بُعيد انتهاء حفله الناجح، الذي اختتم من خلاله فعاليات مهرجان ربيع سوق واقف 2016 الغنائية التي نظمتها إذاعة صوت الريان، عقد فنان العرب محمد عبده مؤتمراً صحفياً جمعه مع نخبة من الإعلاميين العرب، وذلك في فندق دابليو في الدوحة وتحت إدارة الإعلامي فواز مزهر.
إنطلق المؤتمر بحديث عن الأغنيات التي شملها برنامجه في الحفل الختامي للمهرجان كونها تعود إلى فترة الستينات والسبعينات والثمانينات وأغلبها من ألحانه الخاصة، فقال عبده: "منذ عام 1975 وأنا أتعامل مع ملحنين آخرين، وقد لاحظت أن زملائي الملحنين في الخليج باتوا الآن في مرحلة اعتماد الكلاسيكية في الألحان... التنويع مطلوب، ولذا تكاد لا تخلو سنة من لحن أو لحنين لي". وتحدث عبده أيضاً عن ألبوم "شعبيات" الذي طال انتظاره وأشار إلى أنه أنجز منه أغنيات عدة، على أن يستكمل الباقي قريباً.
وعن فوز اليمني أسامة محبوب في النسخة الأولى من برنامج "فنان العرب"، صرّح الفنان السعودي الكبير بأن صوت أسامة حقيقي ومميز، وعليه اغتنام الفرصة بعدما وضعه البرنامج على أول خطوة في سلم النجاح. وأكد عبده على أن محبوب يتمتع بكافة المقومات التي تخوّله الوصول إلى ما يصبو إليه، خاصة وأن دولة قطر تدعمه وتحتضنه وبالتالي يجب أن يواصل نجاحه ويصرّ على استكماله.
محمد عبده، وفي معرض حديثه عن مهرجان الربيع وفعالياته التي باتت تحتلّ موقعاً بارزاً في قطر وتحظى باهتمام الناس وجمهور الريان، عبّر عن سعادته بتكريم سمراء البادية الفنانة الكبيرة سميرة توفيق، ونوّه بهذه الخطوة الكريمة التي قامت بها صوت الريان، ولفت إلى ضرورة تكريم باقة أخرى من الأسماء الكبيرة.
أما بالنسبة إلى واقع الأغنية اليوم، خصوصاً وأنه قاد في السابق حملة تطهير من الأغنيات الاستهلاكية، فتحدث محمد عبده قائلاً: "لئلا نظلم أحداً هناك بالفعل فنانون مميزون حتى وإن قدّموا الأغنية الخفيفة. التنويع مطلوب والأغنية الخفيفة موجودة وثمة من يطلبها بكثرة، ناهيكم عن الأغنيات الطربية والوطنية أيضاً. وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت كثيرة اليوم، وفي المقابل فإن مؤسسات الإنتاج تطرح الألبومات وتقوم بتصوير الكليبات ومن حقها القيام بحملات دعائية لمنتجاتها لذلك تجدون برامج تروّج لها مثل "Top 10" و"Top 20" وغيرها... إنها وسائل إعلانية تروّج وتسوّق الأعمال ولكن الفن الحقيقي هو الذي يبقى راسخاً في ذهن ووجدان المستمع".
وكانت لفنان العرب محطة وجدانية في المؤتمر بعدما طرح عليه سؤال حول منافسه اللدود الراحل طلال مداح بعد 15 سنة على غيابه إذ قال: "فقدت أخاً وصديقاً وأستاذاً... التنافس بيننا كان في أوجّه ومحتدماً جداً ولولا ذلك لما كنا سمعنا أغنيات الستينات والسبعينات والثمانينات تتردد أصداؤها إلى يومنا هذا".
ولم ينفِ "أبو عبدالرحمن" سعادته بمولودته الجديدة التي أسماها "عالية"، وهي السادسة بين بناته، وعلّق بأنها أضافت البهجة إلى البيت.
وردّاً على سؤال "الفن" حول سبب عدم تعامله مع الفنانين اللبنانيين، أجاب محمد عبده: "ثمة أصوات كثيرة رائعة تقدّم الفن اللبناني، لكنني حريص على أن أكون في نطاق خليجي عربي أكثر، كما أنه لم يطلب مني أي فنان لبناني لحناً". ولدى سؤاله عن إمكانية التعامل مع الموسيقار ملحم بركات الذي أكد أن لديه لحن يليق بفنان العرب، قال: "ملحم بركات أستاذ كبير، وإذا لديه لحن لي لمَ لا؟ ولكن لنسمع الكلام أولاً فأنا تهمني الكلمة أكثر". أما حول تعامله مجدداً مع الشاعر السعودي سعود الشربتلي فقال: "آخر ما قدّمته معه كان "خلي البساط أحمدي" وسأتعامل معه بالطبع". وهنا، انطلق بأداء الأغنية بصوته العذب فاستمتع الزملاء بروعة الإحساس خلال ثوانٍ قليلة.