في جو من الإيمان والخشوع، أحيت المرنمة د. رانيا يونس، وبمناسبة عيد القديس جرجس الشهيد، رسيتال دينياً دعت إليه رعية مار جرجس زوق الخراب – الضبية، وذلك مساء أول من أمس في باحة كنيسة مار جرجس.
قدّمت الريستال الكاتبة والإعلامية جيزال هاشم زرد، وشارك يونس عزفاً على الأورغ الفنان فادي أبي هاشم، هندسة صوت عماد أبو جودة.
وتخلل الرسيتال تأمل من حياة القديس جرجس مع المرنمة د. رولا يونس، وتأمل من وحي الرحمة الإلهية مع الآنسة منى رفول.
المرنمة د. رانيا يونس نقلتنا بصوتها الجميل إلى عالم من الصفاء، حيث قدّمت مجموعة من الترانيم، كانت على الشكل الآتي:
"طهرك يا مريم" ليتورجيا مارونية .
"أنت تعلم" كلمات الأب الدكتور يوسف مونس، ألحان رانيا يونس.
"فرحوا حجار الدار" كلمات رياض نجمة، ألحان وديع الصافي.
"أيتها البتول" كلمات القديس أغسطينوس، ألحان طوني الخولي، توزيع فادي أبي هاشم.
"دعني أكمل" كلمات الأب الدكتور يوسف مونس، ألحان رانيا يونس.
"لا تهملني" الأخوان الرحباني.
"يا يسوع إني أثق بك" كلمات الرب يسوع، ألحان رانيا يونس.
"أتهلل يوم تناديني" كلمات الأب إيلي صادر، ألحان وديع الصافي.
"قانا" كلمات الدكتور سهيل مطر، ألحان رانيا يونس.
"أنت الشفيع" كلمات ليتورجيا مارونية.
"مار جرجس" كلمات الأب الدكتور يوسف مونس، ألحان رانيا يونس.
"يا من رُفعت على الصليب" كلمات الأب صليبا القزح، ألحان رانيا يونس.
كاهن الرعية الأب جورج مخول قال في كلمته :"ما أجمل أن نجتمع في باحة كنيسة مار جرجس زوق الخراب المباركة والعريقة بمناسبة عيد القديس جرجس، الرعية هي الكنيسة الصغرى حيث ينمو الإنسان في نعم الخلاص، ويشهد للمحبة بين الأخوة، إنها جماعة تشهد لحب المسيح الذي هو أساس كل النشاطات الرعوية، هو المبارك والقدوس الذي يبارك ويقدّس هذه الأنشطة الخاصة التي نقوم بها بمناسبة عيد مار جرجس الشهيد لهذا العام".
وأضاف: "واليوم من أجل إيصال البشرى السارة المفرحة، ومن أجل نشر الرسالة التي عهد بها المسيح إلى أبنائه، فإن كنيستنا تحتاج إلى الفن الموسيقي الأصيل.. الموسيقى الكنسية كنز ذو قيمة لا يُثمّن يفوق سواه من الفنون لأن الترتيل الكنسي هو جزء من الطقوس الليتورجية الإحتفالية".
الكاتبة والإعلامية جيزال هاشم زرد قالت في كلمة خاصة لموقعنا :"نحن مجموعون بساحة الكنيسة وهذه بركة بحد ذاتها، وكم من الجميل أن نتذكّر الضيع التي كانت تجمع كل الناس بهذه الأعياد فينسون خلافاتهم، خصوصاً في زمن فيه تحريض حيث عادت الإنتخابات إلى الواجهة، فما إن يحاول اللبناني أن ينسى يرجعونه إلى الإنتخابات وكأنه محكوم علينا بالإنقسام الدائم".
وأضافت :"هذه الإحتفالات الروحية تجمع وتوجهنا نحو الجوهر والحقيقة بأنه "ما في شي بيحرز" ، الأرض التي نسير عليها ستصبح يوماً ما سقفنا، لذلك لا يبقى سوى المحبة، ومار جرجس إستعمل قوته لفعل الخير ولا للسلطة، بل على العكس كان متخفياً إلى حين إكتشفه الناس بعد أن أضاء عليه الرب، أتمنى من كل شخص لديه قوة أن يستعملها للخير".
الشاعر حبيب يونس تحدث عن القصيدة التي كتبها خصيصاً لهذا الحفل وقال :كتبتها اليوم بعد الظهر ، طلبت مني رانيا أن أكتب لها شيئاً فكتبت لها 4 أبيات معنّى وهي :
"مار جرجس القوني، القداسي..شهادتو
شبيّة صلا..ولكل مسيحي عمادتو
كل يوم تنّين الخطايا منقتلو
وما غيّر الشيطان فينا عادتو ...".
