بخطوة تعدّى من خلالها 10 ملايين خطوة وآلاف الكيلومترات وبثماني لغات مختلفة، تمكن المصوّر اللبناني الفنان الياس دياب من نقلنا معه من نقطة الانطلاق أي لبنان إلى تسع دول أخرى وذلك من خلال كتابه التوثيقي "250 Beyond My Journeys" الذي أطلقه في احتفالية ضخمة شهدها قصر الأونيسكو في بيروت يوم السبت المنصرم.
حفل الإطلاق، الذي تضمّن معرضاً للصور أيضاً، شهد حضوراً كثيفاً للوجوه السياسية والفنية والإعلامية إلى جانب المحبّين والأصدقاء. وقدّمت الحفل الإعلامية ديديه سعادة التي ألقت كلمة بالمناسبة حيّت فيها جهود المصوّر اللبناني وفكرته في جمع أجمل الصور التي التقطتها عدسته من لبنان وعدد من الدول الأخرى، ناهيكم عن قيام الأخير بالإعلان عن عودة ريع المعرض إلى جمعية "بربارة نصار" لدعم مرضى السرطان.
250 صورة رائعة يتضمّنها "250 Beyond My Journeys" إلتقطها المصوّر الياس ديب من عدد من الدول التي جالها في مختلف أنحاء العالم بعينه الثاقبة وعدسته التي تعكس الجمال برقي ووضوح.
وعلى هامش حفل التوقيع والمعرض، إلتقى "الفن" المصوّر الياس دياب الذي أصرّ على تذليل تواقيعه على الكتب ببصمة يده معللاً الأمر بأن "لا شيء سيدلّ على التعب والجهد اللذين بذلهما على مدى سبع سنوات في سبيل تقديم هذا الكتاب سوى بصمة يده التي حملت الكاميرا والتقطت هذه الصور". وتابع بالقول :"أن هدفه هو تقديم رسالة للعالم عن أن لبنان من أجمل الوجهات السياحية وأن أعمال الخير تستحق أن يتمّ تقديمها بأي طريقة ممكنة".
وعن إختياره جمعية بربارة نصار ليعود ريع عمله لها قال :"تعرّفت إلى هذه الجمعية الفتية التي تأسست منذ عام تقريباً، وبعدما تابعت حفل العشاء الذي أقامته لفتتني الأعمال الإنسانية التي تقوم بها والمساعدات التي تقدّمها لصالح مرضى السرطان فارتأيت اختيارها بالتحديد".
أما عن مضمون الكتاب فقال لنا دياب :"يتضمّن 250 صورة مرفقة بتفاصيل التقاطها وبأربع لغات مختلفة، ومن خلاله يتمكن القارئ من السفر إلى 10 بلدان وهو جالس في مكانه. هدفي من خلاله إيصال لبنان وجمال طبيعته وسياحته إلى الخارج وإيصال دول العالم إلى لبنان، فالناس باتوا يتأثرون بالصور أكثر من خلال وسائل التواصل الإجتماعي لذا يعتمد الكتاب على الصور أكثر من المفردات.
وتطرّقنا في حديثنا معه إلى إحدى الصور التي التقطها في تركيا وتجمع ما بين المسجد والكنيسة فعلّق قائلاً :"نحن في لبنان نعتبر أن الدين معاملة، وأن الدين لله والوطن للجميع".
الممثل إيلي شالوحي إعتبر في حديثه مع "الفن" أن الصور رائعة "كل صورة في الكتاب تبدو وكأنها لوحة طبيعية مرسومة باليد، وقد لفتتني صورة تجمع ما بين الجامع والكنيسة والتي أتمنى أن تنتقل إلى العالم العربي بأكمله لنؤكد للجميع أننا نكمل بعضنا البعض مهما اختلفت أساليب صلواتنا".
وعن إعادة ريع العمل إلى جمعية تعنى بمرضى السرطان، أكد لنا شالوحي أن الأمر يتخطى العنصر المادي إلى الإنساني فالدعم على الصعيد النفسي يساهم في مساعدة المريض على مقاومة المرض في سبيل الوصول إلى مرحلة الشفاء.
وبدورها وجدت الممثلة برناديت حديب أن لوحات المصوّر الياس دياب جعلتها تشعر وكأنها سافرت إلى أكثر من بلد في وقت واحد، وأن ثمة شاعرية واضحة وسحراً غريباً يكمنان في اللوحات وطريقة الإضاءة عليها ما يجعل المرء مسحوراً أمامها.
أما عن أهمية الكتاب في يومنا هذا على الرغم من طغيان التكنولوجيا، فقالت لنا حديب :"لا يزال الكتاب برأيي هاماً جداً، ربما لم يعد وصوله إلى الناس كالسابق لكنه يترك لدى متفحصه شعوراً مختلفاً. عندما نقرأ عبر الإنترنت قد ننسى بسهولة ما قرأناه ، أما الكتاب فيبقى معنا كذكرى، كما أننا بحاجة إلى شيء ملموس ليبقى في ذاكرتنا لفترة أطول. أحن إلى الكتب وأحبّذها وأشجّعالجميع على شرائها وقراءتها".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.