لثم خد الكلمة بحروفه فانسال الشعر خجلاً على أروقة التميّز.
.. ومن عشقه للكلمة نسج قصة كفاح ونجاح تكلّلت بشركتي إنتاج وعدد لا يحصى من الأعمال الشعرية والغنائية الفنية. تعدّدت ألقابه لكنّ اسمه تخطّاها... إنه الشاعر الإماراتي والمنتج الفني علي الخوّار الذي كان له معنا هذا الحوار.
بدايةً ماذا عن أوبريت "في ظلال البردة" التي تحمل توقيعك من حيث الإشراف الفني والإنتاج؟
هذا العمل أتاح لي الفرصة لتشريف اسمي وتاريخي بالإشراف على عمل يتناول سيرة خير الخلق النبي محمد عليه أزكى الصلاة والسلام، وكم تمنيت لو أنني كنت كاتب هذا العمل، ولم أكن فقط مشرفاً على تنفيذه.
هل ثمة ما يقال عن دبي بعد قصيدة "دبي أيقونة العالم"؟ وما كان وقع إلقائها خلال المؤتمر الصحفي؟
دبي قصيدة لا يستطيع شاعرها ختامها، ففي كل يوم فيها فكرة جديدة وإبداع غير مسبوق، وقد كان وقع القصيدة على الحضور في المؤتمر الصحفي كوقع المطر عند أهل الجزيرة العربية، حيث لاحظت الفرح والسعادة يشعّان من عيون الحاضرين.
لماذا غدا تقديم "الأوبريت" التي تجمع حشداً من النجوم وكأنه مصبّ اهتمامك مؤخراً أكثر من الأغنيات العاطفية؟
أعتقد أن الجانب العاطفي الوطني سرقني من محبوبتي التي كنت أكتب لها الأغنيات العاطفية الغزلية، وتركيزي هنا على جودة الأوبريت أكثر من تركيزي على من سيغنيها من النجوم، فأنا لا أبحث عن الأسماء اللامعة بقدر ما أبحث عن مؤدٍ يحمل حنجرة ذهبية وصوتاً رخيماً يثري العمل ويضيف إليه.
على أي أساس تعتمد لدى تقديم أي أوبريت؟ وكيف تختار النجوم المناسبين لتقديمها؟
أعتمد على الفكرة وتسلسلها وعلى موضوع الأوبريت، وبدورها فإن الفكرة هي التي تختار من سيؤديها من الفنانين سواء كان نجماً محترفاً أو موهبة واعدة. أنا أترك للفكرة حرية اختيار من يعبّر عنها ويكون موصلاً جيداً لها.
ماذا شعرت لدى تحويل بعض قصائدك إلى لوحات تشكيلية؟ ومن أين جاءت الفكرة؟
شعرت بأنني معلّق على الجدار، والناس تقف أمامي وتتأملني بكل حب... إحساسي بالفرح والفخر لم يقلّ عن إحساس الفنان وضاح السيّد الذي خرج بالفكرة ورسم اللوحات، وهو صاحب تجربة سابقة حيث سبق وأقام معرضاً بعنوان "نزار الدمشقي" رسم فيه قصائد مختارة للشاعر نزار قباني.
لك أغنية لحنها شاعر وغنّاها موزّع!! ما الحكاية؟
هذه الحكايات الغريبة والجميلة لا تأتيني إلا من شاعر جميل وحبيب اسمه سلطان مجلّي، فهو دائماً ما (يفصّل وأنا ألبس) كما نقول في المثل الشعبي، والمشكلة أن سلطان يستغل حذفي كلمة (لا) من قاموس علاقتي به، وهذا ما حدث في أغنية (الله خلق) التي لحنها الشاعر سلطان مجلّي وقام بغنائها الموزّع والمايسترو حسام كامل.
نعلم أنك أسست شركة "أغاني" وكذلك "الخوّار للإنتاج الفني"، ما الفارق بينهما؟ وأين تضع أولوياتك اليوم؟
الحقيقة يا رانية أني أعامل مشاريعي مثل أبنائي، لذا فإن "أغاني" إبني الكبير والخوّار للإنتاج الفني إبني الصغير، وبالطبع سأدلّل حالياً الصغير أكثر من الكبير، لأن الكبير شبع من دلالي له واعتمد على نفسه.
هل تضع الفيتو على التعامل مع أحد الفنانين أم أن أبواب شركتك مشرّعة أمام الجميع؟
أبواب قلبي مشرّعة للفنانين قبل شركتي، والفنان الوحيد الذي لا أقبل التعامل معه هو الفنان غير الحقيقي، أو (الفقاعة) كما يحلو للبعض تسميته.
