مخرج عراقي لفت الأنظار في الأونة الأخيرة من خلال أعماله على صعيد تصوير الفيديو كليبات، مع أسماء مهمة في الوسط الفني بالعالم العربي، أمثال عاصي الحلاني، ديانا حداد، شذى حسون، عبد الله الرويشد، وغيرهم، سره في بساطته وصورته المميّزة.
مخرج مبدع بكل معنى الكلمة، إستطاع أن يثبت وجوده في وقت قصير، بأفكاره المتجدّدة ورؤيته الفنية، ويتمتع بقدرة على أخذ الفنان الى صورة مختلفة، بعيدة عن التكرار والكلاسيكية.
إنه علاء الأنصاري الذي يحل ضيفاً على موقع "الفن" في هذا الحوار .
أهلا وسهلا بك عبر موقع "الفن".
أهلاً وسهلاً بكم وشكراً لإهتمامكم.
أولاً مبروك كليب ديانا حداد وعاصي الحلاني "روميو وجولييت"، كيف كان التعاون معهما؟
شكراً لك ، في البداية أنت تعرف أننا نتعامل مع فنانين محترفين، وعرضت الفكرة عليهما وإجتمعنا أكثر من مرة في لبنان ودبي، وبعد مناقشات كثيرة توصلنا الى الكليب الذي شاهدتموه، والحمد لله الكليب حقق نجاحاً كبيراً، وإستغرق التحضير للكليب في اسطنبول حوالى الأسبوع، وأيضاً تمت عملية التصوير خارج اسطنبول لمدة 3 أيام.
وبعد طرح الكليب، كيف كانت الأصداء؟
الأصداء كانت جميلة جداً، كثيرون من الصحافيين والنقّاد إتصلوا لتهنئتي.
إستطعت أن تظهر ديانا حداد بصورة جميلة جداً ومختلفة في الكليب.
الحمد لله توفّقنا بهذه الناحية، وبقيت أن وديانا قرابة الأسبوعين نبحث في "اللوكات" التي ستطل بها في الكليب.
كيف إستطعت المزج بين فكرة الأغنية والدبكة اللبنانية وهذا ليس بالأمر السهل، خصوصاً أن الفرقة الراقصة تركية وليست لبنانية؟
بقيت أستمع الى الـAudio لمدة 3 أسابيع، وتخيّلت هذا الـAudio أن أجسده بفكرة تصل الى البيوت وهذه الأغنية تقدّم في الأعراس اللبنانية، السورية، الفلسطينية، الأردنية.. وجمهور ديانا وعاصي من هذه البلاد، وإستعنت بـ4 مدربين لبنانيين لتدريب الفرقة الراقصة على الدبكة اللبنانية، وهنا لا بد أن أشكر عاصي الحلاني على مساعدته في هذه الناحية.
ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟
واجهنا والمدربون بعض المشاكل في الفرق الراقصة، خصوصاً في ما خص اللغة، وأعتقدنا أن الدبكة التركية قريبة جداً من الدبكة اللبنانية، لكن إكتشفنا أن الإختلاف جذري، وإستمر تدريب الفرقة 9 أيام.
بعد نجاح الكليب، هل هناك عمل خاص تحضّره لعاصي أو ديانا؟
إجتمعت مع عاصي الحلاني في دبي وإتفقنا على عمل قريب سيجمعنا وسينفّذ في مصر وتحديداً في شرم الشيخ، وهنا لا بد أن أشكره مجدداً على أخلاقه وتعامله كصديق وأخ، وإكتشفت فيه أموراً تفاجأت فيها صراحة.
وما هو هذا العمل؟
لا يمكنني الآن الكشف عن تفاصيل العمل، أفضّل أن يبقى مفاجأة، لكن الفكرة إكتملت لتصويرها في شرم الشيخ.
وديانا حداد؟
في الوقت الحالي ليس هناك أي عمل مع ديانا.
