ريتا حايك ممثلة لبنانية من النوعية النادرة.
. إستطاعت من خلال الأدوار التي قدمتها أن تصل إلى شريحة كبيرة من الجمهور وأن تكون بنظرهم الرقم الصعب بين ممثلات جيلها. إنتقائية جداً بعملها ولكنها تختار دائماً ما يضيف إلى رصيدها الفني من خبرة ونجاح. شاهدناها في الآونة الأخيرة بمسرحية "Venus" التي عرضت طويلاً في بيروت والتي سيتم عرضها قريبا في الخارج. كما أطلت ريتا خلال شهر رمضان من خالال مسلسل "وين كنتي" الذي حقق نسبة مشاهدة عالية.
ريتا تحدثت لموقع "الفن" بهذا اللقاء المميز والصريح، والذي تطرقت فيه إلى العديد من المواضيع والنشاطات.
مسلسل وين كنتي من المسلسلات الرمضانية التي نالت ثاني أعلى رايتنغ، هل توقعت أن يلاقي المسلسل هذا الصدى؟
من غير الممكن أن تتوقعي رايتنغ أي عمل إن كان على المسرح أو التلفزيون أو نسبة نجاحه لكن ما أعرفه أنني مثلت في المسلسل بكل شغف ووضعت كل طاقاتي فيه، فهناك أعمال كثيرة عرضت، وكان متوقعاً لها النجاح، لم يتقبلها الجمهور، وهناك أعمال كثيرة شاركت فيها لم تأخذ حقها.
هل السبب هو تعطش الناس للدراما اللبنانية؟
بالتأكيد هذا سبب من الأسباب، لكن هناك أموراً لا نستطيع أن نفسرها وهناك أحداث مرت في المسلسل لفتت الناس بطريقة لم أجدها عادية ، وهذه المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً درامياً يحوي شخصيات درامية عديدة، هناك رجل سبعيني اتصل بالـ LBCI واستفسر منهم عن سبب انقطاع بث المسلسل، وهذا الأمر أثر بي كثيراً ، ولا أعرف ما هو السر في هذا المسلسل الذي أدى إلى نجاحه.
هو الدور الرئيسي الذي إنتظرناك به منذ زمن ، صحيح؟
هذا هو .
دور البطولة هذا جعلك تعدلين عن فكرة الهجرة ؟
لا أحد يعرف وأنا لا أفكر بأن أهاجر لكني لا أفكر بأن أبقى ، ولا أحب أن أحدّ نفسي ببلد أو عمل أو مسرح، فأنا أحب أن أعمل في التلفزيون والسينما والمسرح وأحلامي لا تنحصر لأبقى في مكان واحد، وهذا المسلسل أعطاني حقي وهذا ما انتظرته.
هل للـ LBCI رهجة أكثر من غيرها من الشاشات؟
الأرقام تتحدث أن أعلى نسبة مشاهدة لمسلسلات رمضان حققتها الـ LBCI.
هل سيتراجع الرايتينغ لأنهم أصبحوا كل ثلاثاء وأربعاء؟
لا أعتقد لأن الناس إنشدوا إليه، آخر عشر حلقات منه أكثر حلقات فيها أحداث.
هل ستكون نهايته مقنعة؟ لأنه قيل كثيراً إن هناك جزءاً ثانياً من المسلسل فقد تكون النهاية غير واضحة.
هو بالأساس المسلسل وحده طويل وهناك كلام عن جزء ثان وعرض في شهر رمضان وله علاقة بالتوقيت والمحطة وبالطبع ستتوقف القصة في مكان ليس له نهاية، التشويق الذي يعيشه الناس هو سبب من الأسباب الذي جعلهم يتابعونه.
كلوديا مرشليان كتبت القصة والبعض ينتقد كيف من الممكن أن يقع شاب في غرام زوجة أبيه؟
لا تقررين في حياتك من تحبين وكانت كلوديا تقول لي هذا، لكنك تستطيعين أن تسيطري على مشاعرك فكيف إذا عاش معك هذا الشخص في بيت العائلة فكم يجب أن يتعالى الشخص على مشاعره.
دورك هو دور إنسانة طيبة أم أنها تتخبثن؟
ألم يقل الناس إن نسرين جيدة؟ هي تزوجت رجلاً أكبر منها بكثير وتركت أهلها ولا تسأل عنهم ، وهي بدأت تغرم بإبن زوجها وأين المثالية في شخصيتها؟
طيبة بمعنى أنها تدافع عن حقوق المرأة والمظلومين .
طبعاً لأنها إمرأة معذبة وهذا ما يجعلني "أولع من جوا" لأن نسرين تشبهني في هذا الموضوع ويظن الناس: "انو عم تزيديا" ولكن أنا هكذا كإنسانة ، والإنسان يكون قد مر بظروف معينة في الحياة يود التعويض عنها، وأبسط أمر أن أدافع عن أية إمرأة معذبة وأحلم بأن تفعل هذا الأمر معي حينما كان أبي يضربني في صغري في المسلسل.
كارلوس يقول إنك أصبحت أكثر نضجاً في التمثيل.
