ممثلة من الطراز الأول، وإبنة بيت فني، والدها الشاعر الكبير يوسف الخال، ووالدتها الشاعرة والرسامة مهى بيرقدار، وشقيقها الممثل يوسف الخال.
تألقت في عدد كبير من المسلسلات التي جعلت منها نجمة، منها "العاصفة تهب مرتين" و"نساء في العاصفة"..وصولاً إلى "عشق النساء".
تتمتع بشخصية قوية ومرنة في آن ، متواضعة رغم نجوميتها، ولديها ثقة عالية بالنفس، كما أنها متفانية في عملها الذي تقوم به بحب.
إنها الممثلة ورد الخال التي تحل ضيفة على "نجوم الفن" في هذا الحوار .
أخبريني عن تجربتك في مسلسل خاتون ؟
خاتون يحكي قصة تاريخية بفترة الانتداب الفرنسي بإطار البيئة الشامية ، لكنه يختلف عن المسلسلات التي إعتدناها لأن القصة مختلفة والمعالجة أيضاً، والجميل أنه في هذا المسلسل عرضت نماذج نسائية قوية وجميلة وليست خاضعة، بل لديها موقف وفعل وليس ردة فعل ، أنا أطل في الجزء الثاني، لكنك لن تستطيعي أن تتابعي الجزء الثاني إذا لم تتابعي الجزء الأول.
هل حرروا المرأة في هذا المسلسل؟
ليسوا هم من حرروها لكنك تشاهدين صورة المرأة كما اعتدت أن تشاهديها، النساء في أدوار مهمة ولسن خاضعات، ولا يشبهن الصورة النمطية من النساء اللواتي "يحملن صينية ويقلن إيه ابن عمي" النساء محنكات في المسلسل ويأخذن قرارات ويغيرن أموراً. لسنَ نمطيات بل "بيولعوا الحارة" عند اللزوم، سترين كل إمرأة لها قصتها وردة فعلها وموقفها، تشاهدين مسلسلاً كأنه قصة عالمية.
ماذا عن مشاركة يوسف الخال في المسلسل؟
نحن كلبنانيين لا نلعب أدواراً سورية، نحن في المسلسل نكون تابعين للجيش الفرنسي وأخي يكون ضابطاً فرنسياً، وتعرفين وقت الانتداب كان هناك لبنانيون مع الجيش الفرنسي، وكل شخصية في مكانها.
الكثير من الممثلين السوريين يطلبون ورد الخال ليمثلوا معها منهم باسل خياط باسم ياخور ، لماذا برأيك ؟
قد يكون لأنني عملت على إسمي وشاهدوا حرفيتي وجديتي وأتحدث بتواضع، وكوّنت إسماً محترماً والذين يعملون في المجال الفني يعرفون أنني أقنعت المشاهد حتى من ليسوا في المهنة أيضاً، وهذا أجمل شيء وأعتز بهذه الشهادة من ممثلين كبار، ومنهم من أحب العمل معهم وسنحت لي الفرصة أنني عملت مع باسل وكان من أجمل أدوار عمري في عشق النساء، وأحب حتى أن أنوّع وأغير وتسنح لي الفرص بأن ألتقي بممثلين. ففي خاتون عملت مع باقة من الممثلين السوريين ، ولا أمثل فيه دور one to one وحب وغرام، وأنا محظوظة بأن أكون موجودة في هذا الإطار في تفكيرهم الجدي وليس فقط السطحي.
حدثيني عن العلاقة بين الممثل اللبناني والممثل السوري ، من يدعم من ؟
سأجيبك على هذا السؤال لكنني سأغتنم هذه الفرصة لأتحدث عن الفن، فحين نعمل نحن كممثلين لبنانيين مع السوريين، نحن نحب بعضنا كممثلين وهناك إلفة بيننا وإلا لا نستطيع العمل معاً على عكس ردة الفعل التي نتلقاها من وسائل التواصل الاجتماعي، حين يبدأ نشطاء من البلدين بإذلال السوريين وآخرون يذلون اللبنانيين أي أنتم لولا السوريون لما كنتم نجحتم، أو العكس من المتابعين اللبنانيين الذين يعلقون أنه لولا لم نفتح لكم بيتنا لما عملتم في بلدنا، فهذا النوع من التخاطب مقرف لأننا نحن فنانون ونعمل سوياً ويختارون النخبة من الممثلين لأن لدينا مقومات كي نقف الند للند فلسنا أقل من أي أحد وهم ليسوا أقل من أحد ، وهناك أشخاص في سوريا أو لبنان أبدوا إعجابهم بهذا الخليط وهذه المشاركة عكس ما يقول الناس بشكل مقرف، والعلاقة بيننا كممثلين لبنانيين وسوريين رائعة.