هل يختلف تصوير "ديو" عن التصوير لفنان واحد؟
طبعاً الإختلاف جذري، وأهم شيء أنك تتعامل مع فنانين في تصوير "ديو"، وهنا على المخرج أن يتعامل بتوازن وعدم التمييز، وكيف تظهرهما بصورة صحيحة، حتى يحبهما المشاهد.
ولكن هذا يخضع لمزاجية الفنانين أو الكيمياء بينهما ومع المخرج أيضاً..
نحن خلقنا الكيمياء وخلال إجتماعاتنا الكثيرة في اسطنبول، فعلى المخرج أن يجعل الفنان يعيش حالة الكليب من خلال حضوره بروفات الدبكة والديكورات، والحمد لله عاصي وديانا كانا متعاونين جداً.
كيف تنظر الى المخرجين على الساحة الفنية؟
لا شك بأن جميعهم خير وبركة ويتمتعون بأفكار إبداعية وخلاّقة، وكل مخرج تحدّده أمور كثيرة، فهناك من يتعامل مع الـAudio أو الميزانية أو الفنان نفسه، وكل مخرج له فكره وعينه.
هل هناك منافسة بينك وبين مخرجين آخرين على الصعيدين الخليجي والعربي؟
خلال السنتين الماضيتين أنجزت الكثير من الأعمال التي حقّقت نجاحاً مهماً، وعندما أقوم بإخراج كليب أعطيه حقه وقيمته وأدخل في تحضيره وتفاصيله، وحتى عندما ينتهي العمل أشرف على توزيعه، والحمد لله هناك توجّه لنوع من النجاح.
من يلفتك من المخرجين اللبنانيين؟
جميعهم مبدعون ونتعلّم منهم.
هل تعتبر أنك بدأت بوضع بصمة لك على صعيد الإخراج في العالم العربي؟
أعتبر أنه الان بدأت مسيرتي الإخراجية.. وان شاء لله الآتي أفضل .
كيف كان التعاون مع الفنان عبد الله الرويشد في كليب "ما صدق خبر"؟
بصراحة هذا الكليب قصته طويلة، والحمد لله أنجزنا عملاً مهماً على صعيد الصورة والفكرة والإخراج، ولم تكن فقط أجواؤه مبهرة بل أيضاً أحببت أن أقوم بتعقيد الصورة، حيث أن الأفكار الإستعراضية الراقصة غابت عن الأعمال الفنية في العالم العربي منذ زمن، وإذا توفّرت للمخرج إنتاجات قوية من الممكن أن يتوجّه الى هذا المجال، وقد توجّهت الى الهند وإستغرق التحضير 25 يوماً، ودخلت ستديوهات بوليوود وكانت مكلفة ومهمة، وقليل من المخرجين العرب الذين إستطاعوا دخول ستديوهات بوليوود، وكان الأمر مزعجاً لي في بعض الأوقات، خصوصاً على صعيد التحضير وبناء الديكورات وتدريب الراقصين الهنود بالنسبة لـAudio الخليجي لم يكن بالأمر السهل.
وهل واجهت صعوبة مع الرويشد ليظهر بهذه الصورة؟
بالعكس الرويشد كان متعاوناً جداً وأوجّه له التحية، لكن كان لديه بعض التردّد كون هذا الأمر بالنسبة له مغامرة أن يظهر في كليب معقّد بالألوان والأفكار، ومعروف أن أعمال الرويشد يغلب عليها الطابع الكلاسيكي، ورغم ذلك تشجّع وأحب الفكرة.
وهنا للمخرج دور كبير في إقناع الفنان بفكرة جديدة ومختلفة خصوصاً إذا كان كلاسيكياً في أعماله السابقة.
