اختتم مهرجان البستان الدولي للموسيقى الكلاسيكية مساء الأحد عروضه بحفل جمع بين عمق الدراما المسرحية ونعومة الألحان المستوحاة من قصص رسخت في الوجدان الإنساني.
وكان هذا المهرجان العريق قد انطلق في 16 فبراير شباط بتحية الى الشاعر والكاتب المسرحي الإنكليزي الكبير وليام شكسبير في الذكرى المئوية الرابعة لرحيله.
واختارت إدارة المهرجان لنسخة هذا العام عنوان (حلم ليلة شتاء) تيمناً بالمسرحية الشكسبيرية (حلم ليلة صيف) الذي يرجح أن يكون قد كتبها ما بين عامي 1590 و 1597.
وفي أمسية الختام الذي أطلق عليها عنوان (الحفلة النهائية الكبرى) أطلت السوبرانو الجورجية آنا كاسيان برفقة الأوركسترا الوطنية الأرمينية المخصصة للشباب بقيادة المدير الفني للمهرجان الإيطالي جيانلوكا مارسيانو.
وتضمن البرنامج المقرر للأمسية مقطوعات مستوحاة من بعض أعمال لشكسبير منها (روميو وجولييت) و(ماكبث) و(هاملت) و(جعجعة ولا طحن).
وفي الأمسية مقطوعة مأخوذة من العمل المسرحي (روميو وجولييت) بعنوان (أريد أن أحيا) ومقطوعة تندرج في إطار الباليه مستوحاة بدورها من التراجيدية الشكسبيرية وهما من توقيع المؤلف الفرنسي شارل – فرنسوا جونو (1818 – 1893).
كما كانت مقطوعة مأخوذة من مسرحية (هاملت) برؤية المؤلف الموسيقي الروسي بيوتر تشايكوفسكي (1840 – 1893). وفيها تظهر قدرة المؤلف الرومانسي على التعامل مع هذه المسرحية التراجيدية بأسلوب قوي يجاور العنف وإصراره على التعبير بوضوح عن تقلبات الشخصيات الدرامية وعواطفهم غير المكبوحة.
وصولا إلى مقطوعة مأخوذة من عمل (جعجعة بلا طحن) للمؤلف التشيكي أريك فولفجان كورنجولد (1897 – 1957).
وأدت السوبرانو الشابة آنا كاسيان هذه المقطوعات الصعبة بأسلوب فرح وأصرت على مشاركة الجمهور بنوادر جعلت الأعمال أقل قربا للوجدان.
الجدير بالذكر أنّ ميرنا البستاني أسست مهرجان البستان عام 1994 لإحياء الثقافة في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 15 عاماً.