ما بين السينما والدراما والمسرح خلقت لنفسها حالة إبداعية مختلفة عن كل نجمات جيلها، ومقارنة بمشوار الأخريات فأعمالها ليست كثيرة للغاية نظراً لأنها دقيقة في إختياراتها ولا يُمكن أن تقبل التواجد بدون داعِ..
هي الممثلة سهير المرشدي التي تتحدث لـ"الفن" في حديث خاص لنا عن أسباب مُعارضتها تقديم جزء سادس من مُسلسل "ليالي الحلمية" وموقفها من مُشاهدة العمل في رمضان المُقبل، هذا وتتحدث عن إبنتها الممثلة حنان مطاوع وعن أسباب غيابها عن السينما ومشوارها الفني وأشياء أخرى كثيرة في لقائنا معها .
في البداية ، نُرحب بكِ عبر موقع "الفن" ونود أن نسألك، لماذا عارضتِ تقديم جزءٍ سادس من "ليالي الحلمية"؟
أهلا وسهلاً بكم ، عارضت تنفيذ هذا العمل حفاظاً على هوية الأجزاء الخمسة السابقة التي تم تقديمها وإحتراماً لتاريخ الكاتب والمُفكر الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة وكذلك إسماعيل عبد الحافظ، فهُناك كم كبير من الأعمال الفنية التي يُمكن أن يتم تنفيذها، فلماذا يصرون على تنفيذ "ليالي الحلمية" من بين هذه الأعمال ؟
وهل تتوقعين أن يفقد العمل الجديد هويته؟
بالتأكيد ، سيفقد هويته لأن من خلق هذه الحالة الإبداعية ليس هو من يُقدم الجزء الجديد، لذا فأنا إعتذرت عن المُشاركة في هذا العمل، ومُقتنعة تماماً بهذا القرار وأرى أنه صائب.
وما موقفك من مُشاهدة الجزء الجديد في رمضان المُقبل؟
سوف أشاهده لأتعرف على ما حدث فيه وما الجديد الذي سيتم تقديمه من خلاله ، ونقدي للعمل سيكون من خلال المُشاهدة وليس الآن، مع أنني أرفض من الأساس تقديمه ولكن المُسلسل يتم تنفيذه الآن وكل فنان ممن شاركوا في الأجزاء الخمسة السابقة حُر في موقفه بقبول أو رفض العمل.
وكيف تُقيمين خطوة "أريد رجلاً" والذي يُعاد عرضه بشكل مُستمر على أكثر من فضائية؟
أعتبر هذا العمل خطوة مُهمة في مشواري، فهو عمل مميز بكل المقاييس ويحمل رسائل مُجتمعية مُهمة، حيث يُبرز العمل تعارض الأم مع إبنها بسبب تمسكها بالعادات والتقاليد، والحقيقة أنني فخورة بهذا العمل للغاية ووصلتني عنه أصداء طيبة للغاية.
ولماذا إبتعدتِ عن المسرح رغم أنك ممن أثروا الحركة المسرحية المصرية من قبل؟
لا أستطيع العودة للمسرح خصوصاً أنه يحتاج لمجهود كبير، إلى جانب أن هناك أجيالاً تتوافد بشكل مُستمر علي المسرح ومن الضروري أن يكون لهم فرص في تقديم أفكارهم ، وأنا ومثلي من الفنانين علينا مُشاهدة هذه الأعمال وتقييمها وتوجيههم للصواب لأننا لن نأخذ زمننا وزمن غيرنا.
ولماذا أنت بعيدة عن السينما منذ سنوات طويلة؟
هناك الكثير من العروض السينمائية التي تأتيني بشكل مُستمر ولكنني أرفضها بمُجرد قراءتها لأنها تكون سطحية للغاية ولم أشعر فيها بأي نظرة تفاؤل تجعلني أُقدمها، فالسينما هي أرشيف الفنان وأنا أهتم للغاية بهذه النقطة حتى لا أمس تاريخي الفني بأي عمل لا يُرضيني.
ولكن هُناك من يقبلون ما يُعرض عليهم حفاظا على تواجدهم؟
كل فنان له وجهة نظر وموقف مختلف عن الآخر، ولكن بالنسبة لي أرفض تماما فكرة التواجد من دون داعِ بل لا بد أن يكون تواجدي في السينما أو الدراما لهدف مُعين في بالي وهو تقديم أعمال تواكب وتُساير النجاح الذي حققته من قبل، كما أنني في الاساس مُقلة في ظهوري ولا أحب أن أنتشر بين الأعمال الفنية وأعتبر هذا الأمر مُفيداً للغاية بالنسبة لي.
