هو محطّ ثقة لسيدات كثيرات، حيث أنهن يكسبن من خلاله رضا أزواجهن على ما تحضره أيديهن من مأكولات يتعلمنها من الشيف أنطوان الحاج.
قرابة الـ 20 عاماً وهو رائدٌ في مجاله من خلال إطلالته الدائمة عبر الشاشة الأم "تلفزيون لبنان".
الشيف أنطوان ضيف "نجوم الفن" في حوار حول نجوميته في مجال الطهي ، ومشاركته المميزة في برنامج "ديو المشاهير".
أهلاً بك شيف أنطوان، كيف حالك ؟
أنا بخير خصوصاً حين أرى السيدات الجميلات سعيدات.
إنهنّ سعيدات معك لأنك تقدّم لهنّ النصائح وللطافتك.
صحيح فأنا أحب أن أعلّم وأن أعطي من كلّ قلبي عبر شاشة تلفزيون لبنان.
كيف أطللت على تلفزيون لبنان؟
جاء شربل خليل يوماً إلى المدرسة الفندقية وطلب شيفاً ليطلّ عبر الشاشة ويحضّر الطعام مباشرةً، حينها لم يجرؤ أحد على ذلك، فقلت له أنا أطل معك، ليس الآن بل بعد أربعة أشهر.
لماذا بعد أربعة أشهر؟
وهو سألني هذا السؤال أيضاً فأجبته "أنا ماكن بكل شي" لكنني لا أجيد تحضير الحلويات العربية فسأتعلّمها وأطلّ معك في البرنامج، فوافق، خصوصاً وأنّ الأمر ليس لعبة، فعليكِ أن تطبخي بشكل مباشر وتتلقي إتصالات مباشرة وتقفي أمام الملايين ولا تعرفين من أين يأتيكِ السؤال، لذا توجّهت إلى شخص في طرابلس يعمل لصالح محل مشهور فدفعت له مبلغاً من المال وكان المبلغ 50$ مقابل تعليمي كلّ صنف وذلك منذ 20 عاماً، فأخذ يعلّمني الحلو العربي، وهكذا بدأت مسيرتي في تلفزيون لبنان.
من أين تملك هذه الكاريزما لتجذب المشاهدات خصوصاً أنه من الصعب أن يجذبهن أحد ويقرّبهن إليه؟
السيدة صعبة المنال في أماكن وسهلة في أماكن أخرى. أما أنا فحين أطل على الشاشة الصغيرة أدخل إلى بيتها ومطبخها، وحلمها هي أن تعدّ طعاماً لذيذاً لأولادها وزوجها. وأنا حين أبسّط لها الوصفة وأسهّلها عليها وأعلّمها إياها بطريقة سهلة بحيث تجربها وتنجح معها الطبخة ويأكل منها زوجها وأولادها ويقولون لها "كتير طيبة الأكلة ماما"، تفرح فرحاً لا يوصف، وهناك مثل يقول :"من علمني حرفاً كنت له عبداً" ... فكيف بالنسبة إليّ، أنا الذي أعلّم آلاف المأكولات والحلويات كل ست بيت لتصل الرسالة إليها وتحضّر الطبخة و"بتزبط معها" كأن الشيف أنطوان حضّرها. لذلك أصبح الناس كلهم يحبون الشيف أنطوان ويريدون أن يتابعوا برنامجه.
هناك كثيرون يستغلون شهرتهم ويحضّرون طبخات بأسمائهم ويضعونها في السوبرماركت ويصدرون كتاباً تلو الآخر، أنت تأخرت لتستغل هذه الشهرة وتطرح كتاباً، لماذا ؟
لأني في الأساس أحبّ العطاء، وأنا كنت أستاذاً ثم رئيس دروس وحالياً مدير المعهد الفني الفندقي بالدكوانة ورئيس اللجنة الفاحصة الفندقية بلبنان منذ سنتين ونيّف ، وأنا أحبّ أن أعطي وليست لدي استغلالية، عُرضت عليّ إعلانات كثيرة ولم أقم بها، وإذا لم أقتنع بإعلان لا أعمل فيه، وأغروني بالكثير من المال وأنا لا يغريني المال لأنني أملك ثقة بنفسي وثقة بشخصي من كل من يتابعني.
