يعيش قسم كبير من سكان مدينة سردينيا الإيطالية ما يزيد عن الـ 100 عام، فيما يبلغ متوسط العمر في جميع أنحاء العالم حاليا 71 عاما.
الأسباب التي تقف وراء طول العمر غير معروفة إلى حد الآن ولكن العلماء قد يحصلون قريبا على بعض الأجوبة. ففي أولياسترا يحتفل شخص من بين ألفين بعيد ميلاده الـ 100، وهو ما يعادل خمسة أضعاف المعدل في بلدان متقدمة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
أملا في كشف الغموض الذي يكتنف الحياة الطويلة لسكان سردينيا، قامت شركة "تيزيانا لايف ساينسز" البريطانية للتكنولوجيا الحيوية بشراء البيانات الوراثية لما يقارب 13 ألف ساكن في منطقة أولياسترا بسردينيا الإيطالية،
وأعلنت الشركة التي ترتكز أساسا على البحوث المتعلقة بأمراض السرطان وأمراض المناعة، أنها اشترت الحمض النووي لسكان مقاطعة أولياسترا بجزيرة سردينيا الإيطالية، أملا في فهم ما الذي يساعدهم على العيش طويلا، ولفهم هذه الظاهرة اشترت الشركة البريطانية أكثر من 230 الف عينة بيولوجية لـ 12600 نسمة، وتمت مطابقة العينات مع التقارير الطبية والسجلات الرسمية مثل شهادات الوفاة التي تعود إلى أكثر من 400 سنة.
وقال غابرييل سيروني، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس لشركة "تيزيانا لايف ساينسز" إن "سردينيا مشهورة بأنها واحدة من ثلاث مناطق فقط في العالم ذات نسبة عالية جدا من المعمرين".
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن مناطق معينة من اليابان والبحر الأبيض المتوسط يعيش سكانها حياة أطول بسبب النظام الغذائي الصحي الذي يتبعونه والغني بالأسماك والخضروات والأطعمة المنخفضة الدهون
ويعد التوصل إلى السبب الكامن وراء طول العمر في مقاطعة أولياسترا أمرا غير هين، لكنه سيكون بداية جيدة للبحث عن الصفات الوراثية ذات الصلة بالأمراض المختلفة.
ورغم ان سكان أولياسترا يعيشون أعمارا طويلة، إلا أن لديهم معدلات عالية من أمراض مختلفة بينها الربو وهشاشة العظام، وهو ما سيسهل على العلماء تحديد الأنماط الوراثية المتعلقة بهذه الأمراض.