إكتفت الممثلة السورية سوسن ميخائيل بالظهور في عملين ينتميان إلى البيئة الشامية هما "عطر الشام"، و"طوق البنات 3" في شهر رمضان الماضي، بخاصة أن المسلسل الاجتماعي "لستُ جارية" تأجل عرضه إلى وقت لاحق.
كلام في الدراما والحب والحياة الاجتماعية تجدونها في الحوار الآتي الذي أجراه "الفن" مع ميخائيل .
قمت بأداء دور الداية في مسلسل "عطر الشام"، هل راودتك بعض المخاوف كون الشخصية تمتلك نوعاً من الخصوصية إضافة إلى التصاقها ببعض الفنانات؟
في البداية كنتُ خائفة نوعاً ما من هذا الدور، لكن فيما بعد قررت أن أجسده بأسلوبي الخاص، فالنص شبيه جداً بما رأيناه في سلوكيات الداية بمسلسلات أخرى أمثال الفنانة هدى شعراوي في "باب الحارة"، والتي روجوا لها كامرأة قوية، لها عباراتها الخاصة وألفاظها النابية، إلا أنني اخترت الابتعاد عن هذه الصورة النمطية بألفاظ أرقى مما عرض وبطريقة كوميدية محببة تناسب عمري.
كان لك نقد لمسلسل "باب الحارة" وطالبتِ بإيقافه، ما موقفك منه الآن لاسيما بعد عرض الجزء الثامن؟
أبداً وعلى العكس تماماً، أنا من أكثر المدافعين عن المسلسل رغم أنني توقفت عن متابعته منذ الجزء الثاني. حينها انتقدت تناوله للمرأة السورية بشكل معنف وبعيد عن الواقع، لكن دائماً ما أناشد المعارضين له تغيير المحطة، فهناك أكثر من 20 عملاً شبيه به إلا أنه يعد من أفضلهم، والدليل شهرته محلياً وعربياً وارتباط اسمه بشهر رمضان.
إذا عرض عليك المشاركة في الجزء التاسع هل توافقين؟
نعم بالتأكيد، فأنا أعتبره ظاهرة غريبة تمتلك كل عناصر الجذب، حتى أنه يفرض وجوده على الشاشات العربية وعلى منتقديه، وهذا يصب في صالحي بالنهاية وصالح الفنانين الذين يسعون لفرصة عمل في ظل الظروف القاسية.
جسدت دور الأم في مسلسل "مدرسة الحب" بثلاثية "لم شمل"، ألا تشعرين بأن عمرك ما زال صغيراً على أداء هذه الشخصية؟
قمتُ بأداء شخصية الأم منذ 15 عاماً في مسلسل "عصر الجنون"، فأنا أؤدي أي دور يشبهني ويثير الأحاسيس داخلي.
وبغض النظر عن أن شكلي الخارجي يبدو أصغر من المطلوب إلا أنني أعتبر أنني نجحت بإيصال الفكرة ووصلت للجمهور بطريقة محببة حتى أن بعض المخرجين حاولوا إلصاق الشخصية مدة 4 سنوات لكن ركاكة النصوص منعتني.
مَن مِن الممثلات تعتبرينهن مثالاً للأم بالدراما السورية؟
الفنانة القديرة منى واصف بدون منازع ومن قبلها المرحومة نبيلة النابلسي، وبصراحة أتمنى أن أكون خليفة واصف وأن أكبر وأؤدي من قلبي هذه الأدوار. فأنا لا أشعر بأنني مقنعة حتى الآن والسبب شكلي الخارجي الذي لا يخدمني كثيراً رغم أدائي الممتاز.
ما المسلسلات التي قمت بمتابعتها الموسم الفائت؟
لم أتابع الكثير لافتقار معظم المسلسلات لعنصر التشويق وتركيز شركات الإنتاج على مسلسلات البيئة الشامية، لكني أحببت مسلسل "الندم" كثيراً.
لمعت بعدة أدوار أبرزها دور الراقصة في مسلسل "سكر وسط" و "رفة عين"، ما سر تميزك في الشخصيتين؟
أظن أن المخرج المثنى صبح هو من ساعدني في هذا التميز، حيث كنتُ مرتاحة بالتعاون معه وسعدت كثيراً بالدور منذ عرض عليّ النص، فقد كان فرصة لإظهار إبداعي.
وأستطيع القول إنه من الأدوار القليلة التي تخولني بذل أموالي في سبيل الحصول عليها.