شهرتكَ جعلتكَ رمزاً لكثير من النكت المهضومة، مثلاً أن هناك سيدة اتصلت لتطلب وصفة ثم سألتك عن كيفية صنع راحة الحلقوم قلت لها إشتريها من الدكان، صح؟
صحيح فراحة الحلقوم أنا لا أطبخها، لانها تتطلّب عملاً كثيراً ونشاء أخضر توصي عليه من دول مجاورة وغلياً لوقت طويل على النار وهو ليس صنفاً غالي الثّمن. فنصحتها بأن اسمعي مني بدل أن تتعذبي اشتريها ووفري على نفسك.
هل تنزعج إذا نكتوا عليك؟
لا، لو لم أكن مشهوراً لما ألفوا عليّ النكات.
لماذا شاركت في برنامج "ديو المشاهير"؟
اتصلوا بي وهم يريدون أن يقوموا ببرنامج يجمع المشاهير، فرفضت في البداية واتصلوا مرة ثانية بي ورفضت، ثم اتصلوا للمرة الثالثة وطلبوا مني أن أذهب للقائهم ليعرفوا سبب رفضي، فقلت لهم أنا قبل الساعة الثامنة ليلاً لا أستطيع أن أتدرب، قالوا لي سنأتي بأشخاص يدربونك بعد الثامنة ليلاً، وطلبت أيضاً أن أغني أغانٍ شعبية فوافقوا، أنا لم أحمل يوماً ميكروفوناً في مطعم ولم أغنّ أبداً، وأعرف أن صوتي ليس جميلاً ويتطلب الأمر وقتاً لأعتاد الغناء، فشاركت أخيراً ، وفي الحلقة الأولى أعطوني أغنية ليست جميلة فلم تعجبني، لكنّ الأغنية الثانية كانت جيدة "عالطيب" والأغنية الثالثة لم تكن حلوة، والاغنية الرابعة لم تكن حلوة أيضاً فحوّرت كلماتها إلى معانٍ عن الطعام، أحبني الناس فحصدتُ نجاحاً كبيراً في البرنامج.
في برنامج كديو المشاهير يجب ألا يعاملوك كفنان فأنت مشهور كشيف.
صاروا يعاملوننا كأننا هواة نريد احتراف الفن والغناء وكأننا لم نصدق كيف نغني في المطاعم، أما أسامة فكان جدياً بهذه الأمور لذا أحياناً كانت تحصل مصادمة بيننا، وكان يعتقد أنني مراهق وأنني أطلب الرضا وأخاف من اللجنة. على العكس كانت لدي ثقة بنفسي.
أنك مشهور كشخص .
نعم وأي سؤال كان يطرح عليّ كنت أجيب عليه بقوة وضمن معرفتي وكانوا يتفاجأون وكان المشاهدون ينتظرون ماذا سأجيب أسامة واللجنة، ولأنني أثق بنفسي كنت أجيب ولا أتردّد.
في برنامج ديو المشاهير كانوا يطلبون دائماً مشاركة شخصية مهضومة ليجمّلوا البرنامج، وأنت لم تكن لتنجح كثيراً في الغناء وطلبوا منك المشاركة لأنك هكذا.
لا هم فوجئوا. فمسؤولو الـ MTV قالوا لي كسّرت الدني، لديك شعبية لكن لم نعرف أنها لهذه الدرجة.
ماذا أضاف لك ديو المشاهير؟
خبرة جديدة، تعرفت إلى فنانين مهضومين، غنيت واكتسبت شعبية قوية جداً بين الرجال الذين لا يتابعونني لأنهم كانوا في أعمالهم، وكانوا فقط يسمعون بي حين يسألون زوجاتهم من علمكِ هذه الطبخة؟ فيُجبن الشيف أنطوان، لكن في الليل صار الرجل يجلس إلى جانب زوجته ليتابع البرنامج وتعرّف إلى من كان يعلم زوجته الطبخ "واستهضمني" بالكلمات التي كنت أقولها وصار ينتظر ماذا سأقول وأغني.
هل تتواصل معهم هل أصبح لديك تويتر ونادي معجبين؟
نعم، لكنني لا أكتب كثيراً على التويتر لأني أخاف في حال طلب أحدهم أن أعلّمه طبخة وأنا ليس لدي الوقت "وما بحب حدا يزعل مني".
