هو عيد الفطر المبارك، الذي يحل على العالم محاولاً إحداث فجوة فرح في بلاد غزتها الأحزان، عيد الفطر الشمعة التي تضيء عتمة هذا الواقع الأسوَد، فهو العيد الذي يأتي بعد إختبار الصيام أي تحد للصبر وَالثبات ليعود وَيكافئ الخالق الجميع بالعيد.
يحلّ عيد الفطر على عالمنا بعد فترات كبيرة من الصبر والثبات، في مواجهة الإرهاب والحروب والدمار، ليقول للجميع إن الإسلام وتعاليمه كما كل الأديان هو رسالة إنسانية قبل أن تكون إيمانية، لأن مساعدة الملهوف، والإحساس بالفقير، ووصل الأرحام، واحترام الناس، وضبط السلوك، يجمع عليها البشر مع اختلاف دياناتهم وطباعهم ومجتمعاتهم، وليست حكراً على أحد بل هذه التعاليم هي مساحة إنسانية تشكل مشاعاً عاماً نجتمع حوله.
الصورة اليوم التي قدمها شهر رمضان بالرحمة والتسامح، وعيد الفطر بالفرح والمحبة هي الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، الذي يحاول الكثيرون تحريف معانيه عن الواقع، وتشويه صورته ليصبح على مقاس البعض وأخلاقهم الفاسدة التي لا تمت للدين بصلة، لكن كل هذا لن يحصل، ليس لأنّ الدين محصّن من الخالق فقط، بل لأن هناك الكثير ممن يؤمنون بأن الإسلام دين سلام وأمل وإطمئنان، ويسعون لتطبيق تلك المعاني.
جميل هو عيد الفطر عندما نستفيق على تكبيرات إيمانية تدعو للسلام وصلوات تسبقها وتلحقها أدعية سماح وإستغفار، تليها زيارات وصل الأرحام، وتوزيع "العيدية" لإسعاد الأطفال، وجمعة العائلة على مائدة واحدة تنهي الخلافات وتسعد قلب الكبار.
عيد الفطر هو كل هذه الطمأنينة والفرح وأكثر، إفرحوا ، فإن إدخال الفرح إلى القلوب عبادة... وكل عام وأنتم بخير.