ممثلة لبنانية شابة مثابرة ونشيطة .. تطل علينا في كل عمل جديد بدور مختلف ومميز يزيدها تألقا وثباتا في عالم التمثيل ويزيدنا تقديرا لموهبتها . مقنعة في ادائها أكان كوميديا أم دراميا أو في التراجيديا .. انيقة المظهر من دون تكلف أو اصطناعية ..
الممثلة سارة أبي كنعان تتحدث لموقع "الفن" عن آخر أعمالها الفنية وعن الدروس التي تابعتها في الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الأمور في هذا اللقاء المميز .
أهلا وسهلا بك.
شكراً جزيلاً. وأسمح لي بداية بأن أبدي سعادتي الكبيرة بهذا اللقاء عبر موقع "الفن".
لقد عدت أخيراً من الولايات المتحدة الأميركية حيث كنت تتابعين دروس التمثيل في أحد أهم المعاهد في لوس أنجلوس. أخبرينا أكثر عن أهمية هذه الخطوة بالنسبة لك ولكل ممثل ؟
كل مهنة بحاجة إلى دراسة وتحديداً التمثيل بحاجة إلى متابعة الدراسة فيها فالعالم يتغير وهناك امور كثيرة تتطور ويجب أن نواكبها. لذلك متابعة الدراسة تتيح لك تعلم أمور جديدة ومعاصرة قد لا تكفيك الخبرة والتجارب لتعلمها.
سارة أنت أصبحت ممثلة متميزة جداً في مجال التمثيل. ألم يكن من الأسهل أن تركزي على إختياراتك من أن تسافري لتتعلمي . فمن النادر أن نجد ممثلاً وصل إلى ما وصلت اليه ويواظب على الدراسة ؟
أنا ما أزال أنتقد نفسي كثيراً على أدائي في التمثيل. ما أزال أقول عندما أتابع بعض المشاهد التي قدمتها انه كان الأجدر بي أن اؤدي بطريقة أخرى وأفضل. لذلك ساعدتني الدراسة على تطوير نفسي وإكتشاف أمور كثيرة لم أكن أعرف أنني أجيدها.
هل هذه الدراسة متواصلة ومستمرة أم انها انتهت ؟
مبدئياً مستمرة . أنا اليوم في بيروت لأن لدي عملاً وتصويراً . ولكن عندما يكون لدي عطلة أو فترة استراحة حتى لو كانت شهرا واحدا فقط، سأسافر مجدداً.
لقد أمضيت فترة في أحد المعاهد الذي تخرج منه العديد من نجوم هوليوود. وطبعاً شعرت بالفرق بين الغرب والمنطقة هنا .
نعم هناك فرق شاسع. حتى أن الممثلين الذين أقدرهم جداً في لبنان تجدهم، ورغم برنامجهم الحافل والمكتظ، يعملون على تطوير أدائهم من خلال المطالعة وقراءة الكتب وحتى مشاهدة الأفلام. المهم بنظري اننا ندرك حاجتنا إلى التطوير والعمل المستمر. وحتى نجوم الخارج يدركون جيداً انه عليهم تطوير أنفسهم. فمن أصبح نجماً عليه ان يعمل ليحافظ على هذه النجومية.
الدراسة في الولايات المتحدة ألم تشجعك على دخول "هوليوود"؟ وهل قمت بأي خطوة تقربك من هذا الموضوع ؟
العمل في هوليوود طبعا هو خطوة مؤجلة في الفترة الحالية. نعم عرض علي اكثر من مشروع عمل هناك وإجتمعت مع أشخاص مهمين جداً في هذا المجال وهم في إنتظار عودتي للعمل معهم. ولكن بكل صدق الاولوية بالنسبة لي في هذه المرحلة هي العمل في لبنان.
شاركت أخيراً في مسلسل "قصة حب". ما الذي جذبك للمشاركة في هذا العمل ؟
بداية جذبني في العمل القصة بحبكتها وبنهايتها. وردة فعل الناس على نهاية العمل تظهر رغبتهم بهذه القصص لذلك لم يتقبلوا ان تكون خيالا. انا عندما قرات النص تواصلت مع نادين جابر وقلت لها : "ليش علمتي فينا هيك ؟". نادين تكتب بطريقة جميلة جداً تجعلنا نرغب في ان نذهب بالقصة والدور إلى النهاية. حتى الدور الذي قدمته فيه الكثير من الانفعالات التي تتداخل. وعندما قرأت الدور قلت لنادين أتمنى ان استطيع ان اوفي النص حقه في التمثيل.
في أحد مشاهد المسلسل مثلت مشهد جريء مع "رامي" الذي يجسد شخصيته الممثل يوسف حداد. هل فكرت جيداً قبل تأدية المشهد ؟
لا يمكنك ان تكون ممثلاً وتقول "انا بعمل هيك" او "أنا ما بعمل هيك". اذا الدور تطلب منك تأدية هذا المشهد وكان ضمن سياق الأحداث وتسلسل القصة، يجب ان تعطي الدور حقه.
