عادت هبة القواس من تونس حيث لبّت دعوة مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، د.
عبدالله المحارب للمشاركة في تدشين مقر المنظمة الجديد. تُعتبر هذه المنظمة جزءاً من منظمة الأونيسكو وجامعة الدول العربية وقد حضر الاحتفال د.نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية وإيرينا بوكوفا الأمينة العامة لمنظمة الأونيسكو ورئيس الجمهورية التونسية محمد الباجي قائد السبسي.
وقد ألقت القواس لهذه المناسبة محاضرة حول دور الفن في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب، ومن الشخصيات الثقافية المهمة التي حاضرت الى جانب القواس، نذكر الروائي الجزائري واسيني الأعرج والمخرجة السينمائية التونسية درّة بوشوشة.
مما قالته القواس في المحاضرة :
"لعلنا نكون في أمسّ الحاجة اليوم الى مادة تصل لشعوبنا تبني ما هدّمته الحروب والوسائل الإعلامية المستجدية للغرائز. وما هدّمه الاستفحال في الكبت النفسي انغلاقاً أتى أم إنحلالاً... في زمن علا فيه صوت الغريزة في الدين والطائفة والمذهب وفي أصوات أشباه المغنين وفي تشويه الموسيقى والفنون وطبعاً في شبه السياسة وأشباه السياسيين... في هذا الزمن لا سبيل لنا إلا بإعلاء الثقافة وانفتاح العقل وإعلاء النفس الى بعض من مراتب الروح....
لقد مورست على مجتمعاتنا كافة أنواع الإرهاب الفكرية من خلال تحريمِ الفنون العظيمة والتقوقع داخل دوائر صغيرة مغلقة. إذ تحريمُ الفنون على مجتمع ما، هو ضمانة لتخلّفِه. فكان هذا الأسلوب الأنجح لتحويل مجتمعنا الى عبيد التطرّف الفكري وأسرى الإرهاب، بعد أن كنا أحرار إبداعنا وحضارتنا مصدّرين للفكر والعلوم والفنون في العصر الأندلسي مثلاً....
آن الأوان لنتكاتف على مستوى العالم العربي وندعم الفنون بحيث تُنشأ مؤسسات تدعم المبدعين في عالمنا العربي وتحثُّهم على التعاون وعلى الإبداع المشترك، بحيث يتحولُ المبدع من فرد الى حالة… فأحد مشاكلنا هي الفردية وعدم إحداث حالات جماعية تعمُّ عالمنا العربي. في المقابل لقد نجح التطرف والفن الإستهلاكي ليتحوّلا حالات جماعية إجتماعية عممّتها وسائل الإعلام ومجموعات مموّلة دُسَّت في مجتمعاتنا…"
لاقت كلماتها أصداء إيجابية من قبَل المسؤولين في تلك المنظمة الذين بحثوا عن كيفية تطبيق المقترحات والتوصيات ووضعها قيد التنفيذ. نذكر بالمناسبة أن علاقة حبّ قديمة وأصيلة تربط بين هبة القواس وتونس وشعبها وجمهورها الذوّاق للفن الرفيع.