بعد تكريمها من قبل الحكومة الأسترالية واللبنانية كتب أستاذ اللغة العربية والمدقق اللغوي شربل فرنسيس :"داليدا إسكندر معيكي مُستحقّةٌ أنت هذا التكريم... من قلب لبنان الصامد، ومن شماله النابض بالعزّة والكرامة والعنفوان انطلقت حاملةً معها إرثًا أخلاقيًّا وروحيًّا وثقافيًّا ووطنيًّا ما كانت لتُفرّط به، وهي العالمة بأسرار مهنتها، وبما ستلقاه من صعوباتٍ وتحدّيات. فابنة القبيّات ليست بالإعلاميّة العاديّة التي تلتقط الفرص العابرة لتستغلّها، بل ما يميّزها عن سواها بأنّها ترسم سلّم ارتقائها إلى النّجاح والتألّق بأصرار مُتسلّحةً بأخلاقيّات مهنيّة تُحدّد لها ما يجب عليه وما لا يجب، فألبست الإعلامَ ثوبًا جديدًا ومميّزًا توشّح بوشاح الصدق والأمانة والحريّة المسؤولة التي بتنا نتوق إليها زمن التفلّت، وانعدام الأخلاقيّة المهنيّة لدى الكثيرين من الإعلاميين، ما جعل دربها صعبًا وشائكًا، ولكنّه ليس بالمستحيل".
وأضاف :"ولعلّ إدراكها العميق لرسالتها تجاه وطنها الذي أحبّتـه حتّى العبادة، وتجاه لغتها التي أتقنت أصولها وسعت إلى تفعيلها بين اوساط الجالية اللبنانيّة في استراليا، جعلاها راية لهما وسيف حقّ في وجه كلّ من يحاول التفريط بهما. فإن تكلّمت ارتجفت أوتارها الصوتيّة بحب الوطن، وتماوج الأثير بعشق ترابه وجيشه وأهله، حتّى لتخال كلامها ترنيمة صلاة، وفوح بخور لأجل لبنانها الذي رسمته في خيالها، وحملته في قلبها، وجسّدته في أعمالها الراقية. ومتى انساب قلمها على السطور، نطقت الحروف، وتراقصت الفواصل، فأمثالها لازال أمينًا على اللغة، ضنينًا على مبادئها. في زمن تشويه الحقائق، جاءت لتثبت حقيقةً واحدةً أنّ لبنان طائر الفينيق عصيّ على النسيان، يخبو تحت الرّماد إلى حين، ليعود وينتفض مُحلّقًا في سماء الإبداع راسمًا مع كلّ مجد ونجاح، أمجادًا ونجاحات".
وتابع فرنسيس :"ولعلّ تكريم الحكومتين الاسترالية واللبنانية لها مع كوكبة من الشعراء والإعلاميين بالتعاون والشراكة مع جمعية إنماء الشعر العامي العربي والذي أقيم في مبنى البرلمان سيدني، خير مثال على ذلك. فتكريمها هذا ليس وسامًا لها وحسب بل هو للبنان الفكر والثقافة، فهي ما عادت ملكًا لذاتها بل للبنان بجناحيه المقيم والمغترب. مع كلّ هذا ممّا تقدّم، تبقى كلمة حقّ لتُقال" داليدا اسكندر معيكي" مُستحقّةٌ أنتِ هذا التكريم، لا بل وننتظر منك الأكثر... فمن مجدٍ إلى مجد، ومن تكريم إلى تكريم".