حين تتحد رسالة سامية بأصوات رائعة يخلق الإبداع ، وهذا ما شهدناه بالأمس حين لبى الفرسان الأربعة نادر خوري ، سيمون عبيد ، إيلي خياط وجيلبير جلخ دعوة جمعية "نوسروتو" و"علية إبن الإنسان" خدمة لرسالة "الشاطر اللي بيخلص نفسه" ، حيث أن العلية تعنى بإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات ليعودوا وينخرطوا في المجتمع ويصبحوا أشخاصاً منتجين .
كان اللقاء على مدرج بارك جوزيف طعمه سكاف في زحلة ، حيث عيون سيدة زحلة كانت ساهرة علينا ، وبحضور رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، المونسنيور عبدو خوري ممثلاً المطران جوزيف معوض، الأرشمندريت نقولا حكيم ممثلاً المطران عصام درويش، وممثلي الأحزاب والمخاتير وفعاليات سياسية ودينية وثقافية وإجتماعية ، وكان الفرسان الأربعة قد حضروا باكراً إلى زحلة حيث قاموا بزيارة مبنى علية إبن الإنسان وألقوا التحية على العاملين فيها .
وأطلت مقدمة الحفل رئيسة التحرير هلا المر التي قالت :"خلق الله الصوت من دون بصمة لأن لديه حكمة، فهو يريد أن يُبقي الصوت الحر هادراً بحريته ليمجد الله والأوطان، وليبقى الصوت لغة الروح وبصمة الحنين، خصوصاً في أصوات كورال نوسروتو الذين يحملون معهم الحنين فوق الخيال والصور، حنين وذكريات تتجسد من الأناجيل الأربعة ومن المزامير والكتاب المقدس، ويبدلون إدمان المخدرات بإدمان الموسيقى التي هي لغة الروح، وبإدمان الجمال الذي يبشر بالسلام، وبإدمان المحبة التي ممكن أن تشفي كل أنواع الأمراض النفسية والجسدية ، وهنا إسمحوا لي بأن أوجه تحية لرئيس جمعية نوسروتو الأب مروان غانم، أصبح له أكثر من 25 عاماً في الرهبنة، وأكثر من 16 عاماً في متابعة السجون، و9 سنوات في الجمعية، هو يناضل لحرية وكرامة الإنسان ، ولكرامة أولادنا ، وأشكر كل أعضاء الجمعية من ملتزمين ومتطوعين.
رسالتنا كبيرة جداً وصعبة جداً، ولكنها مهمة جداً لأنها تنقذ الإنسان، فلولا أن الإنسان غالٍ جداً على قلب الله، ما كان الله خلقه ليعيش هذه الحياة بفرح، ولتمهد هذه الحياة للحياة الثانية التي هي أبواب السماء التي تحمل كل القداسة .
لو تعلمون كم لدينا في مجتمعنا من أعمار بين 18 و25 أشخاص مدمنون من كل مستويات المجتمع ، ولكن علية إبن الإنسان أثبتت مرة جديدة أنه بقوة الله بإيماننا ومجهودنا وبثقتنا سنستطيع أن نخلص الكثير من الشباب ، وهناك كثيرون خلصوا من خلال هذه العلية ، فمنهم من عاد وتزوج وأصبح لديهم أولاد عادوا وإندمجوا بالمجتمع وما زلنا نتابعهم ، وهناك من عاد ووقع في آفة المخدرات وعدنا وساعدناهم وإنتصروا على الشر وإنتصروا على الإدمان وأكملوا حياتهم برسالة سامية.
عنوان الحملة "الشاطر اللي بيخلص نفسه" وفي البداية لم أكن أفهم معنى هذه العبارة ، ولكن حين عملت في دير عنايا في الإعلام ، شرح لي الأب إيلي حنا معنى هذه العبارة فقال "الشاطر اللي بيخلص نفسه مثل مار شربل ، واليوم هو يخلص كل الناس" ، نحن سنخلص أنفسنا ليس بأنانية ، بل أن نسلم أنفسنا للرب لنستطيع بعدها أن نخلص كل الناس".
وأطلت جوقة "نسروتو" ، بقيادة الأب مروان غانم ، والتي أبدع أفرادها في الغناء حيث غنوا "ليلتنا من ليالي العمر" و"نسم علينا الهوا" و"يا أهل الأرض" ، كما قدمت السيدة ريما الترك أغنية "طالل على" بأداء جميل جداً .
الأب مروان غانم قال في كلمته :"نحن موجودون في زحلة ، ولدينا آفة بشعة جداً منتشرة بين أولادنا وليس فقط في زحلة بل في البقاع عموماً ، كلنا بحاجة لأن نكون يداً واحدة ، وهناك من يقول إن الحشيشة لا علاقة لها بالمخدرات ، ولكني أقول إن الحشيشة هي المخدرات بحد ذاتها ، لا أحد يبرر نفسه ، إحدى الأمهات إتصلت بي منذ يومين وأخبرتني عن إبنها وعن أن هناك فريقاً كبيراً من تلامذة الصف الثالث ثانوي يتناولون الحشيشة ، أتمنى أن نعي كلنا هذا الموضوع ، نحن اليوم لم نمت ولكننا رأينا أشخاصاً ماتوا أمامنا ، ومنهم من توقف وتبهدل ودخل السجون ، وهناك من قرر أن يتعالج ، مثلما ما يقول شعار الليلة "الشاطر بيخلص نفسه" .
