تستقبل الكثير من المدن الأوروبية حالياً ملايين المهاجرين والوافدين الجدد، ولكن يبدو أن روما كانت في العصور القديمة أيضاً قبلة الأجانب الساعين لتحسين معيشتهم وكسب رزقهم.
فقد أشارت دراسة جديدة إلى أن روما كانت تجذب المهاجرين من خارج إمبراطوريتها الواسعة منذ أكثر من 2000 سنة.
وأظهر تحليل لهياكل عظمية عُثر عليها مدفونة في مقبرتين قديمتين بالمدينة يرجع تاريخهما إلى الفترة الواقعة بين القرن الأول والقرن الثالث الميلادي، أن 8 من هذه الهياكل العظمية هي من مناطق بعيدة مثل شمال أفريقيا وجبال الألب.
وقد تم دفن هؤلاء المهاجرين، الذين كانوا في معظمهم من الأطفال والرجال، في مقابر بسيطة، يبدو أنها كانت مخصصة للفقراء، مما يشير إلى أنهم ربما قد أتوا إلى المدينة على أمل العثور على فرص أفضل للعيش. كما يمكن أيضا أن يكونوا من العبيد الذين نقلوا إلى هذه المدينة لخدمة سادتهم في الإمبراطورية.
ويقول الباحثون إن هذه الدراسة هي أول دليل على هجرة أفراد إلى روما من مناطق خارج الإمبراطورية القديمة.
نُشر البحث في المجلة الدورية التابعة للمكتبة العامة للعلوم وتناول تحليل الهياكل العظمية الـ105 التي عثر عليها في مقبرتي Cala Bertone وCastellaccio Europarco.
وعن طريق فحص نسب نظائر الأكسجين والسترونسيوم والكربون في الأسنان وفي الهياكل العظمية، استطاع الباحثون تكوين صورة عن الأصول الجغرافية لهذه الهياكل.