ورد الخال إسم كبير ولمع بالدراما، وصلتِ لأدوار مهمة جداً ولعبت دور الأم في عشق النساء ، هل تخافين مع تقدم العمر ألا تأخذي أدوار البطولة؟
دوري في عشق النساء لم أستطع أن أرفضه، في البداية منى طايع كانت ضد أن ألعب هذا الدور لهذا السبب، فقالت لي منى أنت ما زلتِ صغيرة على هذا الدور أن تلعبي دور الأم لأولاد في أعمار 29 و28 و27، لا أريد أن تقومي بهذا الدور ، دوري في عشق النساء مبالغ فيه من حيث السن لأنه ليس منطقياً وليس لدي عقدة أن ألعب دور الأم لأولاد في أعمار المراهقة، وعندما شاهدت منى المسلسل قالت لي إني أبرع في أي دور أقدمه .
كم أعطى هذا الدور أملاً للناس الذين وصلوا إلى عمر معين أن يحبوا بعضهم وأنهم يستطيعون أن يختبروا الحب والزواج، أي الدور له رسالة.
هذه الشخصية التي لعبتها شخصية مثالية وتشكل مثالاً جميلاً للمرأة العصامية التي تتحدى كل الظروف لتصل الى هدفها وهو بناء أسرة فتبدأ بشيء لتصل إلى شيء آخر، هي قصة نموذجية وهي كمثال مصغر عن نموذج أكبر عن العائلة، المسلسل طرح رسائل عاطفية وإنسانية وكم كانت لدى هذه المرأة كرامة عالية وكانت مثالية جداً وشعرت بمتعة أن أجسد دورها في المسلسل لأنها مرت بتطور من بداية المسلسل الى نهايته، قبلت هذا الدور لأنه دور جميل وتحديت نفسي به ودخلت أنا وباسل في صلب العمل، وقدمت منى طايع ايضاً دور الرجل الشهم الذي يدعم المرأة ويحترمها ونماذج أخرى لكنها أحبت أن تقدم دور الرجل والمرأة المثاليين اللذين يمكن أن يكونا أمثلة جميلة في المجتمع العربي والحمد لله نجح وكثر يقولون من المقربين وأهلي خصوصاً وأصدقائي يقولون لي إنه أجمل دور قدمته في حياتك فهذا أمر رائع لكنه مخيف فماذا ستقدمين بعد في حياتك؟ هنا المشكلة ومتى تأتي الفرصة لتقدمي الأحلى.
ألا تفكرين بأن تعملي مجدداً مع شكري أنيس فاخوري ؟
دوري معه غيّر لي كل حياتي وتفكيري بمهنتي وهو مسلسل العاصفة تهب مرتين ، إنطلقت وتحددت مهنتي وأهدافي بالحياة بسبب هذا الدور وبعدها شاركت في نساء في العاصفة ثم في إمرأة من ضياع مع أستاذ شكري وهو من الأشخاص الذين تنتظرينهم لتشاهدي عملهم على الشاشة ، لكن في هذا العصر ماذا نقول ؟
كما أنت تحبين التنوع في الأدوار كيف ترين يوسف الخال ؟ هل تحبين أن ينوع في الديو برأيك ؟ نجح أكثر مع نادين نسيب نجيم أم مع إيميه صياح؟
أنا أعتبر أنه نجح لأن يوسف بكل تواضع لأنه فرد وأنا لا أعوّل كثيراً على الثنائيات ، فأنا لا أحب أن أبقى على ثنائية وأستهلكها ،أنا ممثلة فرد ولست ممثلة متعلق نجاحي بأحد، يوسف وحده ممثل مهم بشخصه وحده وهو إضافة لأي عمل يكون فيه وهو ليس بحاجة للثنائيات لينجح ، وأنا أحب أن أتحدث عنه بهذه الطريقة وهو يعتبرني أيضاً هكذا. عندما تكونين وحدك ولست بحاجة إلى الآخر معناه أنك عنصر مهم لإنجاح العمل.
في لبنان حين ينجح الممثل مع أحد للأسف يقولون يجب أن يكرر الدور مع الممثلة نفسها.
