"سامحوني الحياة لم تعد تحتمل".. بهذه الكلمات انتهت مسيرة فنية طويلة وغنية بالموسيقى والإستعراض والغناء، مسيرة فنانة تخطّت حدود الجغرافية لتصبح الفنانة العالمية التي لا تزال حاضرة بالرغم من غيابها.
إنها داليدا التي بصمت القرن العشرين بصوتها وحضورها واناقتها بصمةً لن ينساها التاريخ الإنساني بسهولةٍ. هي التي جمعت في شخصها الأممية، مولودة لأبوين من الجنسية الإيطالية، عاشا وأنجباها في مصر أم الدنيا، لتستقرّ في فرنسا أخيراً.
داليدا التي غنّت بأكثر من تسع لغات استطاعت أن تغلب الموت بحضورها الدائم. هي التي أحبّت لبنان وغنّت له وزارته قبل اندلاع الحرب فيه ملتقية يومذاك بفيروز سفيرتنا إلى النجوم. داليدا التي لم تتنكر لأصولها غنّت بالإيطالية كما غنّت بالعربية خصوصًا اللهجة المصرية ثم غنّت بالإنكليزية كما اليونانية ، ونشدّد على انها غنّت باللهجة اللبنانية أيضاً. صوتها كما الجبال وكما النسيم. إحساسها كما الألم وحضورها كما عشتار الجمال والغواية.
داليدا التي حاولت الإنتحار مرّات ومرّات كانت كتلةً من العذاب والوجع والحزن والأهم الوحدة. ثلاثة ممن أسروا قلبها انتحروا وأفجعت بوفاتهم، لم تنجب ولم تجد نفسها التي كانت تعيش في غربة عنها بل ظلت وحيدة من الداخل رغم صخب حياتها فقرّرت انهاء حياتها المعذّبة بهدوء.
ونحن الذين عشقنا صوتها وحضورها وأغنياتها كنا على موعد معها في لبنان البلد، الذي أحبت يوم الأربعاء 6 تموز/يوليو الحالي، ضمن مهرجانات ضبية الدولية.
ومن أفضل من جوان بلوتو المغنية الكندية التي تماهت بداليدا حتى أصبحت تشبهها شكلاً ومضموناً فقدمت سيرة حياة داليدا مستعيدة أبرز أغنياتها مؤدية إياها كما داليدا فتشعر بأنك بحضرتها.
جوان التي تألّقت بصوتها وأدائها حرصت على أن تطلّ بأبهى صورة فلبست أجمل فساتين داليدا خلال مسيرتها الفنية. اما الإستعراض المرافق للاغنيات فلم يخلُ من الرقص والتعبير والموسيقى الحيّة.
جوان التي تتمتّع بتواضع داليدا حرصت على تحبّة لبنان واللبنانيين خصوصاً من حضر للاستماع اليها وهي تحيي حفلها الخاص بداليدا وقد أعربت عن حبها لهذا البلد وحيّت حبّ الحياة الذي يتمتّع به اللبنانيون كما شكرت منظّمي الحفل فرداً فرداً ذاكرةً اياهم بالأسماء.
ولم تبخل جوان بإعطاء كلمة للصحافة خصوصاً لموقع الفن الذي كان حاضرًا وانتظرها خلف المسرح وكانت هذه الكلمة:
لقد قررت احياء هذه الحفلة في لبنان بدعوة من منظمي المهرجان بكل سرور وفرح خصوصا انها ليست المرة الاولى التي احيي فيها حفلاً في لبنان. وانا أعشق الشعب اللبناني الذي يشبه الى حد كبير الكنديين خصوصاً بحب الحياة والفرح. كما انني اعشق داليدا ، وهذا الحفل هو موعد معها ، فأنا أعشق أغنياتها وحضورها وشخصيتها الفريدة.
كما وجهت تحية الى لبنان واللبنانيين الذين تحبهم وتحب روحهم الجميلة.