يشتاق لبنان إلى الفنّ الجميل ، الفنّ الذي يرفع الإنسان إلى خارج الهنا ليعانق الهناك موسيقى وغناءً وعزفاً. والذوق الياس أبو شبكة تجرح قلبها وتسقي الناس شعراً وأوبرا. وكيف لا؟ والثلاثي الذي افتتح مهرجانات ذوق مكايل يوم الثلاثاء 12 تموز، فيه من الأوبرا ما في لبنان من مجد وشموخ. وقد افتتح مهرجان ذوق مكايل حفلاته مع المغنين الثلاثة بحضور السيدة منى الهراوي ورئيس المعهد العالي للكونسرفتوار د.وليد مسلم وحشد كبير من الجمهور اللبناني والأجنبي.

التينور جوزف كليجا والباريتون براين ترفل والسوبرانو مونيكا يونس اجتمعوا معاً للمرة الأولى على المدرج الروماني في ذوق مكايل ليبدعوا بأصواتهم فناً أوبرالياً جمع بين التراجيديا والكوميديا. أصوات إذا صدحت، رسمت لوحات من الفنّ الجميل الذي يجول في العالم فيطربه. من آلام فرتر إلى أوبرا ماكبث مروراً بـ روميو وجولييت.

أما الأوركسترا اللبنانية التي رافقت الأصوات الثلاثة فقادها المايسترو Gareth Jones. بمهارة فائقة جعلت الموسيقى والغناء والكلمة روحاً واحدة تطفو على المسرح.

المغنون الثلاثة العالميون لم يجتمعوا مرّة في حفل واحدٍ، فمساحة كل واحد منهم واسعة لا يدخل إليها أحد، لكن منظمي مهرجان ذوق مكايل استطاعوا أن يوسّعوا هذه المساحة لتسع للأصوات الثلاثة معاً في حفل واحدٍ افتتحت بها المهرجان.

أما الجمهور الذي ملأ المدرجات الرومانية استمتع بالأداء الرائع الذي قدمه المغنون الثلاثة فصفّق لهم وتفاعل معهم وردّد بعض أشهر المقاطع الأوبرالية كما لاحظنا وجود عدد كبير من الناس من جنسيات مختلفة جاؤوا ليشاهدوا هذا الحفل الذي ضمّ كليجا و ترفل و يونس.

التينور جوزف كليجا واحد من الذين حجزوا لأنفسهم مكاناً في تاريخ الأوبرا فهو يعدّ اليوم أفضل تينور غنائي في العالم. وقد إختارته مجلة Gramophone magazine فنان العام 2012. كما رشّح لجائزة الغرامي للموسيقى الكلاسيكية. وقد أصدر مؤخراً ألبومه الخامس وعنوانه Amore.

الباريتون براين ترفل غنى في أعظم دور الأوبرا في العالم. وهو مشهور بكونه وجه مجلة Figaro. غنّى إلى جانب Andrea Bocceli. حائز جائزة الغرامي للموسيقى الكلاسيكية. وفي رصيده أكثر من 10 ألبومات.

السوبرانو مونيكا يونس التي صارت من أهل البيت صوتها له بريق أفضل من الألماس. غنّت في أهم دور الأوبرا إلى جانب أهمّ مغني الأوبرا بينهم Domingo وBocelli وCarreras وTerfel. هي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة غناء من أجل الأمل. يونس هي ابنة لوريات محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام.