بدأ حياته الفنية في أواخر الثمانينات وكانت كلماته هي الأكثر إنتشاراً في ذلك الوقت حيث كتب لكبار نجوم الغناء من بينهم عمرو دياب ومحمد رشدي وحسن الأسمر ومحمد فؤاد وحمادة هلال وإيهاب توفيق وهاني شاكر، وحقّقت ألبوماته نجاحاً كبيراً على صعيد الغناء، ولكن مع تغير ظروف الساحة الغنائية تأثر هو ونجوم جيله فيها.
هو الفنان مصطفى كامل الذي يتحدث لـ"الفن" عن تفاصيل ألبومه الجديد الذي يعكف على تحضيره وعن رؤيته لأوضاع الساحة الغنائية فوصف فكرة التسويق في الوقت الحالي بالقذرة، كما أنه يتحدث عن سبب قلة كتاباته وألحانه، وموقفه من العودة للسينما والتمثيل من جديد وأشياء أُخرى كثيرة في اللقاء الآتي .
بداية.. نُرحّب بك عبر موقع "الفن".
أهلاً وسهلاً بكم.
نبدأ بالحديث عن ألبومك الجديد ، إلى أين وصل التحضير له؟
إنتهيت من تسجيل ثلاث أغنيات من الألبوم الجديد لكنني لا أحبّ أن أذكر أسماء الأغنيات حتى لا أتعرّض للسرقة، وأواصل العمل على الألبوم لكن هُناك عقبة تقف في وجهي أنا وكافة نجوم الساحة الغنائية وهي القرصنة حيث تحدّثنا في هذا الأمر أكثر من مرة للوصول إلى حل لهذه المُشكلة، وتحدثنا في حقوق الملكية الفكرية وفي تدمير صناعة الأغناني وسوق الكاسيت، فلو قابلنا أجود الأصوات ما الذي يجعلك تتحمس للإنتاج لهم في الوقت الذي تتم سرقة الألبومات وطرحها على الإنترنت وسماع الجمهور لها بالمجان، كما أن شكل تسويق الفن أصبح حقيراً وقذراً.
ولكن عمرو دياب طرح ألبومه الجديد "أحلى وأحلى" على إحدى شركات الإتصالات قبل طرحه في السوق.
هذا لأنه عمرو دياب والموضوع في الوقت نفسه ليس كما تتخيل، أنه حقق أرباحاً كبيرة، فنحن، طوال مسيرتنا، الفن بالنسبة الينا عبارة عن ألبومات أو إسطوانات وليس الموبايل أو الفلاشة، من غير المعقول أن تعيش حالة رومانسية أنت وزوجتك أو حبيبتك من خلال الإستماع للأغنيات الجديدة عبر الموبايل أو الفلاشة. كانت هُناك لذة للمُطرب والجمهور وللقائمين على العمل من شعراء وملحنين وغيرهم.
وهل النجاح في الوقت الحالي أصبح مرتبطاً بالماديات وتحقيق الإيرادات؟
النجاح بالنسبة لنا ليس ماديات فقط بقدر ما هو نجاح فكر من خلال متعة التجارة نفسها لأن الفن مثل أية صناعة أخرى، وأعتقد أن مُتعة أي تاجر هي خلق مُنتج جديد ومتميز، ولكن أين المُتعة في سوق الغناء في الوقت الحالي، الأمر تحّول إلى مُجرد "حديدة" تحكم مستوى الغناء.
وكيف أثرت ظروف الساحة الغنائية الصعبة على نجوم الغناء وخصوصاً أن العُري والإثارة الطريقان الأقرب للوصول إلى الجمهور في الوقت الحالي؟
75% من أهل المهنة تمّ تسريحهم ولا يعملون بهذه المهنة، فمن يقدمون العُريّ والإثارة لا يقدّمون فناً حقيقياً لكنه أسهل للوصول إلى الجمهور في الوقت الحالي، فنحن تعودنا على فكرة الألبومات التي أراها بمثابة بوكيه ورد نُقدمها إلى الجمهور وليست مُجرد غنوة تعيش مع الجمهور، فكل من يعمل في سوق الغناء بمن فيهم أنا مُتضرّر جداً من الأوضاع الحالية خصوصاً أن الصناعة قد ضاعت.
ولماذا جيلك هو الأكثر تضرراً على الساحة الغنائية اليوم؟
ما يحدث الآن على الساحة أمر لا يخصنا ولم نتعوده لذا لا نستطيع أن نواكب ما يحدث في الوقت الحالي، كما أن ما تربيت عليه ليس هذا المناخ العام، فأنا صنعت إسمي من خلال ألبوماتي أو عملي كشاعر وملحن وذلك من خلال طبق يُسمى "سي دي" لكن اليوم هذا الطبق مكسور وإنتهى فأصبح الوضع الآن بمثابة أن نضع وجباتنا في كيس بلاستيك ونُعطيه للجمهور كي يأكله في سيارته وهو يقودها، وهذا ما أرفضه.
لماذا أنت مقلّ في كتاباتك وألحانك للنجوم الآخرين، خصوصاً أنها أتت فترة سيطرت فيها على سوق الكلمات والألحان؟
الحقيقة أن هُناك الكثير من الفنانين الذين لا يستطيعون قولها بل يزوّرون حقيقتها فنحن لم نقل إنتاجاً فنياً فقط بل المزاج نفسه إنتهى، والموضوع مُتشابه معك مثل الفرق بين أن تُجري حواراً صحافياً مع فنان مُحترم ويتمّ نشره في جريدة مُحترمة وبين أن تجد أنّ الصناعة الورقية قد إنتهت ومقالك تتمّ قراءته من خلال التلفون أو الهاتف خلوي للبحث عنه وسط مليار مقال، مُتشابه مع سوق الكاسيت في الوقت الحالي.
برأيك.. من هم نجوم الغناء الذين تراهم مازالوا يحتفظون برونقهم، ومازالت أعمالهم تباع في الأسواق؟
لا يوجد شيء في الوقت الحالي إسمه ألبومات لأننا أصبحنا في عصر الفلاشة، فقديماً كانت تقدّم جائزة الميوزيك أوورد نتيجة أعلى مبيعات في العالم العربي، ولكن دعنا نتحدث عمن يحافظون على نجوميتهم سوف نجد عمرو دياب ومحمد منير ونانسي عجرم وإليسا وشيرين عبدالوهاب وكاظم الساهر، فهؤلاء يمتلكون إسماً وشكلاً وليس تواجداً فنياً بالقدر المطلوب.
وفي النهاية، ماذا بخصوص السينما والعودة للتمثيل، هل الأمر مطروح؟
عُرضت علي أعمال كثيرة لا تُناسبني لا شكلاً ولا مضموناً لذا إعتذرت عنها، فلو وجدت أعمالاً تُناسبني لما رفضتها لكنني لا أستطيع أن أقبل أعمالاً تُقلّل مني وأفضّل الإبتعاد عن التمثيل إذا لم أجد عملاً يحترمني لأن هذا عملي الذي أحبّه وأُقدرّه.