تعمد المهرجانات اللبنانية إلى التنويع في برامجها بهدف جذب عشاق الفن والموسيقى وارضاء أكبر عدد من الجمهور. ورغم التفكير العملي والحسابات والتكتيكات، يبقى الهدف الثقافي أحد أهم النقاط التي تركز عليها ادارة المهرجانات ومنها مهرجان بيت الدين الذي عود جمهوره على أرقى الحفلات والعروض الفنية أكان في الموسيقى أو الرقص أو العزف أو الغناء.
للتراث الموسيقي العربي محطة "عبقرية" في بيت الدين، جمعت المؤلّف الموسيقي وعازف العود اللبناني شربل روحانا، والمُغنيّة الأرمنيّة الأصل السوريّة لينا شاماميان، والعراقي نصير شمّة، تحت عنوان "يا مال الشام".
اجتمع الثلاثة لما يُقارب الساعتين من الوقت في عرض رائع شاركتهم فيه فرقة أوكتو إيكو الكنديّة والأوركسترا الشرقيّة اللبنانيّة بقيادة كاتيا مَقدسي وارن.
توزّعت الحفلة على فَقرات قبل أن يجتمع الثلاثة في الشقّ الأخير. افتتح السهرة الموسيقي شربل روحانا الذي قدم 7 قطع موسيقية منها "سيدة القصر"، "غمزة عين"، "هاي كيفك سافا"...
وقال روحنا على خشبة المسرح إن اللاجئ السوري بات يحسد اللاجئ الفلسطيني الذي يحسد المواطن اللبناني الذي لا يُحسد على ما هو عليه من قلق وضياع. وأمل بأن يلين قلب البشر في العالم على صوت الموسيقى. وأضاف:" طلعنا سوا عا بيت الدين/ والعالم من حولنا حزين/ وصواتنا تغني الأمل/ وانشالله بكرا فرحانين...".
ثم أطلت المتألقة لينا شماميان ونثرت سحرها الفني على جمهور بيت الدين، وقدمت ترتيلة لنوم الصغار بالأرمنية أعادتها بالعربية لاحقاً:" نامي ما تخافي، من الغفوة ما تخافي، من النوم ما تخافي من الأحلام". بعدها انتقلت إلى الطرب فقدمت بعض أغنيات آخر ألبوماتها "غزل البنات" إلى جانب قصائد ماهر صبرا، وألحان غوكسيل بكتاغير، وبعض الأغاني التراثية كـ "لو كان قلبي معي"، و"لما بدا يتثنى".
بعدها أطل نصير شمة وأبدع بعزفه على العود وقدم "بياض" و "على حافة الألم" و "من الذاكرة" و"لو كان لي جناح" بالاضافة إلى أغنية أم كلثوم "ألف ليلة وليلة".
وأخيراً، تشارك الثلاثي في أداء أغنيات من التراث العربي المشترك من بلاد الشام: "عالروزنة"،" يا رايحين ع حلب"، "يا مال الشام"، "قدك المياس"، "فوق النخل"…