تفاحة عالمية مقسومة نصفين إحداهما عربي والثاني بريطاني، وفي الوقت نفسه هي ملكة جمال بريطانيا وسفيرة النوايا الحسنة ، وحديثاً أصبحت فنانة وإنطلاقتها الأولى في مجال التمثيل ستكون من مصر من خلال مُشاركتها في فيلم "جوز هندي" مع مصطفى شعبان.
هي سارة آرشر التي فاجأتني بالحديث باللغة العربية والمصرية العامية حتى أنني شعرت بأنها من حواري "شُبرا" وهي تتحدث معي بطلاقة.
وفي حوار خاص لـ"الفن" مع سارة تتحدث إلينا عن كواليس مجيئها إلى مصر وحُبها الشديد للأعمال الفنية المصرية، وما إستفادته من لقب ملكة جمال بريطانيا، وموقفها من الإغراء والإثارة في الفن، وعن أعمالها الخيرية ونظرتها للشعب العراقي، وترد على السؤال الأصعب عن نظرة المُجتمعات الغربية للعرب على أنهم مُتخلفون .
بداية سارة نُرحب بكِ عبر موقع "الفن"؟
أرحب بكم وأهلا وسهلا.
هل هذه هي الزيارة الأولى لكِ إلى مصر؟
ليست زيارتي الأولى لمصر بل زرتها أكثر من مرة حيث السياحة والمُشاركة في مُسابقة ملكة جمال مصر والعرب من قبل، ولكنني أعتبر هذه المرة زيارة خاصة لمصر من أجل المُشاركة في فيلم "جوز هندي" مع الفنان مصطفى شعبان.
وكيف جاء ترشيحك لهذا العمل؟
مُصطفى صديقي مُنذ سنوات وتقابلنا في لندن من قبل وأصبحنا أصدقاء، حيث كُنت أعرف أنه فنان وشاهدت له أكثر من عمل من قبل، وأنا من طلبت منه دخول الوسط الفني والمُشاركة بأعمال تمثيلية معه، ولكن كان رده منطقياً وقتها وقال لي :"إنتي مش جاهزة دلوقتي علشان تشاركي في أعمال فنية"، فإنتظرت حينما حصلت على كورسات تمثيل وحينما أصبحت جاهزة رشحني للمُشاركة معه في هذا العمل وأتمنى أن يكون بداية لطريق العمل في مصر في أعمال تمثيلية أُخرى.
وماذا عن دورك في الفيلم؟
دوري سيكون مُفاجأة للجمهور حيث أتحدث فيه باللغتين العربية والإنكليزية، ولا أستطيع أن أتحدث عن أي تفاصيل أُخرى تخص العمل حسب تعليمات الجهة المُنتجة والفنان مصطفى شعبان.
ولكن ما الذي يجعل نجمة مثلك تحظى بشهرة في العالم الغربي ويُمكن لها أن تكون نجمة عالمية من خلال هوليوود وبلدك بريطانيا أن تسعى للعمل في مصر؟
والدتي عراقية ووالدي بريطاني لذا فأنا أعتبر نفسي نصف عربية ونصف بريطانية، ومُنذ طفولتي وأنا أشاهد الكثير من الأعمال الفنية التي كانت تجذبني خصوصاً أفلام الأبيض والأسود ومن ثم الأعمال الحديثة، كما أنه لا شك بأنني سأكون سعيدة بأن يكون لي جمهور في الوطن العربي، وفي الوقت نفسه لدي فرص تمثيلية في أعمال أجنبية.. فما المانع أن أُحقق حلمي هُنا وهُناك.
وما حقيقة تصريحك بإعجابك بأعمال الفنان محمد رمضان؟
هذا صحيح، فأنا مُعجبة للغاية بالفن الذي يُقدمه وأتابعه مُنذ فترة وشاهدت تطوراً كبيراً في مشواره الفني، فهو شخص مُجتهد ويعمل على نفسه وجسمه ليكون أفضل.
ولكن كيف لمواطنة غربية أن تُعجب بأفلام البلطجة، فهُناك ثقافة مُختلفة بينك وبين هذه الأعمال؟
شاهدت أعمال محمد رمضان وأعجبتني طريقة تقديمه لها، وسمعت كثيرا من قبل عن الهجوم الذي يتعرض له، وأنا شخصياً مُتضامنة معه وهو فنان متنوع قدم أعمالاً شعبية وأعمالاً أخرى بعيدة عن هذا النطاق وحقق نجاحاً كبيراً.
