أكدت فرقة "مشروع ليلى" الغنائية اللبنانية أنها مُنعت من دخول الأردن حيث كان من المقرر أن تقدم الفرقة عرضا في المدرج الروماني في عمان يوم الجمعة.
وأشارت الفرقة الى أن قرار المنع جاء بسبب دعم موسيقى الفرقة للحريات الدينية والجنسية وتتعارض مع "أصالة الموقع"، رغم تقديم الفرقة لثلاث حفلات في الموقع نفسه سابقا.
وأصدرت الفرقة بياناً عبر حسابها الخاص على أحد مواقع التواصل الإجتماعي جاء فيه:
يؤسفنا إبلاغكم أننا لن نستطيع عرض حفلة “ابن الليل” التي كانت ستعقد يوم الجمعة 29 نيسان 2016 في المدرج الروماني في عمان.
لقد تلقينا خبر سحب رخصة العرض لحفلتنا.
التبرير الخطي الذي وصلنا من وزارة السياحة والآثار ينص على أن القرار جاء بسبب تعارض الحفلة مع "أصالة" الموقع، رغم انه سبق لنا أن أحيينا ثلاث حفلات في الموقع نفسه سابقاً وخضعنا لنفس آلية طلب الترخيص من السلطات المختصّة.
أما على أرض الواقع، خارج النصوص الرسمية، فإنّ الأمر أكثر تعقيداً.
لقد تم إبلاغنا بشكل غير مباشر بأن السبب وراء هذا التغير المفاجئ قبل ايام معدودة فقط من يوم الحفل جاء عقب اعتراض جهات معيّنة لا يمكن الإفصاح عن هويتها في هذا الوقت لتفادي دعوى قضائية موضوعها التشهير او الافتراء.
حسب ما نمي الينا، فإنّ تلك الجهات قد قامت بالضغط على بعض الشخصيات السياسية، وقامت بإطلاق سلسلة من الاحداث التى أدت الى سحب الرخصة المعطاة لنا.
لقد تم أيضا إبلاغنا بشكل غير رسمي بأنه لن يكون من المسموح لنا بأن نقدم عروضنا في أي مكان في الأردن بسبب معتقداتنا السياسية والدينية وإقرارنا بالمساواة الجنسية والحريّة الجنسية.
نحن نعتذر بشدة من الجميع لإضطرارنا إلى إلغاء الحفل في هذا البلد الذي نعتبره بلدنا.
فالاردن وطن لأجمل وأكرم المؤيدين للفرقة، والذين عملنا معهم ولأجلهم.
الاردن أيضاً هو البلد الوحيد الذي يجمع بين الفرقة وجمهورها في فلسطين، الذي ينظم رحلات برية ليحضر حفلاتنا في عمان.
والأردن مسقط رأس أم المغني الرئيسي في الفرقة، ومكون أساسي من هويته وكتاباته، ووطن تعلمنا أن نعشقه كأنه وطننا الثاني.
نستنكر الملاحقة المنهجية ضد أصوات الإعتراض السياسي.
نستنكر الملاحقة المنهجية لمؤيدي الحريات الجنسية والدينية.
نستنكر الرقابة على الفنانين في أي مكان في العالم.
نعتذر لجمهورنا لأننا فشلنا حتى الآن في خلق بيئة ثقافية تسمح لنا ولأطفالنا بالتعبيرعن ارائنا.
نؤمن بكل اخلاص اننا طوال مسيرتنا الفنية والمهنية لم نتصرف إلا من منطلق الإيمان والعمل تجاه عالم أكثر إنصافاً، ومساواة، وديمقراطية، ولو عبر الوسائل البسيطة المتاحة لنا "من خلال الأغنية".
نتعهد لجمهورنا اننا سنواصل وضع نزاهة فننا في المقام الأول من اولوياتنا، واننا لن نخضع إطلاقاً لأي ضغوطات لتغيير رسالتنا أو التنازل عن حريتنا في التعبير عنها.
نتعهد أن نثابر على الكتابة بدافع الحب، وبدافع نشر الحب. سوف نحارب، كما حاربنا سابقاً، في سبيل حقنا لعرض موسيقانا وأفكارنا بحرية.
نحن نحث زملاءنا الفنانين أن يواصلوا إنتاجهم وتحدي الأفكار السائدة والإضطهاد الذي نعيشه جميعاً، رغم التحديات الناتجة عن قلة الإنصاف بحق حرية الفن.
نحن نطلب بكل احترام من المملكة الأردنية الهاشمية اعادة النظر في موقفها إزاء رسالتنا وفننا، ونحث المملكة على ان تحارب إلى جانبنا وليس ضدنا في هذا النضال الجاري من اجل الحرية الثقافية ضد قوى السيطرة الفكرية والعسف الثقافي.
نأمل ان تغير السلطات المعنية قرارها، كي نراكم بعد كم يوم .