صوتٌ خرق جدار العزلة الفلسطينية، صوتٌ حمل على جناحيه الأشعار ليطلقها في سماء الشرق الحزين.
فلسطين الزيتون والتاريخ والحبّ والنّضال تبقى القضية التي تعلو فوق كل القضايا، ومن أفضل من الفلسطينيين ليعبّر عن الألم والحرمان والخوف، فناً ونضالاً وثورةً وشعراً. إنها سيدر زيتون الصوت الفلسطيني الذي أذاب قلب سميح القاسم فجعله يعطيها الإذن في أن تتصرّف بأشعاره قبل أن يرحل هو شاعر العروبة والقضيّة والإلتزام.
سيدر زيتون أطلقت ألبومها الجديد "أعيش إشتياقاً" يوم السبت 7 أيار في الموفينبيك بيروت التي غنّت فيه شاعر العروبة سميح القاسم وتضمّن 8 أغنيات، 5 منها لحّنها الملّحن والمايسترو إحسان المنذر والبعض الآخر الفنان مروان خوري والملحّن الفلسطيني رامي زيتون ، وشاركها الغناء في إحدى الأغنيات الفنان اللبناني معين شريف فكان ديو جميلاً جداً.
موقع الفن كان حاضراً في احتفال إطلاق الألبوم وكان له هذه الأحاديث مع الفنانين الذين شاركوا في إطلاقه.
الفنانة سيدر زيتون أكّدت لنا أنّ تحضير الألبوم استمرّ لنحو سنتين وما يميّزه هو أنّ جميع القصائد فيه للشاعر سميح القاسم، وشاركها فيه الملحنون إحسان المنذر ومروان خوري ورامي زيتون كما هناك أغنية ديو مع معين شريف. وحول تعاملها مع هذه الأسماء فأشارت زيتون أنها تشرّفت بالتعاون مع أسماء كبيرة في مجال الفنّ والتلحين "فهم يتمتّعون بأخلاق عالية" ومهنيّة نادرة. وكانت التجربة جميلة واستطعنا تخطّي بعض العقبات.
وعن الديو الذي جمعها بمعين شريف، أوضحت زيتون أنّ معظم القصائد هي قصائد وطنيّة وثلاث منها عاطفية وواحدة منها الديو مع معين شريف والأغنية جمعت بين الوطنية والعاطفة وقد عدّلنا بالقصيدة لتناسب هذا الديو وهذا ما سمح به الشاعر سميح القاسم قبل رحيله بإذن خطّي. وهذا شرف كبير لي ومسؤولية كبيرة على كاهلي. كما أشكر كل من ساهم في إنتاج هذا العمل الذي استمر تحضيره سنتين من شركات وأصدقاء ممن دعموني وأخصّ بالذكر مجموعة شركات عالمية Strategy Falcom التي أنتجت هذا الألبوم.
وفي سؤال عن سبب إطلاق الألبوم من بيروت أكّدت زيتون أنها عمدت إلى إقامة هذا الحف في بيروت ليتمكّن الفنانون المشاركون في العمل من الحضور والوقوف إلى جانبها الذي يعدّ دعماً للقضية الفلسطينية خصوصاً أنّ العمل وطنيّ بامتياز. كما أنّ الإعلام اللبناني الذي يهتمّ بالفنّ فاعل جداً وقوي في العالم العربي آملة أن تتمّ الإضاءة على الألبوم ليصل إلى الجمهور.
وأشارت إلى أنّ الفنّ الفلسطيني اليوم في تطوّر مهمّ جداً وهو يبرز على السّاحة من خلال المواهب الشابة فالشعب الفلسطيني لا يقلّ عن الشعوب الأخرى إلاّ أنّ الظروف هي ما كبتته فالظلم والمعاناة منعتاه من البروز. والأهمّ من كل هذا أن نعمل على إنتاج أعمال جديدة لا أن نغنّي فقط القديم. وختاماً شكرت زيتون مصمّمة الأزياء مريم واكيم التي صممت فستان الغلاف والفستان الذي ترتديه في الإحتفال، وأشارت إلى أنّ اختيار الفستان الأبيض للغلاف كان من أجل الإضاءة على الطهر وإكليل الزيتون يرمز إلى الأرض والبحر وحب الحياة واشتياق للحرية والعاطفة. وأوضحت أنّها مع التنوّع في الفنّ فيجب أن لا نغنّي الأغنية الملتزمة فقط فالبستان متنوّع الأزهار والجمهور هو الذي يختار ما يناسب ذوقه.
