بين طفولة مطواعة تخزّن وتتأثّر بكل ما تراه بين واقعي فرض ذاته على كل طفل وبين مسرح طفل يحمل مسؤوليات جمة بنقل صورة منطقية لا تحرِمُ الأطفال من متعة الخيال والأحلام، مقارنة ومقاربة بين مسرح الطفل في الأمس واليوم ، لهذه الغاية إستضافت رلى أبو زيد في برنامجها "دراما" عبر إذاعة لبنان ،رمزاً من رموز صناع برامج ومسرح الأطفال وتركت أثراً وكانت قدوة لكثيرين حذوا حذوَ ديديه فرح، صديقة الأطفال، معدّة ومقدمة برامج لها خبرة كبيرة في عالم برامج ومسرح الطفل .
تحدثت عن بداياتها في التلفزيون، عندما كانت صغيرة ودخلت عالم تقديم البرامج مع والدتها ميمي فرح ،ثم في عمر الـ16 سنة إستقلّت فأصبح لها برنامجها الخاص بالأطفال والذي إستمر ثمانية عشر عاماً، رغم الظروف الصعبة والحرب التي علمتها الكثير وحفّزتها على اخذ الكثير من القرارات بشكل سريع وحازم.
أما عن إعادة عرض برنامج "كيف وليش" على الهواء اليوم فتقول "لا اصدق كيف استطاعوا اقناعي في السابق بأن هذا العمل لم يعد مرغوباً او صارت افكاره قديمة في حين يعاد عرضه اليوم وبعض الناس الذين لا اعرفهم يتواصلون معي ويرسلون صور اطفالهم مسمّرين امام الشاشة أثناء عرضه.
وبالنسبة للألعاب الإلكترونية، رأت ديديه انها وسيلة لإلهاء الأطفال عن أمهاتهم اللواتي لهنّ اهتمامات مختلفة، وهذا أمر مضرّ بالتربية.
وتطرقت ديديه إلى أن "قصة قبل النوم" تشدّ أواصر العلاقة بين الطفل وامه، وترى ان هذه العلاقة لم تعد موجودة للأسف بسبب استبدالها بأشياء أخرى قد لا تبني مستقبلاً زاهراً.
وكررت ديديه كم كانت محظوظة أنها تعلمت من والدتها ومن الأستاذين سيمون أسمر وألبير كيلو، وهذا ما زوّدها بخبرة مهمة، وحفّزها للعمل على نفسها وتقديم المزيد. اعتبرت التلفزيون فترة مؤقتة ولذلك تابعت دراستها وتخصصها مع الأطفال وتقول إن أطفالها ولدوا بين المسرح والتلفزيون فربّتهم مع الأطفال ، وتعلّمت معهم ومنهم أصول العمل والتعاطي.
من الجيل الجديد استقبلت رلى أبو زيد نور المجبر خريج سينما وتلفزيون من الجامعة اللبنانية ومدرّب لكيفية التعامل مع الطفل من الناحية القيادية، له خبرة اربع سنوات في الأعمال المسرحية المتخصصة للصغار، منها مسرحيتين كتابة وتمثيلا واخراجا، وسابين نادر مدربة للشباب والشابات تتخصص في علم أصول التربية والتدريس على كيفية التعامل مع الطفل من الناحية النفسية.
لم يخفِ نور اعجابه الفائق بديديه التي تربى على برامجها وقال "لا اصدق اننا اليوم على نفس الطاولة، ضيوفاً، نناقش نفس الموضوع!" وشَكَر رلى أبو زيد على تحقيق حلمه بأن يرى بطلة أحلامه الصغيرة بعد خمسة عشر عاماً.
أوضح المجبر أهمية التفاعل مع الطفل والرسالة التي يجب ان تصل من خلال النص الذي يكتبه مع سابين، وسجّلا إعترافاً بأنهما ارادا التمثّل بشخص مهم فكانت احدى مسرحيات ديديه الملهمة لكتابة النص الأول.
عن "الأنا" رأى نور ان ديديه استطاعت ان تتخطى هذا الموضوع ووزعت الأدوار من دون حصرها بشخصها فقط، وهذا أمر إيجابي ساعده وسابين في كتابة نصوصهما ومحاولة الإنطلاق الى آفاق أوسع من دون الإستئثار بشخصية واحدة، وهنا تكمن اهمية توزيع الأدوار.
عن الفرق بين الفكاهة والتهريج، تحدثت سابين نادر التي رأت ان خبرتها مع نور المجبر بالعمل مع اطفال الحركة الرسولية والتأثر بكبار الشخصيات هو ما سهّل عليهما هذه المهمة وسمح لهما بكتابة نصوص اعتبرت جيدة، رغم ان الكتابة للأطفال اصعب بكثير من الكتابة الدرامية التي تتوجه لباقي الأعمار نظراً لدقتها.
أشارت سابين الى ان المهم هو محاولة الطفل بالمشاركة والتفاعل مع أحداث العمل المسرحي ، وترى سابين أنّ التفاعل مع الطفل يعطيهما زخماً لكتابة نصوص افضل، حيث لا بد من التعاطي مع فكر الطفل بكل جدية وحذر.
ورداً على سؤال حوال أهمية المسرح صرّحت ديديه بأننا نفتقر للتربية الصحيحة في العائلة والمدرسة، ففي الدول الأوروبية الأطفال يتعلمون كيف يعشقون المسرح ويتابعون منذ صغرهم الأعمال المسرحية، أما في العالم العربي فيكاد المسرح يندثر، بسبب ارتفاع اسعار البطاقات وعدم إحترام فكر الطفل .
أصرت ديديه فرح مع نور المجبر وسابين نادر على ضرورة وأهمية إستمرار الحلم حتى بعد مغادرة الأطفال المسرح.
مع صرخة "الولد ما بينضحك عليه" لتطوير العمل التلفزيوني والمسرحي من أجل تنشئة أطفال أصحاء الذهن سيصبحون حكاماً في المستقبل.
وفي نهاية الحلقة، أبدت ديديه إستعدادها لتقديم النصح والمساعدة لنور وسابين متى شاءا للإستفادة من خبرتها ، كما طلبت ديديه من رلى أبو زيد ان تنقل طاولة الحوار الإذاعي الى طاولة نقاش مع اصحاب القرار سواء في وزارة الإعلام والتلفزيون والإذاعة ومدراء المدارس لإتخاذ القرار الصحيح لما فيه مصلحة الطفل العليا ولخدمة الدراما.