إذا جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت أهل البيت، هكذا يستقبل اللبنانيون ضيوفهم الأجانب، وهذه هي الروح اللبنانية المضياف التي تنبع من حب الحياة والفرح والثقافة.
وكما عودتنا مهرجانات جبيل الدولية كل عام أن تستضيف أهم نجوم الفن في العالم، هكذا استضافت هذا العام فنانين عالميين منهم Grace Jones الفنانة الإستعراضية التي تتمتّع بصوت قويّ وشجيّ وبروح جميلة وبخفة ظل وعفويّة.
Grace Jonesالبالغة من العمر 68 عاماً ليست مغنية فقط بل هي عارضة أزياء ومنتجة وكاتبة أغنيات وممثلة. جمعت في شخصها أنواع الفنون كلها فبرعت وأبدعت في كل منها حتى لتظنّ أنها لا تزال في عمر الشباب وأنها تشرّبت الفنّ منذ نعومة أظافرها هي التي ولدت في جامايكا وعاشت في الولايات المتحدة الأميركية عارضة أزياء ثم راقصة ثم مغنية ومنتجة. تعتبر Jones ملهمة للعديد من النجمات العالميات مثل ريهانا وليدي غاغا وغيرهنّ. وقد رشحت لعدة جوائز أهمها جائزة الغرامي عن موسيقى الروك أند رول التي تقدمها بإبداع وشغف.
أطلت علينا Grace ليلة أمس الأحد على مسرح مهرجانات جبيل الدولية لتشعل ليل جبيل الذي لا ينام. الحاضرون كانوا من محبي Jones كباراً في السن وصغاراً، انتظروا صعودها على المسرح بشغف وحماسة. في بداية الحفل كان الجمهور الحاضر هادئاً ومركزاً في التفاصيل وفي الغناء إلى أن بدأت Jones بغناء La vie en rose حتى اشتعلت المدرجات وانتفض الجمهور راقصاً ومغنياً ولم نعد نرى شخصاً جالساً بل الجميع وقف مصفقاً حتى صار الجمهور عند أعتاب المسرح.
Jonesالتي تتمتع بروح شبابية وبنشاط لا يوصف حيت الجمهور اللبناني وتفاعلت معه بحماسة واحترافية والأهم بتواضع الكبار. نعم المغنية الجمايكية الأصل التي توجّت مسيرتها الطويلة بأهم الأعمال الفنية مازحت الجمهور واقتربت منه وتحدّثت إليه. وقد لفتت عدة مرات إلى الحرارة المرتفعة التي جعلتها تتعرق لكنها لم تنزعج بل زاد هذا من قوة استعراضها. Jones التي قدّمت الأمس أغنيتها الجديدة للمرة الأولى على مسرح مهرجانات جبيل قدمت أجمل أغنيتها وأبهرتنا بالعرض الذي قدّمته وقد غنت أشهر أغنياتها منها: I’ve seen that face before, Slave to the rhythm, La vie en rose, My Jamaican guy, Walking in the rain.
يمكن القول بحق إن حفلة الأمس ستبقى في ذاكرة قلعة جبيل ومينائها وبحرها، سيبقى صوت Grace Jones الرائع يراقص موج البحر الذي لا يغادر مدينة جبيل لأنها كطائر الفينيق تنبعث كل ليلة من رمادها ولا تنام. شكراً لمهرجانات جبيل الدولية التي أخذتنا البارحة إلى عوالم من الجمال والفن الحقيقي سارقة أنفسنا من واقع متوتّر دائماً.