وقال يونس في حديثه معنا :"نحن ندّعي أننا نحارب الشيطان، ولكنّ الشيطان يحاول أن يقتلنا، ويحاول أن يتغلّب على الله وعلى الخير الذي فينا ليستمر، وأقول في ختام ما كتبته :
"معنا المسيح رفيق شو بيهمنا ؟
ومريم شفيعتنا وإمّو وإمنا
ما تخاف يا ربي ع شعب كنيستك
عم نِفديا متل الشهيد بدمنا".
وختم قائلاً :"هو إسمه "أمير الشهداء"، وشهادتنا لكلمة الحق".
المرنمة د. رولا يونس قالت لنا :"أقول للشباب إن أهم شيء أن يبقوا ملتفين حول الكنيسة لأنه بهذه الأيام الصعبة والتي فيها إنحطاط والكثير من المشاكل، ليس لنا سوى اللجوء إلى الله والقديسين لأنهم يعطوننا القوة لنستمر ونحافظ على الحد الأدنى من القيم والأخلاق التي تربينا عليها".
وعن تقديمها تأملاً في هذا الرسيتال وعدم مشاركتها بترنيمة قالت :"اليوم أحب أن أسمع صوت رانيا، وسبق أن رنمت هنا في الميلاد، وأنا اليوم خدمت القداس، نحن نقسّم الأدوار".
وعن الكورال الذي تعمل على تأسيسه، قالت لنا رولا :"بدأنا منذ شهر كانون الثاني الماضي وأصبحنا حوالى عشرين شخصاً تقريباً، وكل يوم أفضل من سابقه، ويتطلب الأمر وقتاً لنصبح أفضل، ونحن نعمل، والكل متحمس، والحمد لله لدي القوة لأكمل وأنا أعطي على قدر إمكانياتي ، أتمنى أن نصل إلى حيث يجب".
كما إلتقينا المرنمة د. رانيا يونس التي قالت لنا :"مثلما قلت لك في المرة الماضية إنني أعتبر أن وطني هو السماء "وطني هو يسوع والسماء هي وطني" وأن كل شيء أقوم به هو من وطني، العذراء وطني، ويسوع وطني، والقديسون وطني، ومار جرجس هو وطني، والأعياد السماوية هي أعياد كاملة والفرح كامل يفوق كل فرح أو حفلة ممكن أن نقيمها على الارض، لأن أفراحنا ناقصة مثلنا".
وعن برنامجها "يسوع الطريق" الذي يعرض عبر تيلي لوميار قالت :"قدمت 220 حلقة وهو شرح "نؤمن" بحسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، الحلقة مدتها 5 دقائق، وسأتابع لاحقاً في البرنامج بالقسم الثالث من قانون الإيمان، وكنت قد قدمت مع السيدة جيزال هاشم زرد في برنامجها الصباحي حوالى 16 حلقة مدة الواحدة ساعة وكل حلقة عن موضوع روحي يكون مستنداً طبعاً على الإنجيل وتعاليم الكنيسة، وبالأكثر على الروح القدس بعد الصلاة والإرشاد، وهذا كان قبل أن أنطلق ببرنامجي".
وعن الهدف من العظات التي تطلقها في برنامجها قالت :"الهدف هو المحبة ، ولكن المحبة مثل السيف، وكذلك الحقيقة، الحقيقة تجرح، ولكن الذي يحب الحقيقة ولو جُرح، أي مثلما تخضع لعملية جراحية يجرحونك ليستأصلوا منك المرض، تتوجع في البداية ولكنك تُشفى فيما بعد، بمعنى أنه إذا أردت أن تُشفى من الخطية يجب عليك أن تتحمل التأديب والتقويم".
وأضافت :"طبعاً هناك أشخاص أكبر مني وكهنة، مع إحترامي للجميع، لكن إذا أنعم عليّ الله بموهبة لماذا أستخف بها ؟ أنا أقوم بما عليّ، أصلّي ولدي مرشدون، وأقرأ الكثير من الكتب الروحية، والصلاة هي أكبر معلّم والمرشد هو الروح القدس، والإتكال دائماً على الله والهدف هو المحبة، ولست آتية لأتفلسف، لأني أحبهم وعندما أعرف أن هناك ما يفيدهم أحب أن أوصله لهم بكل محبة وتواضع، هذا هدفي".
وتحدثت رانيا عن التنويع في إختيار الترانيم التي تقدمها وقالت :"هناك ترنيمة كتبها اليوم الشاعر حبيب يونس "معنّى لمار جرجس" ، وترنيمة كتبها الأب يوسف مونس ولحنّتها أنا وتقول:
"حامل الرمح سيّد الفرسان
قاتل التنين فارس الشجعان
جرجس البطل شاهد الإيمان
إحفظ لنا بيتنا أرزنا لبنان...".
وأضافت رانيا :"هناك شرقي وغربي، ومن القديم إلى الجديد لنمجّد الله بكل الأشكال، أنا من الأشخاص الذين يحبون المحافظة على الليتورجيا الطقس الماروني، وهذا طقس غني بروحانيته وبالألحان وبكل شيء".
لمشاهدة ألبوم الصور إضغط هنا.