يعود إلى الدراما في رمضان المُقبل بعملين وهما "ليالي الحلمية" و "كلمة سر" بعد فترة غياب كانت لأسباب أهمها عدم وجود ما يُناسبه من أعمال فنية، فهو يُفضّل الإبتعاد بدون قبول أعمال لا قيمة لها، هو واحد من جيل العُظماء ومن عائلة لها تاريخ كبير ومُحترم في مصر.
. هو الفنان هشام سليم الذي يتحدث لـ"الفن" عما جذبه في الجزء الجديد من "ليالي الحلمية" بالرغم من الجدل حوله، وماذا شعر حينما عاد إلى أحضان هذا العمل وكيف سيكون إمتداد الشخصية، ورؤيته لهروب بعض السينمائيين بأعمالهم خارج مصر للمُشاركة في مهرجانات سينمائية وأشياء أُخرى كثيرة في اللقاء التالي .
في البداية.. نُرحب بك عبر موقع "الفن".
أُرحب بكم وبقراء الموقع.
لماذا تعود بعملين في رمضان المُقبل وهما "ليالي الحلمية" و "كلمة سر"؟
العملان مُختلفان عن بعضهما البعض، وحينما قرأت كل سيناريو إنجذبت له، بحيث أن "ليالي الحلمية" هو العمل الذي حقّق نجاحاً كبيراً وتأثّر به الجمهور والفكرة نفسها أن أيمن بهجت قمر كتب العمل برؤية جديدة ومُختلفة وإمتداد للأجزاء السابقة وأعتقد أن العمل سيكون مُفاجأة للجمهور في رمضان، أما مُسلسل "كلمة سر" فهو عمل درامي إجتماعي مشوّق ومُختلف عن "ليالي الحلمية" فلم أجد مانعاً للمُشاركة في عملين لرمضان المُقبل.
وهل كان لغيابك في الفترة الماضية دور في تحفيزك للعودة بعملين؟
السيناريوهات هي التي حدّدت إختياراتي، فأنا أسير بمبدأ أنني أُفضل الغياب عن الساحة لو لم أجد ما يُناسبني من أعمال، وفترة غيابي كانت لعدم وجود سيناريوهات مُناسبة فلا يُمكن بعد تاريخي الفني أن أقبل بأعمال لست مُقتنعاً بها.
ولكن كيف واجهت الجدل حول مُسلسل "ليالي الحمية" مُنذ اللحظة الأولى التي تم الإعلان عن تقديم جزء جديد منه؟
أرى أن الجدل والهجوم على العمل أمر طبيعي وليس جديداً، فأي عمل يكون له مؤيدون ومُعارضون، ولكن من الضروري ألا نتسرع في الحُكم على أي عمل فني قبل عرضه بل يجب مُشاهدة العمل ومن ثم الحُكم عليه، وفي إعتقادي أن الجزء الجديد سيُحقّق مُفاجأة للجمهور، ولا أُعارض تنفيذ أجزاء جديدة من أي عمل فني حتى ولو بعد سنوات ولكن المُهم الحفاظ على المستوى الفني نفسه وعدم التحريف، وهذا بالفعل ما حرص عليه أيمن بهجت قمر في كتابته للعمل ومُخرج العمل مجدي أبوعميرة وكل فريق العمل.
ولكن كيف سيكون الإمتداد لشخصية "عادل البدري" في الجزء السادس؟
ليس هُناك إختلاف فأنا أُقدم الشخصية نفسها ولكنني سأكمل بشخصية مع تطور في الأحداث نظراً لإختلاف الظروف السياسية والمُجتمعية التي مرّ بها المُجتمع وبحسب وجهة نظر مؤلف العمل أيمن بهجت قمر ومُخرجه مجدي أبوعميرة.
وبم تشعر بعد أن عُدت لأحضان "ليالي الحلمية" بعد سنوات؟
أشعر بأنني عدت ثلاثين عاماً إلى الوراء، وبخاصة أن ثلاثة أرباع الأشخاص في المُسلسل تعاونت معهم من قبل، لاسيما وأنني أتذكر أستاذ أسامة وأستاذ إسماعيل وهذا شعور جميل.