هل كنت تتوقع فوز طوني عيسى أو كنت تتمنى نجاح أحد آخر؟
إما طوني عيسى أو وسام صليبا، طوني صوته حلو وهو أساساً فنان. فقد تلقينا دعوة إلى مطعم ذات مرة وكانت هناك صورة له في المطعم لذا فهو يغني قبل البرنامج. وأنا لا أعرف سوى أن أطبخ. وكان هو فناناً يغني وصوته جميل ولديه كاريزما وتمنيت له النجاح من كلّ قلبي وفعلاً نجح، أما وسام صليبا أيضاً فلأنه كان ماهراً في الفرنسية أكثر والبرنامج باللغة العربية وغنى بالفرنسية أو الإنكليزية وأبدع، وجميعهم أصدقائي وأحببتهم من جويل وميشال وسينتيا خليفة المهضومة جداً وباسم ياخور وشكران وسنا نصر.
من أحببتَ من الفنانين الذين غنيت معهم؟
فارس كرم مهضوم جداً وملحم زين أيضاً، جوزيف عطية، نانسي عجرم مهضومة جداً وقالت لي أنا تعلمت منك الكثير من وصفات الطبخ وأنحني لشعبيتك، وغريس فخري غنيت معها ميّل يا غزيّل أحيّيها. وهناك فادي حرب كان مهضوماً، وغيرهم كانوا مقبولين لكن أيمن زبيب لم يأتِ ليدربني وكانت الأغنية الوحيدة التي لم أشعر بارتياح أثناء تأديتي لها.
إلى أي جمعية قدّمت الشيك؟
كما قلت لأسامة أنا أعرف أن صوتي ليس جميلاً لكن لدي جرأة بأن أغني أمام ملايين الناس في سبيل قضية المخدّرات، الشخص لا يؤذي نفسه فقط بل يؤذي عائلة بأكملها، فإذا توفي خمسون شخصاً سيحزن أو يمكن "يعديهم ويعلمهم يتعاطوا مخدرات" ومن يتعاطى المخدرات يقوم بأمور لا يدركها الشخص نفسه، وأنا تابعت برنامج "عاطل عن الحرية" كل يوم جمعة، هناك اثنان من طرابلس يتعاطيان المخدرات وكانا يطلبان المال من أبيهما وأمهما وكانت الأم تهرّب قليلاً من المال من زوجها لتعطيهما خمس ليرات وهذه القصة في العام 1983، وفي مجدليا مكان للصيد فذهبا إلى هناك واستفردا بشاب وقاما بقتله ليأخذا الجفت ويبيعانه كما سرقا المال من محفظته ليشتريا المخدرات، فقتلا شخصين وأغلقت المنطقة آنذاك لأنهم لم يعرفوا من يقوم بهذا العمل، ولم يتوجّها لمدة يومين إلى المنطقة .
وهناك شخص من عين الرمانة كان داخلاً بأحد الأحزاب سمع بالخبرية أخذ مسدساً وتوجّه إلى هناك فإستفردا به، وقتلاه، وباعا المسدس بـ 500$ فقبض عليهم التحريون، وما زالا حتى الآن في السجن وحزن عليهم 500 أو 600 شخص، وأمهما زارت واحداً منهما قال لها "دخيلك يا أمي ضاجت الدني فيي ترجي المدعية أم واحد ممن قتلناهم كي تعفو عنا" فأجابته كيف لي أن أطلب هذا من أم وأنت تسببت بدفن ابنها تحت التراب، فأثرت بي هذه القصة كثيراً ورحت أقول في نفسي على قدر استطاعتي يجب أن أساعد من يتعاطون المخدرات كي يتوقفوا عن التعاطي . وقمت بمساعدة جمعية "أم النور" التي بدورها تساعد 70 شاباً خلال 15 شهراً ليتعالجوا ثم يعودون إلى بيوتهم وإلى المجتمع بحالة جيدة، والشكر الكبير لها وأنا لا أعرف سوى اسمها وماذا تفعل ، وحين ذهبت إلى هناك تفاجأت بما يفعلونه وكيف أنهم يقدمون لهم الطعام مجاناً كي يعالجوهم ، وإذا أردنا أن يكون مجتمعنا متكاملاً وليس فيه بغضاء وقتل وسرقة ومخدرات تدعم الجمعية الشخص الذي يقوم بجرائم عديدة ليحصل على المال وتجعله يعود إلى عائلته الصغيرة ليبني عائلته الكبيرة ويبني لبنان فهي تساعدهم ليقوموا بذلك.
ما هي مشاريعك الجديدة؟
ما زلت في تلفزيون لبنان ولكن هناك مشروعاً جديداً يتعلق بإعداد الطعام ولكنه مختلف قليلاً.