ومن الفنان الذي تحرصين على مُشاهدة أعماله الفنية من مصر؟
أُحب كل الفنانين المصريين وشاهدت الكثير من الأعمال مثل "أحلام عُمرنا" و"التجربة الدنماركية"، فأنا أعرف كل الفنانين بداية من عادل إمام إلى كل الفنانين.
وما الأشياء الإيجابية التي عادت إليكِ من وراء حصولك على ملكة جمال بريطانيا؟
حصولي على هذا اللقب ساعدني كثيراً في الإنفتاح على العالم وأن يعرفني الناس، فأنا كُنت أتمنى أن أحصل على هذا اللقب من أجل أن أقوم المُساهمة في الأعمال الخيرية، إلى جانب أنه أفادني في الكثير من الأمور حيث أصبحت سفيرة نوايا حسنة.
هل تسعين للعمل مع فنانين آخرين غير مصطفى شعبان؟
أتمنى العمل مع كل الفنانين ولكن بالشكل المُناسب ومن خلال أدوار مُختلفة تُحقق لي النجاح وتدفعني للأمام، فأنا في بداية الطريق وأحتاج للعمل ولكن بشكل جيد وليس من أجل الحضور فقط، فهذا لا يهمني.
ولكن كيف تنظرين إلى بلد والدتك العراق؟
العراق وطن جريح وأحبه للغاية وأتمنى أن يتعافى ويصبح افضل مما هو عليه، وقد سألني أحد الصحافيين من قبل عن ما إذا كانت لدي رغبة في تقديم عمل تمثيلي عن العراق وما حدث له، فكانت أجابتي أنني لا أريد ذلك خصوصاً أنني لا احب النظر للماضي كثيراً، فمن الضروري التفكير في المُستقبل وعدم الوقوف عند الماضي.
كيف تُفسرين نظرة المُجتمع الغربي للعرب على أننا مُجتمع مُتخلف وعقيم؟
هذا غير صحيح وأرفض تلك النظرة للغاية، فالمُجتمع العربي غير ذلك ولدي قناعات كثيرة بأن مصر والدول العربية كُلها محفورة في التاريخ ومن يُريد التعرف على العرب بالشكل الحقيقي فلا بد أن يعود لقراءة التاريخ وسيعرف الحقيقة، فمن يقولون عنكم كذلك غير عُقلاء على الإطلاق.
هل سئلتِ من قبل عن موقفك من تقديم مشاهد الإغراء والإثارة سواء في مصر أو لديكم في بريطانيا؟
بالفعل سئلت عن هذا الأمر وكانت إجابتي أنني لا أستطيع تقديم اي دور لست مُقتنعة به، فالمُهم بالنسبة لي أن يكون الدور مميزاً وإذا كان هُناك مشاهد إغراء فموقفي منها يتحدد بناء على ما وراء هذا المشهد.. هل له مُبرر درامي وداعِ لتقديمه؟ أم أنه مُجرد طريقة لإثارة الجمهور؟ وأعتقد أن الإجابة واضحة للغاية وهو أنني لا أقبل أي مشهد يُثير غرائز الجمهور من دون مُبرر درامي.
تقولين إنكِ حضرتِ من قبل حفل تتويج ملكة جمال مصر، فما رأيك بمستوى الحفل والمتُسابقات.. هل هو قريب من المستوى العالمي؟
بالطبع.. حضرت من قبل حفل تتويج ملكة جمال مصر وكان مميزاً للغاية وعلى مستوى عالٍ، وبالتأكيد قريب للغاية من حفلات تتويج ملكات الجمال العالمية في الدول الأخرى.
وفي النهاية ما الذي يدفعك لتقديم الأعمال الخيرية؟
أنا إنسانة في المقام الأول وقبل أن أكون ملكة جمال، فلا بد أن أكون قريبة من الناس في اي مكان وأقوم بتقديم المُساعدات للمحتاجين، فهذا واجب وشيء ضروري لا بد من القيام به، كما أن الموضوع غير مُرتبط بأن تكون هذه الأعمال الخيرية لصالح المُجتمع الغربي لأنني بريطانية بل من يستطيع تقديم المُساعدات للمحتاجين في أي مكان فلا بد من قيامه بذلك من دون تفكير سواء أكان سفيراً وعمله يستدعي ذلك أو كان إنسان عادياً.