استضافت الاعلامية رلى ابو زيد الاسبوع الماضي الممثلة رولا حمادة في برنامجها الاذاعي "دراما" وتخلل اللقاء مداخلة هاتفية من المخرج شارل شلالا.
دار الحوار حول العديد من المواضيع، حيث تحدثت حمادة عن مسلسل "سوا" الذي عرض مؤخرا على شاشة lbci، وقالت إن قصته الجديدة وكذلك حبكته خلقا بلبلة حوله في البداية وهو أمر مطلوب لأنه على عكس القصص العادية والسهلة وأن الجمهور بدأ يفهم "شو عم بيصير" بعد الحلقة العاشرة، وتطرقت الى موضوع لا ينتبه اليه كثر وهو ان كل موقع تصوير في المسلسل أتى يشبه صاحبه -أي الممثل- ولم يكن هناك شرخ بين الشخصية والمكان الذي تنتمي اليه.
وأضافت حمادة: "سوا شكل نقلة نوعية بعد واشرقت الشمس بالرغم من أن فريق العمل كان نفسه، فأنه -اي سوا- جعل الناس ينسون واشرقت الشمس من الحلقة الثانية.. شارل شلالا من المخرجين النادرين الذين عملت معهم ويهتمون بالممثل بل يعتبرونه الاهم في العمل، هو صاحب فكرة سوا التي حولتها كتابة رينيه فرانكوديس، وهو يتمتع بروحية فائقة وشخصية مميزة ومهنية عالية".
عن تشبيه البعض لناديا كييف -الشخصية التي أدتها في سوا- بشخصية نهلا راشد- العاصفة تهب مرتين- قالت إن هذا الامر غير صحيح لا من حيث الشكل ولا حيث من المضمون إذ ان نهلا لم تكن إنسانة مؤذية ولم تعتد على الناس بطريقة سيئة كما فعلت ناديا، فشخصية ناديا تعاني الانفصام ولها ثلاثة وجوه، الاول مع اولادها والثاني في عملها والثالث مع نفسها، واعربت عن سعادتها بذلك، وشكرت الكاتبة كلوديا مرشيليان التي أفسحت لها في المجال لأن تؤدي في جذور دورين متناقضين ومختلفين، وكذلك شكرت الكاتبة منى طايع التي جعلتها تطل في "واشرقت الشمس" أيضاً بوجهين مختلفين بتحوّل الشخصية التي أدتها من ياسمين الى قمر.
أما عن إختلاف اللهجة التي يتحدث بها الممثلون في الدراما العربية المشتركة وعن كون احد الشقيقين مثلا يتحدث باللهجة اللبنانية والآخر باللهجة السورية، فهي لا ترى في الامر غرابة، ذلك أنها من أم سورية وأب لبناني وقالت لو أن أمها جعلتها تعيش في سوريا لكانت اليوم تتكلم اللهجة السورية، وإن عاشت شقيقتها مثلا في لبنان لتكلمت اللهجة اللبنانية.
اما عن الدراما اللبنانية فقالت إن بعض المسلسلات تميزت ولكن بالاجمال ما زلنا راوح مكانك، وذلك بسبب عدم اختيار الممثلين بطريقة يكون كل ممثل في مكانه الصحيح، واختيار نصوص سهلة وغير مقنعة او ترجمة اعمال مكسيكية وغيرها ولبننتها ولأن بالمطلق الدراما خاصتنا لا تشبهنا، ولكنها لم تضع اللوم كله على المنتج لأنه مضطر الى اللحاق بالسوق ولأن التلفزيونات لا تدفع جيداً مقابل الحلقات، ووجهت تحية الى الشيخ بيار الضاهر الذي قرر شراء وعرض "سوا" في الوقت الذي تعرض فيه "اعمال السوق".
وأعربت حماده عن سعادتها بالحركة المسرحيّة، فبيروت مدينة الثقافة والفن ويجب ان تستحق لقبها هذا، وقالت لم اعتقد أنني سوف اعيش الى اليوم الذي ارى فيه انطلاقة المسرح في لبنان، واتمنى ان اعيش الى اليوم الذي ارى فيه انطلاقة الدراما اللبنانية كما يجب وكذلك السينما.
كما اكدت حمادة أنها تعيش حياتها على طبيعتها وبالشكل الذي تحبه ولا يهم كيف يراها الناس بعيداً عن عملها، بل المهم أن ترضيهم كممثلة بما تقدمه من أعمال، والاهم أن يقدروا مجهودها واختياراتها حتى وإن لم ينجح العمل. وقالت أنها لا تحب الاشخاص الذين يملكون ثقة فائقة بأنفسهم لأن ذلك يعني أنهم لا يملكون أي علامة استفهام حول ما يقومون به وهي من الاشخاص الذين ينتقدون انفسهم ويطرحون على انفسهم الاسئلة بشكل دائم، وهي تعتبر هذا الامر صحي جداً.
المخرج شارل شلالا وفي مداخلة هاتفية قال: "رولا حمادة دخلت الى عمق المطبخ الخاص بـ"سوا" ورافقته من اول يوم كتابة، أنجزنا سوا لأننا أحببنا ان نرفع من شأن الدراما اللبنانية، نحن "شاطرون" في كل شيء، لماذا يقال عنا في الخارج إننا لسنا شطاراً في الدراما والتمثيل؟!...نحن في بلد لديه خبرة فنية قديمة ونتطلع الى الشرق والى الغرب في آن معاً، قد تكون مشكلتنا في أن عدد سكان لبنان القليل لا يفسح المجال امام الاعلانات وبالتالي امام التلفزيونات ليدفعوا اكثر، من هنا فأن التشكيلة السورية والمصرية في الدراما اللبنانية مطلوبة ولنرفع المستوى نحن بحاجة الى ممثلين مثل رولا حماده وهي ايقونة في الدراما اللبنانية، فهي شخص يملك الشغف الكبير، ويعيش لخدمة الفن ويرفض ما يجب ان يرفضه. الكلام لا ينتهي حول انضباطها وقدراتها وتصرفاتها في مواقع التصوير، أنا ارتاح كثيراً حين تكون موجودة واستشيرها في العديد من الامور، وهناك بعد روحيّ يجمع بيني وبينها. أنا اشكر الله على وجود رولا".
برنامج "دراما" كل اثنين الساعة الرابعة من بعد الظهر على اثير اذاعة لبنان 98.5 اف ام، تعده وتقدمه الاعلامية رلى ابو زيد.