شاهدناك كراقصة محترفة.. هل خضعت لدروس في الرقص؟
بالعكس، فأنا في الحياة الواقعية لا أتقن الرقص كثيراً لكنني أحاول في الأدوار التي أجسدها أن أعطي الإحساس بشكل احترافي.
هل من الممكن أن تتنازلي في سبيل أداء دور معين؟
نعم، لديّ استعداد أن أتنازل عن مستحقاتي المادية في سبيل الحصول على دور جدير بي، فلم أعد أجسد الشخصيات بمتعة وإنما لمجرد العمل.
بماذا تصفين الدراما السورية الحالية؟
أعتبرها نوعاً من "صناعة الفلوس" وليست صناعة فن نهائياً.
في إحدى المقابلات كان لك عتب كبير على المخرجين والعروض المقدمة لك، ما السبب؟
لديّ عتب كبير على صنّاع الدراما السورية من كتّاب ومخرجين، فالنصوص أغلبها ليست بمستوى جيد ولا تتناسب مع عمري.
رغم أننا لو اطلعنا على الغرب وممثلي هوليوود لوجدنا أن أهم الأفلام تتناول هذه الفئة العمرية وهذا نقيض ما هو شائع الآن في الدراما السورية حيث أن أغلب النصوص مكتوبة إما لتنجيم فنان بعمر صغير أو لاستغلال شهرة آخر قدير.
برأيك هل "التكتلات الفنية" أو "الشللية" بالمفهوم العام لها الدور الأكبر؟
طبعاً هناك نوع من التكتل، فغالبية المخرجين لا يضعون في حسبانهم أن يوظفوا الشخص الصحيح في المكان الصحيح، وإنما جل ما يهمهم اعتبارات الصحبة و"الشللية" أو العداوة.
هل تحسبين نفسك تابعة لـ "شلة" فنية معينة؟
لا أبداً، لكنني أصبحت أتمنى الانتماء لشلة معينة عسى أن تتحسن نوعية الأدوار المعروضة عليّ.
مَن المخرج الذي تتمنين التعامل معه لكن لم تسنح لك الفرصة بعد؟
تقريباً تعاملت مع جميع المخرجين لكن لو سنحت لي الفرصة أحب أن أكرر تجربتي مع المخرج باسل الخطيب، فهو رفيق بداياتي، ومثله المثنى صبح وأيمن زيدان والليث حجو، فهم من أكثر المخرجين الذين أشعر بالراحة معهم في أي عمل يجمعنا.
حدثينا عن اختيارات السنة القادمة.. كيف ستكون؟
مبدئياً اتخذت قراراً ألا أشارك بأي عمل لا ينصفني مادياً، ولن أكرر تجربة العام الفائت. فقد تنازلت مادياً كثيراً إلى جانب تنازلاتي عن النص الجيد والدور الممتاز.
هل تعتبرين نفسك فنانة صف أول؟
طبعاً، أعتبر نفسي نجمة ضمن الصف الأول والممتاز، وذلك بأدائي ومحبة الناس لي وتميزي بأداء الأدوار الصعبة والدليل حصولي على لقب "جوكر الأدوار الصعبة".
أنت من الممثلات الفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تشاركين الجمهور بذكرياتك.. ما أكثر شيء تحنين له؟
أحن لفترة ما قبل الأزمة السورية ولأيامنا الهنيئة بتفاصيلها الصغيرة، أحن للناس البسيطة الطيبة، لحياة بلا مكائد وأشخاص من دون نوايا خبيثة.
ما هو دور الحب في حياتك؟
"ناشفة" لا يوجد حب حالياً بحياتي، حتى في الحب سيطر الكذب والخداع والمصالح.
هل تفكرين بتكرار تجربتك في الزواج؟
نعم طبعاً، لا أريد تكملة حياتي وحيدة فأنا كأي إنسان بحاجة لرفيق درب معي على الحلو والمر.
هل يهمك موضوع الأمومة حالياً؟
(تضحك) "أنا ندمانة عالساعة الي اجيت فيها"، كانت تعني لي قبل بسن الثلاثينات فهرمون الأمومة يكون في أوج مراحله.. أما حالياً فقد أصبح تفكيري عقلاني أكثر خصوصاً في ظل الظروف التي نعيشها.
كيف تفضين أوقاتك في سنوات الحرب؟
بصراحة، لستُ على ما يرام هذه الأيام، أقضي وقتي بالتفكير كثيراً والحزن والكآبة وأحياناً بذرف الدموع، ومع هذا أسرق لحظات قليلة جداً من الفرح، وأملي بالغد أن يكون أفضل.