هل إختيارك لأدوارك إختلف في الوقت الحالي عما كان عليه من قبل؟
ضاحكاً.. "هي هي مفيش فايدة".. بدأت الفن مع أشخاص كانوا يحترمون العمل ويحترمون ما تُقدمه وتعلمت هذا وتربيت عليه وهو أنني حينما أُقدّم عملاً لابد أن يكون عملاً يحترم عقلية الجمهور ويكون له معنى وداع أو لا أُقدمه.
وهذا سر إبتعادك عن الفن خلال الفترة الأخيرة؟
"ميصحش.. ميصحش".
كيف لفنان مُبدع ومُحترم مثلك أنت وغيرك من الفنانين الذين قدموا للسينما أعمالاً مُهمة أن يقفوا في وجه الإبتذال؟
مع الأسف لا نستطيع فعل شيء، فهي حكاية قوانين وضمير، فلابد أن يكون هُناك أشخاص مُقتنعون بهذا الكلام ويتمّ مُعالجة الأعمال بمُنتهى الشفافية والوضوح، ولكن هذا لن يُعجب أناساً كثيرين.
شاركت في أعمال درامية مُهمة مثل "ليالي الحلمية" و "ارابيسك" والتي صُنفت ضمن الدراما الكلاسيكية.. هل ستعود في مثل هذه الأعمال مرة أخرى؟
هذا يتوقف على السيناريو ومن يقومون بالكتابة ومن يريدون الحديث عن الماضي.
على من تُلقي اللوم في نجاح الأفلام السينمائية التي يصفها البعض بأنها مُبتذلة؟
اللوم على الجمهور الذي يُحفّز على إستمرارية هذه الأعمال، بخاصة أن كل مُنتج أو صانعاً للسينما يُقدّم أفلاماً من وجهة نظره ولكن على الجمهور أن يُشاهد ويُحفّز الأعمال التي لها قيمة، وهذا نابع من إختلاف الظروف الفنية في مصر وحتى الجمهور نفسه إختلف، فلم تعد مُتعة مُشاهدة الأعمال السينمائية بدور العرض موجودة بل إختفت وأصبحنا نجد مالاً يُرضينا أكثر من الحضور.
وكيف ترى ذهاب بعض السينمائيين بأعمالهم السينمائية للمُشاركة في مهرجانات سينمائية خارج مصر مثل فيلم "نوارة" الذي قالوا عنه أنه لو شارك في مهرجانات مصرية لم يكن ليفوز بأية جوائز.. فهل ترى "أننا مثل القرع نمد لبره"؟
أي شيء لو جئنا نُقيمه لو كان هُناك عشرة أشخاص يُقيمنوه وجاء عشرة آخرون لتقييمه فسوف يكون هُناك اختلاف، وليس شرطاً اذا فاز فيلم مُعين في مهرجان ما أن يفوز بالضرورة في مهرجانات أخرى وإلا لكانت كل الافلام العالمية كسبت في كل المهرجانات، فهذه وجهة نظر تتوقف على لجنة التحكيم وثقافتهم والطريقة التي شاهدوا بها العمل من زوايا كثيرة، ولكن فكرة أن نمد لبره أو لا فنحن دائماً نُلقي أخطاءنا على غيرنا، لو حاسبنا أنفسنا أول بأول وأن من يُخطئ يوجه له اللوم فسوف نتقدّم، ولكن فكرة أننا نمنع وندمّر كل شيء ونتحدث خطأ على أي عمل قبل عرضه ونموّت الناس قبل ما يموتوا، "فهذه أشياء غير موجودة في أي بلد فيها بني آدمين"، فلابد أن نحترم أنفسنا وأن نعمل بجهد وأن يكون لدينا مُنتجون، قلبهم على البلد وليس على جيوبهم وهذا يحتاج إلى قوانين وجلسة مع كل المُبدعين والفنانين في مصر.
وفي النهاية.. هل ترى أن عدد المهرجانات السينمائية المصرية كاف؟
لا أستطيع ان أُحدّد ذلك ولكن المفروض أن هذه المهرجانات هي مسؤولية الدولة وتكون وفقاً لقوانين ولوائح وأشخاص يفهمون بتقديم هذه المهرجانات.