وما موقفك من العمل مع مؤلفين ومُخرجين شباب وجُدد على الساحة؟
لا أُعارض التعاون مع أي شخص سواء كان في بدايته أو له سنوات في العمل الفني، فالفاصل الوحيد في هذا الموضوع هو السيناريو والدور الذي أُقدمه وعلى أساس ذلك أُحدد قراري.
هل تتحكم الماديات في إختياراتك الفنية؟
لو كانت الماديات تتحكم في إختياراتي الفنية لقبلت اي عمل فني يُعرض علي، فأهم شيء بالنسبة لي هو جودة العمل الفني الذي أُقدمه، فأنا لدي رغبة في زيادة رصيدي الفني بأعمال مُهمة وليس المساس به أو الإنتقاص منه.
وهل تُتابعين الأعمال الفنية للنجوم الشباب؟
بالتأكيد أُتابع كل ما يدور علي الساحة الفنية سواء سينمائياً أو درامياً، وأنا معجبة للغاية بأداء بعض الفنانين مثل احمد السقا ومنى زكي وغيرهما.
برأيك.. ما الذي ينقص الفن المصري في الوقت الحالي؟
المؤلف هو من يخلق الحالة الإبداعية في المقام الأول، فهو البذرة التي تطرح الشجرة، ونحن في الوقت الحالي ليس لدينا كُتاب ومُفكرون بحجم نجوم التأليف في الماضي، إلي جانب أنني أتمنى أن يكون هُناك مُنتجين يحركون الفن المصري بأعمال مُهمة يكون هدفها رسائل مُجتمعية والنهوض بالفن المصري وليس الإيرادات، وإن كان ذلك مُهماً ولكن من الضروري الإهتمام بالجودة قبل أي شيء.
وكيف ترين السينما التي يُطلق عليها مُسمى "الأفلام الشعبية والمقاولات"؟
أرفض هذه الأعمال بشدة واراها كارثة وتجعل السينما المصرية في تراجع مُستمر، فكما قُلت لك من الضروري الإهتمام بالجودة، وهذه الافلام تكون مثل نشرات الأخبار وينساها المُشاهد بعد مُشاهدتها ولا تعيش مثل الأعمال التي مازالت محفورة في وجداننا.
بعد سنوات طويلة من عملك في مجال الفن، هل تحتاجين لنجاح جديد؟
النجاح لا يتوقف أمام مرحلة عُمرية مُعينة بل إن البحر يحب الزيادة، فأنا في حيرة ما بين أنني أخاف أن أكون مُقصرة في حق جمهوري ونفسي وفي الوقت نفسه أرفض التواجد بأعمال لا قيمة لها، ولكنني أحاول إنتقاء أعمال مميزة وأدقق في إختياراتي للغاية.
وماذا عن حياتك إلي جانب إبنتك الممثلة حنان مطاوع ورؤيتك لخطواتها الفنية؟
حنان هي كل حياتي وأرى خطواتها الفنية ثابتة وتتقدم للأمام مع كل عمل فني جديد تُقدمه للجمهور، فهي لا تعمل بمبدأ التواجد بل تنتقي أعمالها بشكل دقيق، وارى أن ما تُقدمه حنان لا يستطيع أحد غيرها تقديمه مع إحترامي للآخرين.
البعض يرى تشابهاً في خطواتكما الفنية.. هل توافقين على ذلك؟
بالطبع.. هناك تشابه بين مشواري أنا وحنان، وهي تجذبني للغاية من خلال أدوارها المميزة التي تُقدمها، وأنا لا أقول عنها هذا الكلام الحلو لأنها إبنتي بل أقول الحقيقة، وأكثر ما تتشابه حنان معي فيه هو إختيارها أدواراً مُختلفة عن بعضها البعض بشكل كبير.
وفي النهاية ، أشعر بأنك فخورة بمشوارك وغير نادمة على أي عمل من بين ما قدمته في مشوارك الفني، هل هذا الشعور صحيح؟
(ضاحكة) بالطبع أنا فخورة بما قدمته وراضية تماما عن مشواري وخطواتي الفنية ولست نادمة علي أي عمل قدمته من قبل لأنني كما قلت لك أُدقق في إختياراتي للغاية ولا أترك مجالاً لنفسي أن أُشارك في اي عمل غير مُقتنعة به، وفخورة كذلك بتعاوني مع أسماء كبيرة ولامعة ما زالت تعيش في وجداننا من مؤلفين ومخرجين وفنانين، وأتمنى ألا أكون مُقصرة في حق جمهوري.