المشاهد يخلط في كثير من الأحيان بين شخصية القصة وشخصية الممثل الحقيقية. وبالتالي ألا تخشين من هذا الأمر خصوصاً عند تقديم مشاهد جريئة؟
ولكن في نهاية الأمر، عندما يفكر الشخص جيداً بالموضوع وخارج اطار المسلسل سيدرك انك كنت تجسد دورك والشخصية في المسلسل فقط. واعتقد ان احد الامور الأساسية التي يجب ان نتقدم بها هي المتعلقة بهذه النوع من المشاهد. "اذا كلما واحد منا مثّل مشاهد جريئة العالم بدها تقوم عليه وتحكي ما رح نتقدم أبداً". نحن نشاهد الأفلام الأجنبية المليئة بهذه المشاهد ونستمتع بها ولكننا نرفضها في اعمالنا المحلية لماذا؟
كيف كانت الثنائية التي جسدتها في المسلسل مع نادين الراسي ؟
بالفعل أصبحوا يطلقون علينا تسمية "Couple". واعتقد انه لو اتيح لنا المزيد من الوقت قبل تصوير المسلسل كنا قد حضرنا أكثر. وكنا نتحدث أنا ونادين جابر ونادين الراسي انه يجب أن نجتمع مجدداً في عمل جديد مميز لأنه بالفعل ما يزال هناك أمور كثيرة يمكننا أن نقدمها للجمهور. انا سعيدة جداً بهذا التعاون. وأنا بالفعل استطعت ان انجح في لعب هذا الدور بفضل نادين. فهي شكلت لي دعماً رائعا فهي ساعدتني كثيرا .. "اذا الشخص يلي قدامك بريحك بيطلع منك كثير قصص".
وكيف كان التعاون مع يوسف حداد ؟
يوسف "بجنن". يوسف استاذ لقد شعرت طول الوقت أنني اقف امام استاذ في التمثيل. الجمهور يحبه كثيراً ولديه شعبية كبيرة ولذلك تعاطفوا معنا في القصة.
وكيف كانت التعاون مع فيليب أسمر ؟
أنا شهادتي مجروحة بفيليب. هو فنان بكل ما للكلمة من معنى. لديه عين رائعة واحساس رائع. يدير الممثل بطريقة رائعة. يضعك بحالة نفسية تخولك تقديم الأفضل أمام الكاميرا.
بعدما شاهدتِ العمل كاملاً، هل وجدتِ أن ما كتب على الورق استطاع فريق المسلسل أن يجسده بطريقة جيدة على الشاشة ؟
بالتأكيد. كل شخص أعطى القصة حقها. المخرج، الممثلين، وحتى الانتاج الذي أمن كل الامور التي بحاجة اليها العمل ليظهر على الشاشة كما هو على الورق.
ما الإضافة التي حصلت عليها سارة من مشاركتها في مسلسل "قصة حب" ؟
حصلت على شهادة اعجاب وتقدير من جميع الأشخاص الذين اتصلوا بي، وعلى شهادة زملائي النجوم بالاضافة إلى شهادة الكاتبة نادين جابر والمنتج زياد شويري. تعبت واجتهدت فوجدت نتيجة جيدة.
أنا لا أجد هذا الأمر يؤثر سلباً بكل صراحة لأنه اذا نظرنا إلى الواقع نجد أننا بالفعل نعيش مع بعضنا البعض في الدول العربية. المصري يأتي إلى لبنان للعمل، اللبناني يتوجه إلى الخليج العربي للعمل، العرب يأتون إلى لبنان للدراسة .. هذه الأمور تحدث فعليا في الحياة العادية وليست الدراما من أوجدت هذا الشيء. انا سعيدة جداً بهذا التعاون العربي في الأعمال الدرامية لأنني لا اعتقد ان الممثل اللبناني ما كان سيصل إلى هذه الشريحة الكبيرة من الجمهور العربي لولا هذه الأعمال أقله في الفترة الحالية.
بعد نجاح "قصة حب" هل تعتبرين أن معايير الاعمال التي ستشاركين فيها يجب أن تتغير ؟
أكيد ستتغير لأنه يجب على الممثل بعد كل عمل ناجح أن يعود بعمل بنفس القوة والنجاح أو أكثر.
من الممثلة التي ترغبين في تشكيل ثنائية معها ولم تحققي ذلك بعد؟
ارغب أن اشارك الممثلة ماغي بو غصن في عمل تمثيلي. أنا أحبها واحترمها واحب نفسيتها كثيراً.
ماذا تحضرين للفترة المقبل.
انا سعيدة جداُ بالمشروع الدرامي الجديد الذي سأشارك فيه. صدقني سيحدث جدلاً كبيرا عند عرضه. اتعاون فيه مع شركة انتاج جديدة. العمل لبناني فيه مجموعة من الأبطال وأنا واحدة منهم. ومن المتوقع ان يعرض في شهر نيسان المقبل.
كلمة أخيرة.
انا أشكر كل من تابع ودعم مسلسل "قصة حب". كما أنني سعيدة بالدعم الذي نلته على الصعيد الشخصي بعد دور "ميرا" الذي قدمته في هذا العمل.