كما كان لنا حديث مع الملحّن والمايسترو إحسان المنذر الذي أكّد أنّ التّحضير للألبوم تمّ بداية من خلال المراسلة التي تمّت بينه وبين سيدر زيتون والتعاون بينهما هو تعاون اقتناعي وهي أرادت أن تكون الأغنيات وطنيّة وعاطفية فاختارتني لأنها تعرّفت إلى ألحاني وأنا عندما سمعت صوتها أعجبت به وجذبني لأن أعمل معها. وأشار إلى أنه فخور لأنّه لحّن قصائد لشاعر كبير سميح القاسم فالكلام يؤثّر في الملحن وأنا لحّنت لكبار الشعراء. فحضور سميح القاسم بكلمته أغنى العمل وشجّعني أكثر لأن أقدّم افضل الألحان فهو شاعر كبير ومشهور في العالم العربي. وحول صوت سيدر زيتون فقد أوضح المنذر أنّ صوتها ملائم لهكذا نوع من الأغنيات والإنسجام بينهما كان عاملاً إضافياً لتكون الألحان جميلة ومناسبة لصوتها. وأكّد المنذر أنّه بدأ مسيرته في التلحين مع أغان شبابيّة متعاوناً يومها مع راغب علامة وغيره وهو اليوم يتّجه إلى الأغنية الملتزمة التي تخدم القضيّة الفلسطينية التي شغلت باله دائماً خصوصاً أنّ السوق اليوم مليء بالالحان الشعبيّة ونحن بحاجة إلى الأغنيات الوطنيّة وكان هذا التعاون بيني وزيتون التي تتمتّع بصوت جدّي وقويّ وفيه حنّيّة أيضاً.
وفي حديث مع الفنان معين شريف أكّد أنّ كل تعاون فنّيّ نشّجعه فكيف إذا كان التعاون بين فلسطين الجريحة ولبنان الصامد فنحن رسالة من رسائل المقاومة إلى العدوّ فطالما هناك فينا عرق ينبض ستبقى فلسطين حيّة فينا. أمّ سيدر فهي من الأصوات والفنانات الناجحات في فلسطين ونحن سندعمها فالفنانون الفلسطينيون هم خطّ الدّفاع الأوّل. وعندما علمت بأن اللحن سيكون للملحن إحسان المنذر فرحت جداً وعندما استمعت إلى قصائد شاعر العروبة سميح القاسم شعرت بأنها تناديني لأغنّيها بصوتي. وهناك العديد من القصائد لسميح القاسم ستسمعونها قريباً بصوتي. وأشار إلى أنّه يحضر لعمل قريب سيطلقه وستسمعونه من ألحان بلال الزّين.
أما الفنان جورج وديع الصافي الذي كان حاضراً فقد أكّد لنا أنّ هذا العمل تاريخيّ ومشرّف جداً فقد ضمّ فنانين كبار في مجال الفنّ. فنحن نعدّ في الواجهة لنضيء على قضيتنا قضية فلسطين المحقّة التي يجب أن تعود إلى أبنائها بالفنّ والسلام فلا نملك السّلاح بل الفكر والسلام والمحبّة وأهلاً وسهلاً بسيدر زيتون في بلاد الأرز والزيتون. وأشار إلى أنّه يحبّ الأعمال الفنية الملتزمة خصوصاً وأن عملاً سيجمعه بسيدر زيتون قريباً من ألحانه وكلمات وطنية لبنانية.
أما الشاعر والملحن طوني أبي كرم فقد أشار إلى أنّه تعرّف مؤخراً إلى الفنانة سيدر زيتون التي سيتعاون معها في عمل قريب. وهذه الخطوة اليوم مهمّة جداً فهي تغني لشاعر كبير من فلسطين القضية ونادراً ما نجد إنتاجاً كبيراً لقضيّة ما وهذه الخلطة مهمّة جداً أن نرى فناناً لبنانياً يغنّي لفلسطين اليوم.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًاضغط هنا.