لأني نضجت كإمرأة والمسرح علمني وكذلك سفراتي وأنا تغيرت، تنوّرت، وكبرت.
كارين رزق الله سرقت منك بديع أبو شقرا؟
هو لكل الناس وليس لي، لا أحد يسرق شخصاً من أحد.
هل تتابعين "مش أنا"؟
تابعته في البداية، أول حلقة وحلقتين، ثم صرت أتابعه أون لاين.
هل كنت تفضلين أن تكوني البطلة مع بديع؟
بالطبع لا، لأن المحتوى مختلف ولا أريد أن أقارن بين المسلسلين لأن لا علاقة لهما ببعض، لا بالرايتنغ ولا بالنوع وكأنك تقارنين فيلماً لـ هيشكوك بفيلم رومانسي كوميدي.
هناك صحافيون كثر ينتقدون الدراما والمسلسلات ولا أعلم إذا كانت لديهم ثقافة في هذا المجال أم لا .
لا أريد أن أتحدث كثيراً عن الموضوع لكنني من الأشخاص الذين يحبون أن يقرأوا النقد السلبي قبل الإيجابي، وهذه المرة كان النقد الإيجابي أكثير بكثير وأحب أن أقرأهم لكن بالطبع هناك نقد سلبي، وبعض الأحيان أستغرب لماذا يقولون هذا الكلام، وأحياناً تحسّين بأنه ينتقد ليس نقداً للمحتوى، وحين نصور فيلماً أصور ستة مشاهد في 12 ساعة وأنا حين أصور تلفزيون أصور 20 مشهداً في اليوم، فالطريقة مختلفة والوقت مختلف، وعندما ننتقد سلبياً لا يوجد تقدير لفكرة الإمكانات الصغيرة والعذاب الذي يعيشه خريجو معهد الفنون الذي شكل فريق عمل المسلسل من كارلوس، لجويل، لي، لوسام، وجناح، وجان قسيس، وأستاذنا سمير حبشي، ونقولا دانيال، ونحن أشخاص كادحون ومعذبون ونتعذب إنتاجياً في الدراما المحلية لكي نستطيع أن نسمو بالدراما اللبنانية لتنافس الدراما العربية وأحب أن يكون هناك تقدير لهذا الموضوع.
ما تقييمك لـ آن ماري سلامة في المسلسل؟
أنا كنت أعمل معها وأعلم كم تعذبت في المشاهد وأنا كنت أتعب عنها، وأنا مثلت في "كفى" ولن أعيد الكرة، هذه الفتاة تحترم عملها وتعطي كل ما عندها.
هل تتوقعين أن ينال نقولا دانيال الموريكس هذه السنة؟
كل سنة يجب أن ينالها ، هو ممثل عالمي.
ما رأيك بإدارة الممثل للمخرج سمير حبشي؟
أرتاح جداً ونفهم على بعضنا.
كيف هو التعامل مع نقولا دانيال؟
منذ أن كنت في الجامعة كان أستاذي، وأنا معجبة به وبعمله، وأنا لدي حنان لا يفسر لهذا الإنسان وهذا ما كان واضحاً من ارتياحنا في المشاهد مع بعض، وكان الحنان ظاهراً.
ما رأيك بزميلاتك مثلاً بنادين الراسي؟
أنا لا أريد أن أبدي رأيي بأحد. كلهن عملت معهن إلا نادين نسيب نجيم، لكني أجد نجيم إمرأة جميلة وممثلة محترفة، ماغي بو غصن، باميلا الكيك.
ورد الخال؟
أحبها جداً كممثلة وكشخص، ولم أعمل معها أبداً وأتمنى أن أعمل معها، ماغي بو غصن عملنا معاً في مسلسل "متل الكذب" مع طارق سويد و"ديو الغرام".
مسرحية فينوس ستعرض في فرنسا، لماذا أحبها الناس إلى هذه الدرجة؟
هذه المسرحية، الذي لم يتابعها يجهلها ولو مهما حدثتك عنها يجب أن تكوني موجودة في المسرح لتشاهديها وهناك أشخاص تابعوها 8 أو 9 مرات، وهناك سيدة يعرفها بديع تابعتها مرتين ، وأخرى تابعتها 13 مرة، وكثير من الناس تابعوها مرتين، وفيها شيء لا يفسر "Roman Polanski" حين قام بها يقولون إن المسرحية أجمل من الفيلم، عملنا على هذه المسرحية "لشبعنا ومتنا"، ولم نعد نعرف ليلنا من نهارنا، وكانت بالنسبة لي محفزاً، ليس من المعقول أن نحترمها من دون أن تعرض في الخارج.
وقلت إن هذا الدور هو أجرأ دور قمت به في حياتك لماذا ؟ هل أخذ مكان كعب عالي؟
كعب عالي فيها قصة ولعبة قوية ولكن حينها قلت إنه أول مرة "بفش خلقي" عالمسرح بفينوس وجدت نفسي أكثر.
أود أن أسألك هل قمت بعملية تجميل؟
لا ولن أجري أية عملية في حياتي.
شكرا لك ونتمنى لك النجاح الدائم.
شكرا لك هلا.
