إعلامية كبيرة من زمن الأصالة ، واكبناها بشغف كبير عبر الشاشة الأم "تلفزيون لبنان"، فكنا ننتظر كل إطلالاتها بشوق لنتعلم منها ولو القليل من رقي الكلام وأصول الإعلام .
جان دارك أبو زيد فياض ، الإعلامية الكبيرة التي لطالما إقتدى بها الإعلاميون ، تحل ضيفة عزيزة على صفحات "الفن" في هذا الحوار .
بداية نرحب بك، ونبارك لك تكريمك الأخير في "زارعي الأحلام" الذي نظمته الكاتبة والمخرجة جيزيل هاشم زرد .
شكراً ، أهلاً بكم ، وأشكر جيزيل لأنها فكرت بأن تقوم بهذا التكريم لأشخاص قدموا الكثير للأطفال و"ما حدا سأل" ، أشكرها جزيلاً .
إلى أي درجة إختلف صغار اليوم عن صغار الأمس الذين رافقوك في برنامج الأطفال وما زلت في بالهم "الصديقة جنان" ؟
هناك الكثير من الإختلاف لأن الزمن إختلف حيث أصبح هناك تكنولوجيا وأصبح كل طفل :"حاطط راسو بالايفون والايباد" ، في حين أنه في السابق كان التلفزيون هو التسلية الوحيدة للأولاد ، الإختلاف كبير جداً .
إلى أي مدى أنت راضية عن الإعلام اليوم ؟
"ولا نتفة" ، خصوصاً الإعلام التلفزيوني لأنه لم يعد هناك حرفية فأصبح الأهم الظهور والماكياج واللبس ، لم يعد هناك نوعية مثل قبل ، وأين اللغة العربية ؟ تسمع في سطر واحد 10 أغلاط لغوية ، عيب إذا كان البعض يعتبر أن هؤلاء هم وجه لبنان الحضاري ، فالمفروض أن يهتموا أكثر ، والمسؤولون عن هذه المؤسسات يجب أن يدركوا هذا الأمر "مش بس بنت حلوة وعم تلبس حلو إنو هيدي هي الصورة اللي بدنا نقدمها للناس".
ما هو وضع برامج الأطفال اليوم ؟
للحقيقة لا أتابع كثيراً ولكن ما شاهدته فيه تسلية أكثر مما فيه معرفة ، بمعنى أنه يهتمون ليُفيدوا الأولاد بأشياء يستفيدوا فيها بتفكيرهم ، يجب على برامج الأطفال أن تجعل الوالد يشغّل خياله حيث أنه لم يعد يشغله ، فهو يشغل يديه وعينيه وأذنيه ويسمع ما يقولون ، فإما يغني أو يرقص أو يستعمل الألعاب الإلكترونية ، بينما سابقاً كان الخيال لدى الولد يعمل كثيراً ، وهذا مهم جداً لأن الولد إذا لم يُشغل خياله وتفكيره لا يستنبط أشياء جديدة .
هل جان دارك أبو زيد غائبة اليوم عن الساحة الإعلامية أم مغيّبة ؟
لا أعتبر نفسي غائبة أو مغيّبة ، أنا موجودة ، صحيح كنت خارج لبنان لفترة طويلة ، ولكن أنا من الناس الذين يكونون موجودين حتى لو لم يكونوا كذلك .
في الختام ، ما هي أمنياتك ؟
أتمنى من السياسيين أن يخجلوا قليلاً ، وعلى الصعيد الاعلامي أتمنى أن يصبح هناك تحسين في نمط العمل الإعلامي ، وأتمنى من المسؤولين عن المحطات التلفزيونية ألا يكونوا فقط تجاراً "كيف بدن يجيبوا إعلان ، ينتبهوا للعالم كيف عم تشوف هالبرامج" ، ليس المهم السباق الصحفي ، المهم إلى أي مدى تستمر وتقدم شيئاً مفيداً للناس .