بالرغم من مرور حوالى 20 عاماً على إعتزالها الفن، إلا أن أغانيها الجميلة ما زالت تتردّد حتى اليوم ومنها "أمان يا دكتور"، "يا حلاق"، "يا ستي يا ختيارة".. هذه الأغاني التي جدّدتها أكثر من فنانة وبقينا نحبها بصوت صاحبتها.
هي الفنانة المعتزلة طروب التي تركت بصمتها أيضاً في السينما، والتي تمّ تكريمها مؤخراً في بيروت في حفل تكريم نجوم الزمن الجميل، والتي تحل ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار .
أهلاً وسهلاً بك في لبنان.
أهلاً وسهلاً بك وبأهل بلدي كلهم.
بالرغم من تشعّب جنسيتك إلا أننا لا نقبل إلا بأن نقول إنك لبنانية.
أينما أكون حين يسألونني عن جنسيتي أقول لهم "أنا لبنانية من بيروت، أنا مطبوع عليّ أنني لبنانية".
إشتقنا إليكِ كثيراً.
وأنا إشتقت لكم، وأحبكم كثيراً، وأحب بيروت كثيراً، و"الله يحميها"، وأملي أن تعود بيروت التي عرفتها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
أين أنتِ اليوم ؟
أنا في القاهرة، أعيش هناك، بعد حرب لبنان إستقريت هناك.
ألم تعودي مرة عن قرار إعتزال الفن؟
تركت الفن بالمرة، "نزلت البرداية" مثلما يقولون.
كيف تنظرين إلى المرحلة الفنية التي عشتها ؟
بالنسبة لي حذفت هذه المرحلة من حياتي، إنما تاريخي الفني لا يمكن حذفه من ذاكرة الجمهور.
هل إعتبرتِ تلك المرحلة أمراً سيئاً عندما تحجبتِ؟
لا، أبداً، أنا تركت كل هذا الشيء من أجل ربي لأنني عاشقة لله "سبحانه وتعالى"، فأنا أرى بماذا يمكنني أن أضحي له، ضحيّت له بفني وشهرتي وإسمي.
لماذا يتّخذ الفنان قرار الإعتزال وهو لا زال قادراً على العطاء ؟
لا ليس كل الفنانين إعتزلوا، قليلون، وهناك من الفنانات من تحجّبن وما زلن يعملن "في هيك وفي هيك".
هل تتلقين إتصالات من فنانات ليحصلنَ على إذن منكِ لغناء أغنياتكِ، أم أنهن لا يمكنهن الوصول إليكِ؟
لا، "ما حدا عم يقدر يوصلّي"، لا يعرفنَ أين أنا (ضاحكة).
هل تتابعين ما يُقدّم اليوم فنياً ؟
نعم أتابع.
ما رأيك ؟
شخصياً إذا كنت أريد أن أفرح وأطرب أسمع جيل الفن العريق: عبد الوهاب، فريد الأطرش، عبد الحليم أحبّ صوته كثيراً، وردة، فايزة أحمد، نجاة الصغيرة، كل هؤلاء "بيملّولي مُخّي".
كم أنتِ سعيدة بتكريمكِ كنجمة من نجمات الزمن الجميل؟
التكريم يعني لي كثيراً، وأنا سعيدة جداً لأنهم إختاروني من بين الفنانات لتكريم الزمن الجميل، وأجمل شيء أن يكرّم الفنان خلال حياته وليس بعد أن يتركنا ويرحل، فبعد رحيله لا أهمية للتكريم.
ماذا بقي من الزمن الجميل ؟ هل ذهب إلى غير رجعة ؟
ربما في الأعوام المقبلة يصبح زمننا هذا زمناً جميلاً.
ما رأيك بما تعيشه اليوم الدول العربية ؟
قلبي يتمزق على الدول العربية، وعلى الحالة التي وصلنا إليها ، لو كان لدى المواطن العربي وطنية مئة بالمئة وغيرة على وطنه وأرضه، وأنا لا أقصد الكل بل أقصد البعض منهم، ما كنا لنصل لما وصلنا إليه، كل واحد يفكر بنفسه وبمصلحته وبالشيء الذي يريد أن يصل إليه، للأسف .