على سطح القمر حالياً أشياء كثيرة تركها الإنسان من بينها مخلفات بشرية وكاميرات حديثة وتليسكوب مطلي بالذهب.
قضى البشر على سطح القمر ساعات عديدة بلغت في مجملها 300 ساعة، بعدما هبطت ست بعثات فضائية أمريكية من بعثات "أبولو" على سطحه.
وقضى رائدا الفضاء نيل أرمسترونغ، وزميله باز ألدرين، في زيارتهما الخاطفة لسطح القمر، 21 ساعة و36 دقيقة، خلال الرحلة الفضائية التاريخية "أبولو 11".
لكن البعثات الفضائية اللاحقة إلى سطح القمر أقامت هناك لما يقرب من ثلاثة أيام لكل منها.
في ذلك الوقت، تركنا كماً هائلاً من الأشياء التي تخلصنا منها من أجل أن نتمكن من العودة إلى كوكب الأرض، ومعنا عينات قيمة حصلنا عليها من الصخور الموجودة على سطح القمر، من أجل إجراء اختبارات عليها.
وهناك أجزاء معينة من سطح القمر قد غطيت، بالمعنى الحرفي للكلمة، بأنواع مختلفة من المخلفات البشرية.
فهناك تقديرات تشير إلى أن هناك 96 عبوة من مخلفات بشرية تشمل البول، والبراز، والقيء، والتي تركها 12 من رواد الفضاء خلال الفترات التي قضوها على سطح القمر ضمن بعثات أبولو المختلفة.
أما بعض المواد الأكثر قيمة وتركت على سطح القمر فتشمل 12 من كاميرات التصوير من طراز "هاسيلبلاد".
وقد عاد رواد الفضاء بالأفلام التي التقطوها بتلك الكاميرات فقط، وتركوا جميع هذه الكاميرات فيما عدا واحدة منها.
كان رائد الفضاء إدغار ميتشيل من رحلة "أبولو 14" هو الذي عاد بإحدى الكاميرات، بعدما قال إنه لم يكن لديه وقت كاف لإخراج الأفلام منها حينما كان يستعد للرحيل.
وقد بيعت هذه الكاميرا لاحقاً في عام 2014 بمبلغ 910 ألف دولار أمريكي.
وهناك أيضا تليسكوب مطلي بالذهب صممه "جورج كاروثرز"، وهو التليسكوب الوحيد الذي تمكن من تسجيل ملاحظات من فوق سطح كوكب آخر في ذلك الوقت.
وربما حمت طبقة الذهب ذلك التليسكوب من أسوأ أنواع الأضرار التي يمكن أن يسببها الإشعاع الشمسي فوق سطح القمر، وذلك خلال العقود الأربعة التي ظل فيها ذلك الجهاز فوق القمر.
لكن العديد من الأشياء المشهورة الأخرى على سطح القمر ربما تعرضت لأضرار أسوأ.
فمن المرجح أن جميع الأعلام الأمريكية الستة التي تركت على سطح القمر قد أصبحت بالية، وتحول لونها إلى الأبيض؛ بسبب ما تعرضت له من آشعة الشمس.
ونحن نعلم أن خمسة منها تركت وهي على أعمدتها، بعد صدمت رحلة "أبولو 11" أحد تلك الأعلام أثناء العودة إلى مركز القيادة.
ومن المرجح أيضا أن الصورة العائلية التي تركها رائد الفضاء تشارلز ديوك من رحلة "أبولو 16" قد تعرضت أيضاً للتلف.
لكن الرسالة التي كتبت على ظهر تلك الصورة، ووقعتها عائلة ديوك، ربما لا تزال باقية، والتي كان نصها: "هذه عائلة رائد الفضاء ديوك من كوكب الأرض، الذي هبط على سطح القمر في نيسان 1972".