"رغم الأوضاع الأليمة التي نعيشها في لبنان، جئت لأوجه رسالة حب وسلام.. نحن اليوم نحتفل بالحياة"، هكذا أرادت الفنانة تانيا قسيس ان تكون الامسية التي احيتها مساء امس الثلاثاء ضمن مهرجانات أعياد بيروت، على الواجهة البحرية في البيال - وسط بيروت.
بحضور وزير السياحة ميشال فرعون وشخصيات دبلوماسية وسياسية وإجتماعية، بالإضافة الى عدد من الفنانين والممثلين، عاشت بيروت مساء امس لحظات من الحب والسلام، نفتقدها في أغلب ايامنا.
أخذتنا قسيس بصوتها الرائع وأدائها المبهر إلى بيروت التي نحبها ونعشقها، فإفتتحت الأمسية بأغنية "يا بيروت" لتطلق صرخة ان هذه المدينة تليق بها الحياة، وستبقى تواجه المآسي والصعاب.
الحضور الذي ملأ المدرجات، كان متعطشاً للحظات من الفرح، فردد مع قسيس كل أغنية قدمتها مثل "أنا قلبي دليلي، لو شو ما صار، أعطني الناي وغني، وطني حبيبي، ليالي الأنس في فيينا"، بالإضافة الى أغانٍ أجنبية أبدعت قسيس في أدائها، كما لم تنسَ ان تقدم تحية للمغتربين من خلال اغنية بالاسبانية.
وأضاف الكورال الذي شارك قسيس الامسية، والمؤلف من 150 طفلا من مدرسة "لويس فاغمن" وفيفا ماريا وOne Lebanon (الخاص بقسيس)، بقيادة المايسترو فادي قباني، رونقاً جميلاً على المشهد، فبدا واضحا التناغم بين قسيس والكورال في كل أغنية، وهذا يعود الى التدريبات المكثفة والمرهقة التي سبقت الأمسية ، بحسب ما قالت قسيس ، فهذا التناغم رسم لوحة فنية ممزوجة ببراءة الاطفال.
وخلال الامسية فاجأت قسيس الحضور بإستقبالها جوزيف دحدح، وهو موهبة فنية رائعة، وصل الى نهائيات برنامج arabs got talent، فقدما سويا "the phantom of the opera" أثريا فيها الحضور بقوة صوتهما وأدائهما المتناغم، وبعدها قدم دحدح أغنية "you raise me up" بمفرده على المسرح ليضفي مزيدا من الابهار على الامسية.
ولم تنسَ قسيس رسالتها الاساسية وهي "ان لا تفرقة بين إنسان وآخر"، فقدمت Ave Maria (ترنيمة مريم) مع الاذان بصوت شاب.
وختمت قسيس بمجموعة من أغاني السيدة فيروز، وبدا عليها التأثر الشديد لانتهاء الامسية، وشكرت كل من ساهم في التحضير لهذه الليلة والقيمين على المهرجان، والشكر الكبير كان من قلبها للجمهور.
بيروت أمس إحتفلت بالحياة.. لأن لا الحياة بلا بيروت، التي ستبقى تعلم الجميع الحب والسلام.