تعاملت مع باقة من أهم وأبرز النجوم العرب مثل محمد عبده، عبد الله الرويشد، نبيل شعيل، حسين الجسمي وغيرهم... هل ثمة من رفضت التعامل معه؟ ولماذا؟
كما ذكرت آنفاً، أنا أرفض التعامل مع الفنانين المزيّفين الذين لا يستطيعون إيصال أحاسيسهم للجمهور فكيف سيوصلون إحساسي؟ إن فاقد الإحساس لا يصل إلى قلوب الناس، لذلك تجدينهم على قائمة الـ (Black list) عندي وهي قائمة قصيرة جداً لحسن الحظ.
ما هي طبيعة علاقتك بوزارة الثقافة وتنمية المجتمع في دولة الإمارات؟ وهل من الممكن أن نراك يوماً وزيراً للثقافة مثلاً؟
أنا خادم الثقافة في الإمارات سواء كنت فرّاشاً أم وزيراً، وهل من الممكن أن أكون وزيراً؟ نعم فأنا مجتهد ولكل مجتهد نصيب، وكما نقول في الإمارات (هم يقدّرون وأنا أستاهل، وقد أستاهل ولكني لا أصلح) !!
ترعرعت بين أبيات الشعر والقوافي وعبقت أحرفك بعطر حبر الجرائد... ولكن برأيك أيهما أثرى مسيرتك وطبعها أكثر: الكتابة الشعرية أم الصحفية؟
الإثنان معاً، فكلاهما جلست له على مقاعد الدراسة، وتتلمذت على يد أساتذته، ونهلت من إبداع رواده، حتى امتزجا في روحي واختلطا بدمي، وصادقاً أقول إنني لا أستطيع الفصل بين الصحافي والشاعر في داخلي حين أكتب في أحد المجالين، وكثيراً ما أقبض على أحدهما متلبساً بجناية التدخل في عمل الآخر.
من الواضح أنك تسعى دوماً إلى تحفيز الشباب على إبراز مواهبهم في الشعر من خلال المسابقات والجوائز التي تقدمها وغيرها. هل تعتقد أن الجيل الحالي يكترث للشعر حقاً؟
أجيال الشعر لا تنتهي، لأن كل جيل يغرس بذور الشعر في الأجيال المقبلة، وللشعر مذاق خاص لا يعرف لذّته إلا من يتذوقه... شخصياً أجد في نفسي شغفاً لدعم الشباب وتتملكني فرحة عارمة حين أرى موهبة واعدة أو برعماً يعد بزهرة تضاف إلى بستان الشعر، وهذا ما أردده للمقرّبين مني وللزملاء في شركة "الخوّار للإنتاج الفني"، ولعلنا قريباً نفاجئ ساحة الشعر بمبادرة خلّاقة تصب في هذا المجال.
نلاحظ أنه في معظم صورك الشخصية تعلو وجهك الابتسامة... هل هذا يعكس شخصيتك المرحة أم أن وراء الابتسامة دمعة خفية؟
لا أعرف التصنّع ولا أحمل في قلبي ذرّة حسد، ولا أحب النكد، فأنا كما أنا أمام عدسات الكاميرا أو خلفها، ولا تنسي أنني أعيش في وطن السعادة، فكيف تستغربين ابتسامتي الدائمة؟!
أي الألقاب تفضّل: شاعر الوطن، الشاعر الإماراتي، أم سفير الشعر الإماراتي؟ ولماذا؟
سفير الشعر الوطني الإماراتي، لأنه مرتبط بإسم الإمارات الحبيبة.
ماذا عن تحضيراتك الجديدة؟ وهل سنشهد تعاوناً مع نجوم لبنانيين؟
لدي بعض التعاونات الجديدة مع راشد الماجد، عبد المجيد عبد الله، كاظم الساهر ومحمد سيف من كلماتي، ولدي إشراف على بعض الأعمال التي سترى النور قريباً مع بعض الفنانين اللبنانيين.
دارت مشاكسة طريفة بينك وبين السياسي اللبناني مصطفى حمدان عندما وصف جلسة البرلمان اللبناني بجلسة "الخوار للإنتاج الفني". هل اتخذتم أي إجراء قانوني أم انتهى الأمر بردكم المنشور على تصريحه؟
الموضوع كان مجرد مداعبة إعلامية، ولا يصل إلى القانون، فأنا أعلم أن العميد حمدان لا يقصد الإساءة وعبارته قد تكون مجرد تشبيه استخدمه لمداعبة بعض النواب، وأنا أتفهم سقف الحرية الإعلامية المرتفع لدى الأشقاء في لبنان، وسلاطتهم اللغوية!!
كلمة أخيرة لموقع "الفن".
أشكر "الفن" على هذا الفن الذي يقدم عبر موقعه، وأشكرك شخصياً رانية على هذا الحوار الممتع، واسترسالاً أشكر كل فنان مبدع يقدم للناس فناً متحضّراً يتسلّل إلى ثنايا الروح ويسهم في الارتقاء بالذائقة.