هي مجموعة أفكار ثائرة على مجتمع يغفو في كنف المظاهر والتكاذب والفساد، صبية سئمت من الواقع بعدما وقعت ضحية عادات بالية ونظرة خاطئة من البيئة المحيطة بها، تلك البيئة التي ترضى بالفساد والسرقة، وتخاف من الحب والعشق والغرام، وتطلق على جريمة موصوفة مصطلح جريمة شرف، وعلى الحب والعشق مصطلح إنتقاص من الشرف.
أفكار طرحتها الممثلة -لأول مرة- والمخرجة مروة قرعوني في أول عرض رسمي لها بمسرحية "تفل قهوة" التي عرضت بالأمس على خشبة مسرح "تياترو فردان" بحضور نخبة من الممثلين والمسرحيين والكتاب.
فعلى مدى ساعة من الزمن تجردت مروة قرعوني على خشبه المسرح من كل ما يحيطها من مواقف، وفصّلت بكل عفوية سذاجة المجتمع، فإنتقلت بين إشكالية النظرة الجنسية للمرأة بدون التعرف إلى إمكاناتها، إلى المصالح بين الأصدقاء، والعلاقات العاطفية والجنسية التي يرفضها المجتمع في وقت يبرر الفساد الديني والسياسي، الى حفلات التكاذب الوطني من الزعماء على الشعب اللبناني حتى وصل لبنان الى بؤرة من الفساد اسمتها مروة بـ"الجورة".
رسائل للمجتمع بالجملة مررتها مروة في مسرحيتها، ضمن نص كتب بطريقة مُحكمة وذكية، وأداء مسرحي مميز، وموسيقى تخترق صخب النص لتخفف من حدته، وتأخذ المشاهد الى منحى مختلف تخرجه من الصدمة التي أحدثتها له مروة وهي تفصل له شوائب المجتمع وكأنه يواجه الحقيقة المرّة لأول مرة.
بين شخصيات متفاوتة تقلبت مروة على المسرح، فبدأت من المرأة بسن اليأس، الى المراهقة، والطفلة، والعاشقة لأول مرة، لتنهي العمل بمشهد إمراة وحيدة يائسة تقرر الإنتحار فوق تختها الذي عاش معها، عشقها، خيانتها، بكاءها، ولادتها، مرضها، لهو طفولتها، راحتها.. بعدما فقدت الأمل بكل ما يحيطها.
موقع الفن كان حاضراً في الحفل وكان له اللقاء الآتي مع المخرجة مروة قرعوني.
ماذا عن عمل اليوم؟
"تفل قهوة" مسرحية مونودراما، فكرتي وإنتاجي وتأليف الروائي هيثم الطفيلي، والنص المسرحي والإخراج للدكتور هشام زين الدين، وهي تعبر عن الحياة التي نعيشها وأنا رمزت لها بالسواد كتفل القهوة الذي لا نستعمله، ولا نستفيد منه ولا يتطور، وهذه حالة المجتمع اليوم.
مع كل هذه النظرة السوداوية لماذا اتجهت الى المسرح؟
المسرح نسلط فيه الضوء على مشاكل المجتمع بطريقة البلاك كوميدي او الدراما، وفي الفترة الماضية شهد المسرح حركة مميزة، وهذا دوري ودور كل شخص من جيلي يؤمن أن المسرح لا يزال قائماً، ويحاول إخراجنا من الفن المبتذل الى فن راق ونظيف.
المسرح يحتاج الى كلفة كبيرة، كم كان هذا الأمر عائقاً بالنسبة لك ومغامرة حقيقة؟
المسرحية هي حلم بالنسبة لي، وأنا فنانة لا أنظر الى الكلفة، بل أنتظر المردود المعنوي وهو إقبال الجمهور وحب الجمهور للعمل.
تفكرين بالسينما والدراما؟
نعم أنا مخرجة وأعمل في السينما والدراما، أما بالتمثيل فأنا لست ممثلة وإذا فكرت بالتمثيل فيجب أن يكون الدور يشبه السياق الذي قدمته منذ بداياتي ولن أذهب الى التمثيل التجاري.
كلمة أخيرة.
أنا وجه جديد أحاول تقديم فن جميل، وأؤمن بما أقدم حتى يصل الى الجمهور بطريقة جيدة وسليمة، عسى أن يعجبهم العمل، وأن يصبح لدينا إقبال على المسرح أكثر، وأهم شيء أنه على الناس أن يؤمنوا بالمواهب الجديدة والشابة، ونحن بدورنا يجب علينا أن نقدم لهم فناً نظيفاً.
لمشاهدة كامل ألبوم الصور إضغط هنا