ليس ضرورياً، ليس هدفه أن يقوم بثنائيات عشق وغرام فحسب، هو دائماً ينتظر فرصه كي يثبت موهبته كممثل وسترينه في مسلسل سمرقند البعيد عن العشق والغرام ، وهو دور بعيد عن قصص العشق والغرام، دور الشاعر عمر الخيام، وهو لا يجب أن يوضع في هذا الكادر فقط قصص وغرام ، وهو يعيش مرحلة أن يتحدى نفسه بأدوار كبيرة ومركبة مثله مثل أي ممثل جدي وليس بحاجة "لحدا يعكز عليه ليعمل نجاح" وهنا الشطارة ، وفي أي عمل يشارك فيه ينجح لأن عنده كاريزما ومهارة وقريب من الناس وهذه نعمة من ربنا.
ماذا عن وجودك في لجنة Biaf ؟
أنا حصلت على جائزة السنة الماضية وكرمت، وهذه السنة هناك نظام أنه حين يربح أحد يساهم في أن يعطي رأيه بالأشخاص الذين سيكرمون في السنة الجديدة، أنا موجودة في اللجنة لهذه السنة وليس بشكل دائم، وأنا أستطيع هذه السنة أن أعطي رأيي أو تصوري لفنان أو ممثل كي يربح، وكأنه يسلم الشعلة.
كنت مع الموريكس والآن مع البياف.
إستهلكت علاقتي بالموريكس.
صوتك بالبياف لا علاقة له بالموريكس دور ؟
السنة الماضية عرضوا عليّ أن آخذ تروفيه مقابل أن أحضر الحفلة، فإعتذرت منهم وقلت إنكم تستطيعون أن تكرموني وتعطوني الجائزة في بيتي ، فإعتذرت والعمل يفرض نفسه ، ودوري في عشق النساء فرض نفسه، ووصلني التكريم من منى طايع وزياد شويري ولدي الكثير من الجوائز لا مكان لدي لأعرضها.
هل الجوائز كلها مهمة في تقييم الفنان؟
لا ، الموريكس جائزة مشكورة على جهدها لكنها للأسف تورطت في أماكن وسحبت معها، ولم يستدركوا الأمور لأن هناك أشخاصاً كثيرين انسحبوا وآخرين لم يعودوا يؤمنون بالجائزة، وجرت الأمور لذلك أصبح الأمر مضحكاً أن الأشخاص أنفسهم يكرمون كل سنة، فيجب أن يستدركوا الوضع ويغيروا النمط الذي هم سائرون عليه ويعودوا ليكسبوا ثقة الناس، لم يعد يوجد أحد عندهم كلهم انسحبوا، لأنهم قالوا نعطي جائزة ترضية وأصبحت ترضية على ترضية وهذا لا نستحق فنعطيه ووقعوا في الخطأ و"جرّت" معهم وهم مشكورون صراحة لكن يجب أن يستدركوا الأمور لأنها جائزة مرتبة.
متى ستتزوجين؟
حياتي الشخصية في علم الله وعلم الحياة وهذا قدر، لكنني إذا كنت في علاقة لا أخجل بها ولا أخبئها ، في ما خص مشاريعي المهنية هناك حديث في الأفق يترجم في الأسابيع المقبلة فيظهر أمر جديد، لكنني آخذ وقتي و"أطول بالي".
حدثينا عن علاقتك مع ممثلة كبيرة مثل يسرا في الدور الذي لعبته إلى جانبها.
يسرا من الأشخاص الذين أثروا بي وكانت درساً بالنسبة لي، أنسى الكثير من الأمور وأشخاصاً عملت معهم ولا يعنون لي أو يخيبون أملي، يسرا تركت في حياتي بصمة فظيعة مهنياً وإنسانياً وإكتسبت صداقة وما زلنا على تواصل إلى الآن لأنها فنانة بكل معنى الكلمة مرتاحة مع نفسها ومتواضعة وهي أيقونة، وكانت تجربة لا تنسى على الصعيد المهني والإنساني، وكل الناس يحبونها، والعمل ممتع جداً معها ، وهذه التجربة من أجمل التجارب، وأنا حين زرت مصر حضنتني ليس فقط في اللكويشن ولكنها عرفت أنني أتيت وحدي كرمتني كثيراً إستضافتني في بيتها، لم تتركني وحدي وإهتمت بي كثيراً و"مش معقولة هالمرأة وهي تعرف كم أحبها".
شكراً لك ورد بالتوفيق .
أنا سعدت كثيراً بالحديث معك فعلاً.