دائماً عندما يكون هناك عمل مع أي فنان أتعامل معه على أساس أنه أصبح كشخص قريب وصديق، وأقضي معه فترة بين أسبوع و10 أيام لأتقرب أكثر منه حتى أعرف كيف أتعامل معه وإقناعه بالفكرة، وطريقتي بالعمل تكون منظّمة حتى أصل الى نسبة 99% من الإقناع.
ومن الممكن أن يتدخّل الفنان أو الفنانة بتفاصيل الكليب أو يكون لديك صورة معينة من قبل تليق بهم..
في البداية أنا أستمع الى الـAudio، ومن ثم أعرف من هو هذا الفنان الذي يغني الأغنية التي سنصوّرها، وأشاهد كليباته السابقة وأبني عليها فكرة مبدئية، وأبدأ إجتماعاتي معه والمهم عندي أن يقتنع الفنان بالدور الذي سيؤديه، وإذا لم يقتنع أؤكد لك أنه لن يستطيع أن يؤديه، وجميع الكليبات التي وضعت لها "الستوري بورد" و"Presentation"، توفّقت فيها مع بعض التعديلات الشخصية البسطية للفنان، وهي من حقّه.
قلت لنا في حديث سابق إنك ستظهر الفنانة شذى حسون بصورة مختلفة بكليب "مزيون"، لا يقبل أي فنان أن يظهر بها.. هل كسبت الرهان مع شذى؟
فكرة الكليب وهي أن تظهر شذى بدور الـ"نادلة"، ليس أي فنان يقبل بأن يظهر بهذه الصورة، والحمدلله توفّقنا في الكليب والفكرة خدمت الصورة.. وأكيد كسبت الرهان، الصحافة اللبنانية والخليجية كتبت ومواقع التواصل الإجتماعي أثبتت ذلك.
هل تحب أن تتعامل مع فنان معين تعتبر أنك قادر بعدستك أن تظهره بطريقة مختلفة تليق له؟
لا شك أن كل الفنانين خير وبركة، لكن بالطبع لدي هدف معين وهو كاظم الساهر وإظهاره بصورة مختلفة.
لماذا كاظم الساهر؟
أغلب كليبات الساهر ظهر فيها بطريقة كلاسيكية بسيطة والقصص المعقّدة، لكن لم نشاهد الساهر بتكنيك أو تعبير أو رسالة معينة في الصورة، وأتمنى أن يحصل التعاون قريباً.
لكن بعض الفنانين قد يحبّذون الطريقة الكلاسيكية أو ليس لديهم القدرة على الظهور بتكنيك مختلف..
الدليل على كلامك في آخر كليبات الفنان ماجد المهندس كانت بسيطة لكنها هادفة وجميلة وتصل الى الجمهور بطريقة خفيفة، وهي قد تكون رسالة من الفنان إذا كان يتقبّل البساطة أو التعقيد في الصورة، وفي بعض الأحيان الـAudio يفرض على المخرج البساطة في الصورة، وفي أحيان أخرى التعقيد.
ما هو طموحك في عالم الإخراج؟ وهل لديك فكرة معينة تود تنفيذها؟
ما أقوم به حالياً هو بداية الحلم، وأسعى دائماً الى التطوّر والنجاح.
هل تفكر بالإتجاه إلى إخراج برامج أو مسلسلات وأفلام، فهناك الكثيرون من مخرجي الكليبات إتجهوا الى هذه المجالات؟
هناك أفكار نعمل عليها وبين يدي عدة نصوص دارمية خليجية وسيتم الإتفاق عليها قريباً وموقع "الفن" أول من سيعلم بها.. وللأسف هناك بعض مخرجي الكليبات إتجهوا الى المسلسلات لكن لم يحققوا النجاح، وقد يكون نتيجة السرعة في الإختيار الخاطئ أو الإنتاج، ولا أريد أن أظلم أحداً .
كلمة أخيرة.
أحب أن أشكرك شخصياً على إهتمامك، وان شاء الله دائماً تسمعون أخباراً جيدة عن أعمالنا.