لا أعتقد أنّه مرّ على البشرية زمن أكثر بشاعة وإرهاباً من زمن مواقع التواصل الإجتماعي. أشخاص أغبياء من خلف الأجهزة الذكية يمتهنون القهقهة على أوجاع الناس يُزوّرون الحقائق على حساب كرامات الناس وأحاسيسهم للحصول على عدد كبير من الإعجابات.

منذ فترة وإسم الفنان حسين الجسمي يحتل مواقع التواصل الإجتماعي، بعد كل حادث إرهابي يتداول نشطاء صوراً مزيفة عبر "الفوتوشب" لتغريدات منسوبة للجسمي تتضمن أنّه يحب هذه المدينة أو أنّه يتمنى لها كل خير.. والصوت يعلو على مواقع التواصل:"حسين الجسمي نذير شؤم".

الموضوع تخطى هذا الحد، صفحات عديدة تحمل إسم الفنان الإماراتي وتغريدات بالجملة له.. والجميع يسخر من دون أن يراعوا مشاعره أو أن يتذكروا أنّه إنسان من لحم ودم يقرأ تغريداتهم ويتألم بصمت، وكلما زادت قهقهاتهم كلما زاد الوجع. وقد لاحظ الجميع انزعاج الجسمي من هذا الموضوع وتحديداً بعد أحداث تركيا وتزوير تغريدة له تشير إلى أنّه يتمنى الخير لتركيا.. فأصبح المسؤول الوحيد عن الإنقلاب وفشله!.

هؤلاء الذين يضحكون على حساب مشاعر الجسمي، هم أنفسهم ينتظرون برامج المقالب التي تُعرض في شهر رمضان ليضحكوا على صريخ المشاهير وخوفهم، وهو نوع من السادية يعاني منه القسم الأكبر من العرب. أليس هذا إرهاباً؟ برأينا الضحية الذي يُقتل على يد إرهابي يموت مرة واحدة، أمّا ضحايا إرهابيي مواقع التواصل الإجتماعي فيقتلون مع كل تغريدة.