وكانت شهادة حياة من شاب وسيدة واللذين عانيا كثيراً بسبب إدمانهما على المخدرات ، وأخبرا كيف تعالجا من خلال علية إبن الإنسان وعادا ليكملا حياتهما بشكل طبيعي .
وأطلت مجدداً رئيسة التحرير هلا المر لتقدم رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب وقالت :"هو الرجل الرجل ، ولسان حالنا كلنا ، هو من بنى وعمّر ، رجل الإنماء والإعمار ، هو من فكر بأهل الأرض وليس فقط بترابها ، هو رجل الدولة الذي يحب الفن ، وهذا نادراً ما نجده في رجال الدولة ، حن نقدم له تحية إكرام وإجلال وإحترام ، وأنا لا أعرفه شخصياً ، ولكن "من ثمارهم تعرفونهم" ، فبقدر ما تكلم عنه الناس أصبحت أعرف كم هو مهم وعظيم ، هو رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب المهندس أسعد زغيب الذي سنكرمه تكريماً صغيراً وهو الذي يليق به التكريم الكبير".
رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب قال :"هذا التكريم هو للأعمال التي تقومون بها ، نحن ترافقنا سوياً منذ أن بدأت أنا في البلدية ، وأتمنى أن تكبروا دائماً ، وأريد أن أقول إن هدف هذه المهرجانات التي نقيمها هو لننمي الجمعيات التي لدينا ولنطورها ، ولخلق جمعيات جديدة في تطور أكثر وأكثر .
هناك أشخاص يلوموننا ويسألوننا "لماذا لا نقيم مهرجانات دولية أسوة بالغير" ، أعتقد أنه سيكون لدينا مهرجانات دولية وإنما متخصصة في موضوع محدد ولفترة قصيرة ، ومهرجاناتنا التي لها علاقة بالجمعيات وبكل فرد منكم ستبقى موجودة بشكل دائم لأن الفرحة اليوم تدخل إلى قلبي عندما أرى عدداً من الزحليين سعيدين .
وتوجه زغيب بالحديث إلى الأب مروان غانم وقال له :"قلت إن هذا التكريم يجب أن يكون لكم ، نحن أساساً إلى جانيك ، ولطالما كنا كذلك ، أتمنى أن نستطيع أن نساعدك أيضاً في علية إبن الإنسان".
المر قدمت الفرسان الأربعة قائلة :"أربعة فرسان في أرض الفروسية زحلة ، حملوا بأصواتهم العنفوان ، غنوا الأرض والوطن والجيش اللبناني والحب ومجدوا الله ورنموا له ، كل صوت منهم صوت أجمل من الثاني ، أصواتهم مثل عطر البخور ، تنثر محبة وحب بهذا الوسط الفني الذي نتعطش فيه إلى الأصالة وللصوت الجميل ، نفتخر بكل واحد منهم ، وإذا كنا خارج لبنان نقول إن لدينا الفرسان الأربعة ، وكل منهم يغني لبنان والفلكلور والأصالة ، رافقوا الرحابنة في كل مسرحياتهم ، وقفوا أمام العظيمة فيروز ، لم يصنفوا فئة ألف أو باء لأنهم فوق كل التصنيفات ، ومحبة الجمهور لهم كبيرة جداً ، عن من تريدوني أن أكلمكم ؟ عن نادر خوري الطفل المعجزة الذي غنى لبنان بصوته ، والذي لديه أكثر من 3 آلاف ترنيمة ، أم عن نادر المؤلف والملحن والذي شهد للأب المكرم بشارة أبو مراد ، نادر صوت العظمة الصوت الصافي ، أو أتحدث عن سيمون عبيد الصوت الرائع الحنون ، والذي يحمل في وجهه حنين الماضي ومجد المستقبل ، أو أتكلم عن إيلي خياط الذي يقوم بالكثير من الخدمات الإجتماعية ، إضافة إلى الصوت الذي رافق صوت فيروز ، الصوت الهادر مثل صهيل الخيل الذي يبشرنا بإلانتصار في الحروب ، أو أتكلم عن جيلبير جلخ الذي هو صوت الأصالة الذي يعلو على كل الطبقات ، والذي يدخل القلب .
هم الفرسان الأربعة ، فرسان بالأخلاق والفن والمجد ، أصواتهم مثل البخور الذي يمجد الله ، وهي تطلع من الأرض بإتجاه السماء وتمزج بين الأرض والسماء".
