غابت تلك الجرعة الزائدة من الهزل - في الدراما الرمضانية "مأمون وشركاه"- التي عودنا الزعيم عادل إمام على تزويدنا بها في كل عمل يقدمه وحتى لو كان الأمر من خلال مواقف وبعض نكات منها مكرر.
فكل حلقة كانت تنتهي كنا نخرج من دون ضحك كان الأمر بمثابة مفاجأة، فليس هذا ما عودنا عليه الزعيم، رغم أنه حاول أن يضفي القليل من الكوميديا في سياق الأحداث لكنها كانت كوميديا مفتعلة لم تصل إلى قلوبنا.
وإذا كان عادل إمام أراد أن يعتمد سياسة التجديد في صورته كممثل فقد كان خياره للعمل غير صائب لتحقيق هذا الهدف، حيث أن شخصيته كرجل بخيل هي شخصية غير جذّابة ومكررّة، والشخصية قدمها الممثل الراحل فريد شوقي في "البخيل وأنا".
والزعيم ليس بحاجة لأن يثبت قدراته في مجال التمثيل البعيد عن الكوميديا حيث أنه في الكثير من المرات كان يبهرنا بتحويل مشاعرنا من تلك الضاحكة إلى الباكية ومثال على ذلك المشهد الذي زار فيه إمام الممثل سعيد صالح في دار الرعاية للمسنين في فيلم "ألزهايمر". وحل الملل مكان الفرح الذي حضر بقوة في الحلقات نتيجة البطء المريب في الأحداث.
ولم يكن الملل نتيجة البطء فقط بل الحشو المتزايد للأحداث الأقل من ثانوية والمواضيع المتكررة مثل التطرف الديني.
ولا بد من الإشارة الى أن الممثلة لبلبة أبهرتنا بقدراتها التمثيلية الكبيرة، فجسدت دورها، كسيدة متعبة تعاني من بخل زوجها وتظهر أكبر من عمرها، بدقة كبيرة سواء من ناحية طريقة مشيتها أو كلامها.
هذا العمل نعتبره خطأً في مسيرة الزعيم الفنية، فهو لا يليق بتاريخه التمثيلي الذي توّجه زعيماً في مصر والعالم العربي.