي هو تأسيس قنوات أونلاين، وهمي الكبير تقديم مشروع أرشيف وطني، لأن لبنان لا يوجد فيه أرشيف وطني "بلد بلا ذاكرة مثل الانسان البلا ذاكرة"، واليوم نعمل على "Digital Platform" نخصصها لأرشيف وطني.
الجمهور يعرف سلام "الكوميدي" فقط ومقدم البرامج، ونحن نعرف سلام الزعتري المبدع بأفكاره وثقافته ، هل يزعجك الموضوع؟
نعم أحيانا، بعضهم يظن أنني أقدم "ضروبة" وآخرين يطلبون مني أن "أنكت لهم، أنا مش نكتجي ولا بعمل ضروب، ولا ممثل"، هذا النوع لديه هدف ورسالة، ويجب أن نعود الناس على هذا الموضوع وكيف عليهم أن يتقبلوا هذا النوع من الناس. واليوم الناس أصبحوا يتقبلون هذه النوع.
كلمة أخيرة .
عشنا فترة ضغط بين ثلاث محطات ونحن لم نكن نفكر سوى بالإلتزام، فكرنا بمحطة تدفع لنا ولا نبقى نشحد مصاري ويكون بحرية الرأي ويعطونا سقف عال.