وأطل الفرسان الأربعة على خشبة المسرح بكل عنفوان ، وحيوا الحضور جميعاً وقالوا "نفرح كثيراً حين نأتي الى زحلة ، وخصوصاً عندما يكون هناك هدف إنساني مثل الذي أتينا من أجله اليوم ، فبكل عزة نفس ومحبة جئنا لنقدم أنفسنا لهذا المشروع الذي تقوم به جمعية نوسروتو وعلية إبن الإنسان ، وشكراً للإعلامية هلا المر".
الفرقة الموسيقية كانت بقيادة المايسترو جورج مرعب ، والفرسان أبدعوا غناء ، وأدوا أجمل أغنياتهم الخاصة "نزل الجيش" ، "الزعما فلوا من لبنان" "أربع فرسان".. ، وباقة من أجمل الأغنيات اللبنانية "تسلم يا عسكر لبنان" ، "طلوا حبابنا" ، "مهما يتجرح بلدنا" ، "بكتب إسمك يا بلادي".. ، وأدى الفارس إيلي خياط "سلم عليها يا هوى" ، والفارس سيمون عبيد "ع إسمك غنيت" ، وأشعل الفرسان الأربعة الأجواء أكثر وأكثر حين نزلوا من على خشبة المسرح وغنوا بين الجمهور ، كما غنى الفرسان "زحلة يا دار السلام" ، و"راجع يتعمر لبنان" حيث شاركهم في الغناء جوقة نوسروتو .
وفي ختام الحفل كرمت علية إبن الإنسان وجمعية نوسروتو الفرسان الأربعة ، كما كان تكريم للمر التي قال عنها الأب غانم "كان لي الشرف بأن أتعرف إليها في دير عنايا ، ومنذ ذلك الحين نعيش أياماً حلوة في الجمعية".
وكان الوداع بصوت الفرسان الأربعة بترنيمة "سلام لك يا مريم" حيث علت أصوات كل الحاضرين ورنمت مع الفرسان بكل خشوع موجهين أنظارهم جميعاً نحو سيدة زحلة .
يذكر أن هندسة الصوت كانت لـ ميشال عشقوتي ، مساعد جريس غصن ، وكان حاضراً للتغطية الإعلامية ، إلى جانب موقعنا ، تلفزيون زحلة.
وكنا إلتقينا الفرسان الأربعة خلال زيارتهم لمبنى "علية إبن الإنسان" ، في هذا الحوار .
قدمتم سابقاً أغنية عن السجون ، كم من المهم أن تتناولوا هكذا مواضيع ؟
نادر : كل ما يختص بالإنسانية والإنسان هو مشروع وهدف رسالتنا الفنية ، كل فكرة ممكن أن نضيء عليها ولم يتناولها أحد وممكن أن تساهم وتساعد وتطور في حضارة هذا المجتمع نحن مستعدون أن نذهب فيها إلى النهاية .
اليوم تحيون حفلاً لمساعدة علية إبن الإنسان لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، هل ممكن أن تقدموا أغنية عن المخدرات ؟
نادر : نعم ، ويشرفنا ذلك ، إذا كانت ترد مريضاً إلى أهله وحياته الطبيعية .
ما هي الرسالة التي توجهونها إلى المدمنين على المخدرات ؟
إيلي : هذا الموضوع قاسٍ جداً على الأهل وعلى الشخص ، نتمنى أن يفكر الشخص أولاً بأهله أو بعائلته وبأولاده ، هذا الشخص موصول بعائلة تحمل همه ، وحياتهم تصبح "جحيم" ، فليفكر بهؤلاء الأشخاص ليستطيع هو أن يخلّص نفسه ، أي أنه من محبته لأهله وعائلته يستطيع أن يخلص نفسه ، ربما الإنسان لا يستطيع أن يسأل عن نفسه بقدر ما يسأل عن الذين يحبهم .
سيمون عبيد : أريد أن أوجه رسالة إلى المسؤولين وهي ألا يؤخذ الذي يتعاطى المخدرات على أنه مجرم ، هو مريض بالأساس ولكن المسؤولين لدينا يجعلون منه مجرماً ، هذا يؤثر سلباً على كل شخص يتعاطى المخدرات ، المفروض أن تتم معالجته وألا يتم وضعه في السجن على أساس أنه مجرم .
اليوم تغنون في البقاع ، وتحديداً في زحلة ، إلى أي درجة يختلف البرنامج الفني الذي تقدمونه بين منطقة وأخرى ؟
جيلبير : هذه ليست المرة الأولى التي نغني فيها في زحلة ، ودائماً جمهور زحلة ينتظرنا بأغنيات الدبكة ، وهو أيضاً جمهور "سمّيع" ، الأغنيات ستكون منوعة .
ماذا عن أغنيتكم الجديدة ؟
جيلبير : إسمها "من طلب العلا سهر الليالي" من كلمات وألحان الأستاذ أحمد قعبور ، سجلناها في ستوديو Talkies ، وطرحناها حالياً في الأسواق ، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور ، طبعاً الأغنية لا تذهب كثيراً في الجو السياسي ، ولكنها من جو الفرسان الأربعة ، جوّها إجتماعي.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .